تزامنا مع هجمات الحوثي عليها.. الإمارات توجه ضربة غير مسبوقة إلى السعودية باليمن

سقطرى- خليج 24| وجهت دولة الإمارات العربية المتحدة ضربة جديدة وصفت ب”غير المسبوقة” إلى المملكة العربية السعودية في اليمن.

وجاءت ضربة الإمارات إلى السعودية تزامنا مع الهجمات الكبيرة التي شنها مسلحو جماعة الحوثي على عمق المملكة أمس.

وكشفت مصادر يمنية ل”خليج 24″ بقيام الإمارات رسميا بتعزيز سيطرتها على جزيرة سقطرى في اليمن.

وتتنازع الإمارات والسعودية للسيطرة على الجزيرة الاستراتيجية الواقعة عند التقاء المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن.

وأوضحت المصادر أن أبو ظبي قامت عبر فصيلها الموالي لها في حكومة الرئيس اليمن عبد ربه منصور هادي بانتزاع الموانئ البحرية والجوية في سقطرى.

واعتبر أن هذه ضربة غير مسبوقة إلى السعودية التي ظلت تحتفظ بهذه المنافذ كجزء من سيطرتها على الجزيرة الاستراتيجية.

ولفتت المصادر إلى قيام مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات بمنح طيران “العربية” المملوك لحكومة الإمارات بتسيير خط مفتوح بين الشارقة وسقطرى.

وأشارت إلى استدعاء قائد مليشيا المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي المقيم في الإمارات لمدير الأمن في جزيرة سقطرى.

ونبهت إلى أن الزبيدي استدعى مدير الأمن على الرغم من أنه لا يحمل أية صفة رسمية.

وكشفت المصادر عن طلب الزبيدي من مدير الأمن بتهيئة الأوضاع في الجزيرة الاستراتيجية لصالح الإمارات.

وأكدت أن أبو ظبي تسابق الزمن لتحويل الجزيرة وتوابعها السبع لمواقع عسكرية بالتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة.

بجزيرة سقطرى.. مليشيا الإمارات توقف أهم مشروع سعودي على بحر العرب

وبينت المصادر أن الامارات دخلت هذه المرة من بوابة الحكومة الشرعية باعتبار أن منحها حق استباحة الموانئ أولى نجاحات ضمها المجلس الانتقالي إلى الحكومة.

غير أن المصادر حذرت من توجهات غامضة للإمارات في الساحل الغربي لليمن لتعزيز نفوذها وسيطرتها.

وتأتي هذه التطورات بعد يومين من إصدار وزير النقل المحسوب على مليشيا المجلس الانتقالي قرارا يتعلق بمدير ميناء سقطرى.

وقام وزير النقل بتعيين مدير جديد للميناء موالي للإمارات خلفا للسابق المحسوب على السعودية.

وجاء عزل المدير السابق عقب كشف عن محاولة الإمارات إنزال شحنة أسلحة ومعدات عسكرية للجزيرة عبر إحدى السفن القادمة من أبو ظبي.

وعاد ملف محافظة سقطرى الواقعة عند الساحل الشرقي لليمن إلى الواجهة مع الكشف عن مخطط فوضى منظمة تقوده الإمارات لتقويض استقرار الجزيرة.

وأزاح تحقيق استقصائي أعده موقع “خليج 24” الستار عن أن ولي عهد أبو ظبي يقود خطة متدرجة أقرها قبل سنوات لإبقاء احتلال سقطرى.

ويؤكد أن الإمارات ومنذ احتلال الجزيرة لجأت إلى نشر الفوضى كأحد أهم أسلحتها لإحكام خطة السيطرة عليها.

ويكشف عن تنفيذ ميليشيات مدعومة إماراتيًا أعمال تخريب وعمليات قتل ممنهجة لتقويض الاستقرار في الجزيرة.

وسقطرى هي كبرى جزر أرخبيل، وتحتل موقعًا استراتيجيًا بالمحيط الهندي قبالة سواحل القرن الإفريقي، قرب خليج عدن.

وينقل التحقيق تصريحات لمحافظ سقطرى رمزي محروس يكشف فيها عن تفريغ باخرة إماراتية عربات عسكرية بميناء الجزيرة.

ويؤكد أن الإمارات تواصل دعم الجماعات المسلحة والمجلس الانتقالي وتشجيع الفوضى التي تشهدها أرخبيل سقطرى.

ويبين محروس أن وصول العربات يعتبر دليلًا واضحًا على ما تنفذه الإمارات من أنشطة تخريبية في الجزيرة.

