سيناريوهات إسرائيلية للمنطقة وما سيحدث بالسعودية والإمارات ومصر حتى 2030

الرياض – خليج 24| استعرض الخبير في الدراسات المستقبلية والعلاقات الدولية وليد عبد الحي سيناريوهات إسرائيلية للمنطقة وما سيحدث بالسعودية والإمارات ومصر عام 2030.

ونشر الخبير عبد الحي اليوم 3 سيناريوهات وذلك استكمالا للسيناريو الأول المرجح إسرائيليا ونشره قبل يومين، وتوقع به مقتل ولي عهد السعودية.

وقبل يومين، أصدر ثلاثة خبراء إسرائيليين دراسة حول توقعاتهم لما سيحدث في منطقة الشرق الأوسط أبرزها وفاة عاهل السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بـ2021.

وتوقعت الدراسة أنه بعد موت الملك سلمان عام 2021، سيحدث انقلاب قصر يقتل فيه ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

وأضافت أنه بعدها “تستغل إيران الفرصة لتوسيع دائرة اضطرابات في المنطقة الشرقية من السعودية (منطقة الشيعة)”.

لكن معسكر محمد بن سلمان-بحسب الدراسة- يتمكن من السيطرة على الوضع.

وبعدها تتم تولية شقيقه خالد بن سلمان (نائب وزير الدفاع الحالي) السلطة في السعودية، بحسب الدراسة.

وأضافت “ستميل السلطة الجديدة إلى التركيز على الشأن السعودي الداخلي والتخلي عن الحرب في اليمن”.

وذكرت أن الولايات المتحدة ستدفع بهذا الاتجاه عقب مقتل ابن سلمان.

وعمل على إعداد الدراسة ثلاثة باحثين هم آري هيستين الذي يعمل في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي وهو المركز الأقرب إلى نتنياهو.

أما الثاني فهو دانييل راكوف الذي عمل ضابط استخبارات عسكرية في الجيش الإسرائيلي خاصة مجال تحليل المعلومات.

أما الثالث فهو يوئيل غوزانسكي وهو باحث في معهد الشرق الأوسط ومتخصص في الأبعاد السياسية والأمنية لدول الخليج.

وجاءت الدراسة الإسرائيلية بعنوان كيف سيبدو الشرق الأوسط عام 2030.

ويقوم السيناريو الثاني-بحسب الخبير عبد الحي- على أساس أن واشنطن ستقلص بشكل طفيف وجودها العسكري في المنطقة.

لكن مع استمرار الاحتفاظ بقوات كبيرة في الخليج (السعودية والإمارات والكويت وقطر)، وبدرجة أقل في العراق وسوريا.

في موازاة ذلك، تشجع الولايات المتحدة الجهات الإقليمية الفاعلة على حل تحدياتها الأمنية بنفسها وليس اعتمادا على الوجود الأمريكي.

الأمر الذي سيدفع دول المنطقة (السعودية والإمارات) إلى زيادة شراء الأسلحة من الولايات المتحدة.

وتتمثل الأهداف الرئيسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط حتى عام 2030 في:

أ‌- منع ظهور فراغ قوى كبرى تملأه روسيا أو الصين

ب‌-  التأكد من أن المشكلات الإقليمية لا “تنتشر” إلى مناطق اخرى.

ت‌- استمرار الضغط على دول المنطقة لإظهار التقدم نحو التحول الديمقراطي .

يترافق مع هذا أن التعافي الاقتصادي العالمي سيتباطأ بسبب النكسات في إنهاء الأزمة الصحية لـ COVID-19.

ويبدأ فقط في التعافي ببطء في أوائل عام 2023.

ومن المتوقع أن تظل أسعار الطاقة أقل من مستويات عام 2019 في المستقبل المنظور.

مما سيقود إلى استمرار تراجع عائدات الطاقة لدول الخليج الأمر الذي سيجعلها تقلص دعمها الاقتصادي للدول العربية الأفقر.

ولا سيما مصر التي سيتم فيها إلغاء العديد من المشاريع الطموحة للرئيس السيسي.

كما سيتآكل ارتباط مصر بالأعضاء الآخرين في الرباعية العربية (السعودية والإمارات والبحرين).

وسيتركز الاضطراب الناتج عن تراجع عائدات النفط في مصر والعراق والجزائر.

ولمواجهة هذا الوضع ستتدخل الصين وروسيا لزيادة دعمهما لمصر بطرق مختلفة.

مثل : توفير لقاحات COVID-19 مجانًا أو بشروط مواتية، والحلول محل الإمارات بصفتها الممول الأساسي لمشاريع البنية التحتية.

وستعمل روسيا والصين على مساعدة الرئيس السيسي على تعزيز قدراته في مجال  القمع الرقمي.

