“بلومبرغ”: مشكلة نيوم السعودية في التكلفة وليس الحجم وستتحول لكارثة

 

الرياض – خليج 24| نشرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية تقريرا عن مدينة نيوم الساحلية التي أعلن عن إطلاقها ولي عهد السعودية محمد بن سلمان عام 2017، ضمن رؤية 2030.

وقالت الوكالة إن مشروع شركة العقارات الصينية العملاقة Evergrande يمكن أن يتحول إلى كارثة.

وتساءلت: “ما الذي يجب أن نتوقعه حول مدينة جديدة في صحراء السعودية بعيدة عن حقول النفط ومواقع الحج الفريدة في مكة والمدينة؟”.

وذكرت الوكالة أن أكبر مشكلة في نيوم هي تكلفتها وليس حجمها، كما حدث مع شركة Evergrande الصينية.

وأشارت إلى أنها تعرضت لضربات الرهن العقاري مؤخرًا، لذا يجب على المملكة أن تتعلم الدرس.

وبينت الوكالة أن ابن سلمان وعد بأن نيوم ستضم 10 مليون شخص، لكنه عرض متواضع أمام شركة Evergrande الصينية.

ونبهت أنها كانت تتفاخر بأنه مشروعها سيضم 12 مليون شخص، والحقيقة أنها فشلت، وباتت متخلفة عن سداد الديون، وتتجه نحو الإفلاس الكامل.

وذكرت أن استخدام ابن سلمان للتدفق النقدي للدولة من أجل بناء ذا لاين.

وختمت الوكالة: “سيكون أكثر حماقة من شركة Evergrande، فرغم كل أخطاء Evergrande، فإنها لم تحاول أبداً بناء قلاع في الهواء”.

وقالت “بلومبيرغ” إن الحكومة السعودية تسعى لحشد اهتمام دولي لمشروع نيوم، من خلال اجتماع في نيويورك الشهر المقبل.

وذكرت أن دعوات من الرياض أرسلت إلى شركات ومصرفيين وموردي البناء لحضور التجمع، بهدف قياس الاهتمام الدولي به.

وأكدت أن أكاديميون وخبراء أجانب شككوا بجدوى مشروع نيوم.

شكوك حول نيوم

وأشارت الوكالة إلى أن ذلك بعد مواجهة الجهود السابقة لبناء مناطق حرة اقتصادية ومالية صعوبة بالانطلاق فضلاً عن عدم نجاحها بالسعودية.

وبينت أن حملة قمع المعارضة في السعودية أدت لزعزعة استقرار الشركات العالمية واثارة انتقادات دولية.

وأوضحت “بلومبيرغ” أن المشروع نفسه أثار الجدل بين السعوديين، بعد تحول عملية نقل السكان المحليين إلى أعمال عنف واعتقالات.

فيما سخر حساب التصميم المعماري الشهير باول رودلف من تصميم مدينة “نيوم”، واصفة إياها بأنها أشبه بلعبة “سكويد جيم”، مسلسل لعبة الحبار الشهير.

وكتب الحساب عبر “تويتر” أنه “ومع كل هذا الزجاج والمرايا المسلطة بزوايا متقابلة، ستكون هناك أشعة شمسية مميتة ترتد ذهاباً وإيابًا”.

وقال إنها “ستجعل حرارة الشارع كالفرن وعبور الجسر أشبه بلعبة سكويد جيم، مسلسل لعبة الحبّار الشهير”.

ويأتي حديث الحساب المعماري مع مساعي حثيثة للإعلام السعودي وتقارير مدفوعة في وسائل إعلام دولية لتسليط الضوء على “إيجابيات” نيوم.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن مشروع مدينة “نيوم” المستقبلية قد لا يرى النور، مبينة أنه حال حدوث ذلك فهي مدينة ستكون مخصصة لفئة الأثرياء فقط.

وذكرت الهيئة في تقرير إن المدينة ستقوم على أنقاض مناطق تاريخية تعيش فيها قبائل منذ آلاف السنين.

وبينت أن البعض يقول إن بين خليج عدن والمنطقة الجبلية على حدود السعودية الأردن مكان جيد لبناء هكذا مدن فريدة.