ويشدد على أن الإمارات تعمل بكل جهد لزعزعة الأمن وإثارة الفوضى ومصادرة قرارها وسيادتها بدعم خارجي.

ويحمّل محروس التحالف مسؤولية ما يحدث في سقطرى.

شيخ مشايخ قبائل سقطرى عيسى بن سالم بن ياقوت يوضح أن الأوضاع المعيشية في الجزيرة وصلت إلى مستويات متردية فيها.

ويؤكد بن ياقوت أن الجزيرة تشهد منذ سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا عليها، فوضى وأعمال تخريب منظمة.

ويقول: “سقطرى تشهد ترديا في الأوضاع وفوضى متكاملة وارتفاعًا بالأسعار وتوقف منح الرواتب بعد سيطرة المجلس الانتقالي بقوة السلاح عليها”.

ويكمل ياقوت: “إلى متى تظل سقطرى بأيدي مليشيات.. وليعلم الجميع أنها يمنية وسنقف جميعا ضد كل من يحاول المساس بسيادتها”.

ويستطرد: “سنقاوم كل القوى الأجنبية التي تحاول لتمرير مخططاتها عبر مرتزقة وخونة الأوطان مهما كلفنا الثمن”.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا سيطر عسكريًا على سقطرى وأخرج القوات الحكومية في أبريل 2020.

وبدأ المجلس منذ ذلك الوقت باستجلاب مسلحين ومعدات عسكرية إلى الجزيرة، كان من بينها قوات إسرائيلية.

ويكشف التحقيق عن نقل الإمارات لضباط إسرائيليين ضمن ترتيبات مع إسرائيل عقب الاستهداف الأخيرة للسفينة الإسرائيلية بخليج عمان.

ويؤكد أن طائرات إماراتية نقلت خلال يومين 3 رحلات خاصة بها ضباط عسكريين إسرائيليين إلى الجزيرة.

وينبه التحقيق إلى أن الضباط يجرون منذ وصولهم إلى الجزيرة الاستراتيجية الخالية من السكان، أعمال مسح فيها.

ويؤكد أن هذا يأتي في إطار ترتيبات أمنية وعسكرية بين الإمارات وإسرائيل لإنشاء مواقع مراقبة عسكرية.

ويشير التحقيق إلى أن إسرائيل ترغب بمعرفة كل ما يدور عند أهم ممر بحري يربط خليج عدن ببحر العرب والمحيط الهندي.

ولم تقتصر الإجراءات الإماراتية- الإسرائيلية على جزيرة سقطرى.

فيشدد التحقيق على أن الإمارات تسعى لإيجاد موطئ قدم لإسرائيل بالمناطق الاستراتيجية التي تسيطر عليها في اليمن.

وكان لافتًا ما كشفته مصادر خليجية وإماراتية مطلعة عن نصب الإمارات لمنظومات “القبة الحديدية” الإسرائيلية المضادة للصواريخ بجزيرة ميون اليمنية.

وتذكر المصادر –ضمن خفايا التحقيق الذي أعده موقع خليج 24″ أن الإمارات نشرتها بعد أيام قليلة من سحب الضباط الإسرائيليين منها.

وتبين أن نصب المنظومة تمهيدا لإعادة الضباط الإسرائيليين للجزيرة الاستراتيجية.

وترجح المصادر عودة الضباط الإسرائيليين للجزيرة بأسرع وقت ممكن قي ظل التوتر مع إيران، نتيجة موقعها الاستراتيجي.

خبراء توقعوا أن نصب الإمارات لهذه المنظومة جاء بغرض تشكيل مظلة حماية من هجمات محتملة على الجزيرة.

وقبل أسابيع وافقت إسرائيل على نشر بطاريات القبة الحديدية بعدة دول في الخليج مع تصاعد التوتر مع إيران واتفاقيات التطبيع.

غير أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية رفضت –وفق صحيفة “هآرتس” العبرية- كشف أسماء الدول الخليجية التي ستنشرها.

تزامن ذلك مع تنفيذ قوات الإمارات إجراءات عاجلة بجزيرة ميون عقب ما كشفه موقع “خليج 24″ قبل أيام ضمن التحقيق.

وفي مايو 2020، طالبت الحكومة اليمنية العالم للتدخل لإنقاذ سقطرى من تصعيد قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.

وصنفت سقطرى عام 2003 كمحمية طبيعية حيوية وأدرجت عام 2008 كموقع تراث عالمي نظرًا لتنوعها البيولوجي الحيوي الاستثنائي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.