“رويترز”: زيارة بايدن للسعودية باهتة ولا تستحق كل هذا العناء

الرياض – خليج 24| وصفت وكالة رويترز للأنباء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية بأنها “باهتة” “وتخلو من تحقيق أي إنجاز كبير”.

وقالت الوكالة واسعة الانتشار إن الزيارة فتحت باب الشكوك حول ما إذا كانت تستحق كل هذا العناء أم لا.

وذكرت أن توتر العلاقات طغا على المشهد، فتجنب بايدن الظهور وكأنه يعانق ولي العهد المتورط بقتل جمال خاشقجي.

وبينت أن بايدن غادر دون تعهد فوري من السعودية بزيادة إنتاج النفط أو دعم الجهود الأمريكية لإنشاء محور أمني يشمل “إسرائيل”.

وأوضحت “رويترز” أن الرحلة لم تخل من المكاسب، إذ ستظل المصافحة بقبضة اليد بينهما أمام القصر الملكي الصورة المميزة.

ونبهت إلى أنه استغرق الترتيب لها عدة أشهر، وكان مسؤولو البيت الأبيض منقسمين بين مكافأة ابن سلمان بالزيارة والتذمر من الشكل الذي ستبدو عليه.

وقالت: “قرروا الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع السعودية، والتي تعود لـ 80 عاما، أمر مهم لمصالح الولايات المتحدة وسيطوي الصفحة”.

فيما قال معهد كوينسي للدراسات إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية لم ينتج عنها سوى تقدم مسار التطبيع مع “إسرائيل” وإبراز انتهاكات ولي عهدها محمد بن سلمان.

وأوضح المعهد في تقرير أن الرياض أشادت بزيارة رئيس أمريكي وعد بتغيير مبدئي بعلاقة بلاده معها.

وبين أن زيارة بايدن هدفت لرفع إنتاج النفط عقب تسبب ردود فعل الإدارة الأمريكية على أزمة أوكرانيا بأزمة طاقة مهددة سياسيًا.

وأشار المعهد إلى أن ذلك مهد الطريق إلى جدة، في ظل التأييد الحماسي لبايدن لاتفاقات التطبيع بين الدول العربية و”إسرائيل”.

وقال: “حتى في المصطلحات السياسية الضيقة، قفز بايدن على عربة التطبيع، بينما ينتج قصاصات مقارنة بمآدب ترامب الحقيقية”.

وأضاف المعهد: “كل هذا يجعل هذه الإدارة تبدو فقط كنسخة أقل قدرة من سابقتها”.

وذكر أن زيارة بايدن سلطت الضوء على انتهاكات ابن سلمان وأبرزها قتله للصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بتركيا عام 2018.

نتائج زيارة بايدن

ووصفت منظمة حقوقية شهيرة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية بـ”المخيبة للغاية، وتفرغ وعوده الانتخابية من أي معنى”.

وقالت منظمة القسط لحقوق الإنسان إن على الرئيس الأمريكي بأقل الأحوال تأمين تقدم ملموس بشأن أفظع الانتهاكات الحقوقية المرتكبة.

وأشارت إلى إن عدم إحراز تقدم في هذا الجانب يعني أنها خطوة لتلميع صورة القيادة السعودية، ما يتيح الفرصة للمزيد من الانتهاكات”.

ونبهت القسط إلى ضرورة عدم مساعدة بايدن بتلميع صورة الحاكم الفعلي –المنبوذ– للمملكة، ولي العهد محمد بن سلمان.

وتعرض ابن سلمان لعزلة دبلوماسيّة منذ جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشجقي عام 2018 بتخطيط من الدولة، وفق المنظمة.

وقالت: “لا بد من أنْ يوظف بايدن الفرصة لإيلاء حقوق الإنسان الأولوية، وبأقل الأحوال عليه أن يسعى لما أوصت به 13 منظمة حقوقية مؤخرًا”.

بايدن في السعودية

وأضافت القسط: “من تأمين الإفراج عن معتقلي الرأي، وإنهاء منع السفر المنزل على النشطاء والنقّاد السلميين، وإيقاف تنفيذ عقوبة الإعدام”.

وشهد لقاء بايدن مع ابن سلمان في قصر السلام بمدينة جدة الساحلية، عدة مواقف محرجة للغاية من قبل صحفيين دوليين.

فقد أحرج مراسل قناة NBC الأميركية بيتر ألسكندر ابن سلمان عقب صراخه في وجهه: “هل ستعتذر لعائلة جمال خاشقجي؟”.

وقال الصحفي الشهير: “صرخت بوجه ابن سلمان في قاعة الصحفيين؛ جمال خاشقجي هل تعتذر لعائلته؟”.

وأشار إلى أن “ابتسامة ابن سلمان كانت خفيفة، قبل أن يمسك مساعد سعودي ذراعي بإحكام”.

كما كشفت المراسلة الأمريكية Jenny Leonard عن صراخها خلال اجتماع ابن سلمان وبايدن، قائلة: “هل لا تزال السعودية منبوذة؟”.

وذكر مراقبون أن ابن سلمان فقد ماء وجهه بسبب أسئلة الصحفيين، ولاتزال الفضائح تطارده في داخل قصره.

كما كشفت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية عن فرض السعودية تعتيما شديدا على اللقاء الذي عقد بين بايدن وابن سلمان في قصر السلام بجدة.

بايدن في قصر السلام

وقالت مراسلة البيت الأبيض للوكالة جيني ليونارد إنه في اجتماع بايدن وابن سلمان، تم منع الصحافة الأمريكية من استخدام معدات البث المباشر.

وأشارت إلى أنه “تم رفض الميكروفونات لسماع التحيات الافتتاحية بين بايدن وابن سلمان”.

بينما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن بايدن وبخ ابن سلمان على جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.

ونقلت الصحيفة عنه تحذيره لابن سلمان خلال لقائه جمعهما في قصر السلام في جدة، من تكرار حوادث مماثلة لمقتل خاشقجي، مؤكدا أنه سيكون هناك رد أمريكي.

وأشار إلى أن “قضية خاشقجي كانت على رأس جدول اللقاء.. ما حدث له كان فظيعا… وأكدت بوضوح أنه حال حدث أي شيء مشابه، فإنهم سيواجهون ردا وأكثر”.

وقُتل جمال خاشقجي بقنصلية السعودية في اسطنبول بأكتوبر عام 2018، فيما وصفت الرياض الحادثة “عملية مارقة”، ونفت إعطاء القيادة السعودية أي أوامر بقتله.

 

 

اقرأ أيضا/ فضيحة.. لماذا دخل الملك سلمان للمشفى أثناء زيارة جونسون للسعودية؟ 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.