فشل مدينة نيوم

وقالت إن هناك أناس يعيشون بالمنطقة، وهي مجتمع عريق له تاريخ طويل مثل الحويطات.

وترى الرياض أن المشروع الموعود سيخلق فرص عمل لم تشهد تطورًا حديثًا، لكن للآن لم يشهد سكانها أي شيء من ذلك التطور.

وقال معهد دول الخليج العربي في واشنطن (AGSIW) إن عديد الرؤى في المملكة العربية السعودية غير مكتملة أصلًا ومنها مدينة نيوم .

وتساءل المعهد في تقرير له: “هل ستكون مدينة نيوم ذات جدوى؟ وهل هناك أي قيمة يمكن اكتسابها من هذه الرؤى؟”.

وأكمل: “تبدو مواصفات مدينة نيوم حالمة جدًا، ومن الواضح أنها لن تكتمل وفقًا لما هو مخطط له”.

هل يدخل الفقراء نيوم؟

وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لم يُبدِ مبس التفاؤل نفسه الذي أظهره عند كشف النقاب عن رؤية 2030 قبل خمس سنوات.

وأكد المعهد أن مدينة “نيوم” ستتحوّل إلى مدينة على الورق، على غرار العديد من المشايع الضخمة الأخرى.

وذكرت أن رؤية 2030 باتت لا تستقطب الشركات الدولية بسبب حالة عدم الاستقرار المؤسسي والتقلب الحاد في تصريحات المسؤولين الفجائية والمبهمة.

وأكد المعهد أن ذلك ما يجعل تطبيقها وتنفيذها مستحيل، وأيضا اعتماد تنفيذها على العلاقات والمحاباة، مع غياب تام للشفافية.

ونبه إلى أن إسراف ابن سلمان على مشاريع ضخمة ضمن رؤية 2030 قائم على التباهي بسباق إقليمي عديم الجدوى للتنافس مع الامارات.

وأكدت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن تحديات صعبة ومتاعب مالية تواجه ابن سلمان من أجل الاستمرار في “رؤية 2030” التي أطلقها.

وذكرت الوكالة في تقرير لها أنه رغم أن السعودية حصّلت مكاسب مالية معتبرة قدّرت بنحو من 12 مليار دولار.

وأوضحت أن السعودية حصلت على هذه المبالغ من خلال بيع حصص في خطوط أنابيب النفط.

سعر تذكرة دخول نيوم

إلا أن البلاد قد تواجه-بحسب بلومبيرغ- متاعب مالية نظرًا لعدم تمكنها من إقناع شركات استثمار عالمية لعقد شراكات.

وأشارت إلى الرياض كانت تنوي عقد شراكات أكبر مع “بلاك روك” شركة الاستثمارات الأميركية و”سوفت بنك” المصرف الاستثمارات الياباني.

ولفتت إلى ان هذه الشركات لم تستثمر أكثر من السعودية بالقدر الذي كانت تأمله الحكومة في مدينة نيوم .

إذ يفضل الأجانب- وفق بلومبيرغ- أصول الطاقة الغنية بالعائدات على السياحة والترفيه.

وعلقت الباحثة المقيمة في معهد أميركان إنتربرايز بواشنطن في حديث مع الوكالة على الأوضاع في المملكة.

وقالت “ربما كان بإمكان قطاعي الترفيه والسياحة أن يتمتعا بعام أفضل من الاستثمار الأجنبي المباشر في 2020 لولا الوباء”.

لكنها استدركت: “على الرغم من ذلك” فإن المستثمرين سيكونون مهتمين بالقطاع الأكبر والأكثر ربحية”.

وأوضحت أنه لا يزال يمثل الكثير من النفط والطاقة.

ووفق الوكالة فإنه “يُظهر بيع حصة خطوط أنابيب النفط لشركة “غلوبال إينرجي” الأسبوع الماضي التحديات التي يواجهها ولي العهد”.

وذلك في تنويع اقتصاد البلاد ضمن مشروعه “رؤية 2030”.

 

إقرأ أيضا| “بلومبيرغ”: نيوم يفقد بريقه عالميًا والسعودية تختبر قياس الاهتمام الدولي به

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.