تتوقع تحليلات سياسية أن إعادة انتخاب دونالد ترامب سيفتح طرقاً نحو السلام في الشرق الأوسط، هذه التوقعات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، خاصة بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى تصعيد كبير في الصراع بين إسرائيل وفلسطين.
ويعتبر العديد من المراقبين أن ترامب قد يتمتع بميزة فريدة تؤهله للتأثير على الديناميات الإقليمية.
فقد أشار الاستشاري الجمهوري جيف ديفيس، رئيس شركة “Victory Media Inc.”، إلى أن ترامب لديه علاقة قوية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما قد يسهم في تسهيل التوصل إلى اتفاقيات تهدف إلى تحقيق السلام.
من جهته، أكد الاستشاري الديمقراطي توماس سيرافين أن ترامب يتمتع بسمعة قوية في إسرائيل، حيث يُنظر إليه بشكل إيجابي نتيجة لخطواته السابقة مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.
خلال فترة رئاسته السابقة، قام ترامب بتوقيع اتفاقيات إبراهيم، التي أسفرت عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، هذه الاتفاقيات وضعت أسسًا جديدة للعلاقات في المنطقة، ولكنها واجهت مقاومة من بعض الدول العربية المجاورة، ومع ذلك، فإن هذه الإنجازات تضع ترامب في موقف قوي للمساعدة في إعادة بناء العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، خصوصًا في ظل التوترات الحالية.
وتأتي التحديات الحالية في ظل تصاعد العنف في الشرق الأوسط، حيث لم تنجح الجهود الدبلوماسية في تهدئة الأوضاع.
وفي هذا السياق، يرى سيرافين أن أحد العناصر الأساسية في أي اتفاق مستقبلي سيكون التفاوض حول الأسرى الذين تحتجزهم حماس، وهو ما قد يمثل نقطة انطلاق للتفاوض مع القوى الإقليمية، بما في ذلك إيران.
تأثير ترامب على السياسة الخارجية الأمريكية يبدو واضحًا، خاصة في ظل الدعم المتزايد الذي حصل عليه من المجتمعات العربية الأمريكية، في انتخابات 2024، شهدت ميشيغان، التي تضم مجتمعًا عربيًا كبيرًا، دعمًا ملحوظًا لترامب، حيث حصل على نسبة 42.5% من أصوات الناخبين العرب، مقارنة بـ 36.3% لكامالا هاريس، هذا التحول في الدعم يعكس استجابة لمخاوف الناخبين العرب تجاه كيفية تعامل إدارة بايدن مع الصراع في الشرق الأوسط.
ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه ترامب إذا ما أراد تحقيق السلام، من بينها الحاجة إلى بناء الثقة مع الفلسطينيين، الذين يشعرون بخيبة أمل كبيرة من السياسات الأمريكية السابقة.
كذلك التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين لا تزال مرتفعة، مما يجعل من الصعب التفاوض على اتفاق شامل، بالإضافة إلى ذلك، فإن وضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية يمثل أحد القضايا الحساسة التي يجب على أي إدارة التعامل معها بحذر.
من المهم أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن السلام في الشرق الأوسط لا يعتمد فقط على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بل أيضًا على الدعم الإقليمي والدولي.
فقد شهدت السنوات الأخيرة تدخلات من قوى إقليمية مثل إيران وتركيا، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أي جهود لتحقيق السلام، فالعلاقات المعقدة بين هذه القوى تجعل من الصعب التوصل إلى حلول دائمة.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان ترامب سيكون قادرًا على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، على الرغم من وجود بوادر إيجابية، إلا أن التحديات كبيرة وتتطلب مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار جميع الأطراف المعنية.
إن قدرة ترامب على بناء علاقات جديدة وإعادة الثقة في العملية السلمية ستكون حاسمة في تحديد مستقبل السلام في هذه المنطقة المضطربة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69010