كما ستتعاون روسيا من خلال أجهزتها الأمنية والمتعاقدين العسكريين مع مصر في ليبيا.

وستكمل بناء قواعد بحرية وجوية في السودان وتزيد تدريجياً من أسطولها الدائم في البحر الأحمر.

أما الدور الصيني أمنيا فسيظهر عبر اتفاقية مع المشير خليفة حفتر لتشغيل ميناء بنغازي.

وسترد واشنطن على هذه التوجهات من خلال:

أولا‌- تقليص التعاون الأمني وتجميد المساعدات العسكرية لمصر.

لكنها ستتجنب حدوث قطيعة حادة في العلاقات مع مصر نظرًا لأهميتها الاستراتيجية.

ثانيا-  سيدفع  النفوذ الروسي والصيني المتزايد بمصر إلى تنسيق محدود بين إسرائيل وكل من موسكو وبكين في بعض المجالات.

مثل القضايا الرئيسية للأمن القومي في غزة والبحر الأحمر.

ستؤدي الضائقة الاقتصادية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط إلى اضطرابات عامة وقمع عنيف لأصوات المعارضة في جميع أنحاء المنطقة.

حيث ستعمل هذه الدول على تخفيضات في الميزانيات في وقت ستفشل فيه في ضبط تزايد عدد السكان.

كما ستواجه القاهرة ندرة مائية متصاعدة، ونتيجة لذلك يحدث نقص في الغذاء في مصر.

كما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في البلدان المجاورة.

وستنتشر الجماعات الإسلامية الراديكالية في جميع أنحاء المنطقة، مستغلة الصراعات التي طال أمدها في ليبيا واليمن وسوريا والعراق.

ويتحول لبنان إلى حرب أهلية متجددة تفاقمها التدخلات الخارجية، وحينها سينشغل حزب الله مؤقتاً عن إسرائيل لكنه سيحتفظ بقدراته الصاروخية كقوة ردع لإسرائيل.

ويفترض السيناريو أن إيران ستجمد نشاطها النووي في ظل تصاعد التوتر على أسس مذهبية في المنطقة.

وستمارس أمريكا ضغوطا على إسرائيل لتقديم تنازلات في مجال التسوية مع الفلسطينيين.

لكن المواجهات المتقطعة بين حماس وإسرائيل ستستمر دون حدوث تغيرات كبيرة.

وتفترض الدراسة-بحسب عبد الحي- أن إسرائيل ستعود للسيطرة على غزة ثم ستسلمها للسلطة الفلسطينية لكن حماس ستعود من جديد لوضعها خلال أشهر.

ويشير السيناريو إلى استمرار تراجع التأييد لإسرائيل في الوسط الديمقراطي وبعض الجمهوريين.

وسيكون سبب هذا التراجع هو لدفع إسرائيل لتقليص علاقاتها مع كل من روسيا والصين.

وهو ما سيؤثر على القدرات الاسرائيلية لا سيما في عملياتها في سوريا.

هذا السيناريو يكشف عن أن التنافس بين القوى الكبرى سيخلق عددا من المشاكل الامنية لإسرائيل.

السيناريو الثالث:

يفترض هذا السيناريو ما يلي:

أ‌ولا- التخلص من كورونا

ثانيا‌-  استمرار تقليص الولايات المتحدة التزاماتها الخارجية بخاصة في الشرق الاوسط

ثالثا-  استمرار السعر المنخفض للبترول.

رابعا‌- تغير النظام في إيران بنظام علماني ، مما سيجعل الولايات المتحدة تواصل سياسة التخلي التدريجي عن الشرق الأوسط.

لكن النظام العلماني الجديد في إيران سينخرط في نفس الطموحات الإيرانية القديمة، وهو ما يعيد النزعة القومية العربية للظهور.

وسيتم التقارب بين السعودية ومصر وسوريا لمواجهة سياسات النظام الإيراني الجديد.

وستشارك تركيا في هذه المواجهة من خلال تحويل المياه من نهر أراس (Aras).

مما يضعف توفر الماء في محافظات إيران الشرقية، وسترد إيران بالعودة لسياسات مساندة النزعة الانفصالية للأكراد في المنطقة.

وستزيد روسيا من نفوذها في إيران (مع النظام الجديد) بخاصة لبناء كارتل للغاز يضمها مع أيران وقطر وتركمانستان.

وهو ما يخلق توترا مع كل من الصين (بسبب ارتفاع أسعار الغاز) ومع تركيا بسبب التوجه الروسي لنقل الغاز بعيدا عن تركيا.

ويفترض هذا السيناريو نشوب حرب بين كتلة تضم مصر والسودان وأريتريا ضد اثيوبيا.

لكن بعد عدة أشهر تتمكن روسيا والصين والاتحاد الافريقي من الوصول لوقف الحرب.

وقد تكون هذه الحرب في الفترة بين 2021 و 2025.

وفي الفترة بعد 2025 ستتزايد النزاعات المذهبية في العراق وستمتد إلى بقية الدول الخليجية (السعودية والإمارات).

وتزداد الهجمات على المرافق البترولية خاصة (في السعودية).

ويفترض السيناريو أن تتمكن مصر من انتاج القنبلة الذرية بتمويل من السعودية عام 2027.

بينما إيران ستمتلك القنبلة النووية عام 2028 (ستشتريها من كوريا الشمالية) وفي عام 2029 ستتعاون باكستان النووية مع تركيا.

أما في البعد الدولي للشرق الأوسط فيفترض هذا السيناريو أن التنافس الصيني الروسي بالمنطقة هو الأبرز في الشرق الأوسط مع عام 2030.

السيناريو الرابع:

يبدأ هذا السيناريو من افتراض استمرار أزمات المنطقة مما يجعل الدول الكبرى اقل عناية بالشرق الأوسط.

وهذا ما يتيح للقوى الإسلامية الأكثر تطرفا للظهور مرة أخرى، وستحدث كوارث بيئية بخاصة بمصر ستدفع الرئيس السيسي لترك السلطة.

وهذا سيفتح مجالا لاضطرابات واسعة بمصر، وستجد مصر نفسها مضطرة مرة أخرى للتقارب مع دول الخليج (السعودية والإمارات).

وبشكل أكبر مع إسرائيل، وهو ما يمنح إسرائيل فرصة لضرب حزب الله والمنشآت النووية الإيرانية خاصة في 3 مواقع حساسة.

وهذه المواقع في كل من  ناتنز وأصفهان وفورداو.

لكن الرد على الهجوم سيقود إلى دمار كبير في البنية التحتية الإسرائيلية.

ويضع السيناريو احتمال نشوب حرب أهلية في العراق من جديد وتدخل إيران في مجرياتها.

كما يضع السيناريو احتمال تغير النظام في الأردن وتولي قوى إسلامية الحكم مما سيقود إلى قيام اسرائيل ببناء جدار.

أو سياج على حدودها الشرقية، ومع تطور الحركة الإسلامية ستقوم إسرائيل بحل السلطة الفلسطينية.

ويقوم هذا السيناريو في مضمونه الجوهري على فرضية حدوث غياب التنافس بين القوى الدولية في الشرق الأوسط.

الذي يمنح إسرائيل فرصا لتكييف المنطقة لصالحها في ظل الاضطرابات في المنطقة.

واستعرض الخبير عبد الحي القواسم المشتركة في السيناريوهات الأربعة وهي تقوم رؤية على أسس مركزية هي:

أولا: انخراط الولايات المتحدة في المنطقة أو تراجعها عن هذا الانخراط سيقودان إلى نفس النتيجة وهي عدم استقرار المنطقة.

ثانيا: اتساع الانخراط الروسي الصيني في المنطقة سيقود تدريجيا إلى احتمال التنافس الروسي الصيني.

ثالثا: استمرار التقارب العربي الإسرائيلي ليس مضمونا تواصله.

رابعا: تغير النظام في إيران قد لا يضمن التخلي عن الطموح النووي.

خامسا: منع أي دولة شرق أوسطية من امتلاك السلاح النووي أمر جذري وحاسم في الاستراتيجية الإسرائيلية.

سادسا: المزيد من التدهور الاقتصادي في المنطقة يعطي إسرائيل المزيد من الفرص لاختراقها وتشكيلها لهذه المنطقة.

وتشير الدراسة في خاتمتها إلى أن تفاعل إسرائيل مع كل سيناريو من السيناريوهات الأربعة مرتبط بطبيعة التغيرات بالبنية الإسرائيلية الداخلية، وهو أمر لم تتناوله الدراسة.

ولفت الخبير عبد الحي إلى جدوى هذه الدراسة قائلا “أعتقد أن  المخطط الاستراتيجي الإسرائيلي  (وصانع القرار الإسرائيلي) سيعمل على ما يلي:

أولا: تحديد ما هي النقاط التي في صالح إسرائيل بكل سيناريو من السيناريوهات.

ثم تشكيل لجنة من الخبراء في كل نقطة للبحث في آليات تعزيز هذه النقطة لزيادة احتمال حدوثها.

ثانيا: تحديد النقاط التي هي بغير صالح إسرائيل في كل سيناريو من السيناريوهات الأربعة.

ثم تشكيل لجنة من الخبراء للبحث في آليات إضعاف أو منع احتمالات حدوث هذه النقاط.

وتساءل في النهاية “هل سنفكر بنفس الطريقة ؟ الجواب لكم”.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.