كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن عقد نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي للترويج إلى السياحة في المملكة العربية السعودية ينص على منعه من توجيه أي انتقاد بأي شكل للمملكة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل نحو عام، ظهر ميسي وهو يمد قدمه من حافة قارب مواجها البحر وغروب الشمس، في صورة نشرها على حسابه على انستغرام، مع وسم (هاشتاغ) “زوروا السعودية #VisitSaudi”، داعيا 400 مليون من متابعيه لـ”استكشاف البحر الأحمر”.
وأبرزت الصحيفة أن من المحتمل أن تكون صورة ميسي لوحدها على البحر الأحمر قد أضافت 2 مليون دولار لثروته، مضيفة أنها كانت “بداية تنفيذ الاتفاق مع المملكة الذي سيجلب ملايين أخرى”.
ويبدو أن عدم نجاح انتقال ميسي إلى صفوف فريق سعودي لم يعكر صفو تلك الشراكة.
وأشارت الصحيفة إلى إنها حصلت على نسخة من عقد ميسي مع هيئة السياحة في المملكة، لم يكشف عنها سابقا.
ويظهر العقد أن ميسي يمكن أن يحصل على ما يصل إلى 22.5 مليون يورو، أي حوالي 25 مليون دولار، على مدى ثلاث سنوات مقابل الظهور التجاري، وحفنة من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض الإجازات مدفوعة التكاليف بالكامل إلى المملكة مع عائلته وأطفاله، وفقا للصحيفة.
ومن المتوقع أن يشارك صورا لتلك الرحلات – التي تحمل هاشتاغا معتمدا من السعودية – مع عدد كبير من المتابعين على الإنترنت.
لكن الوثيقة تحتوي أيضا على شرط مهم بالنسبة للمسؤولين السعوديين: لا يمكن لميسي أن يقول أي شيء قد “يشوه” المملكة العربية السعودية، وهي دولة واجهت انتقادات واسعة النطاق بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، كما تقول الصحيفة.
ووفقا لنيويورك تايمز، فإن تفاصيل الاتفاق مع ميسي، الذي فاز بكأس العالم مع الأرجنتين في ديسمبر، لمحة داخلية عن استخدام المملكة الغنية بالنفط ثروتها لتجنيد الرياضيين البارزين في جهودها لتلميع صورتها العالمية.
وبحسب الصحيفة فقد أنفقت “السعودية مليارات على مدى السنوات القليلة الماضية للحصول على حصص كبيرة في الرياضات الاحترافية، مثل شراء فريق كرة قدم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبطولة مباريات الملاكمة، وجزء من جدول سباقات السيارات الفورمولا 1، ومؤخرا، توغل في لعبة الغولف الاحترافية”.
وجلبت المملكة رياضيين محترفين للعب في دوري كرة القدم المحلي، مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وآخرين، مقابل مئات الملايين من الدولارات.
وقد رفض ميسي عرضا مشابها من المملكة، وفضل الانتقال إلى نادي إنتر ميامي الأميركي بعد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان الفرنسي.
وآخر زيارة لميسي، الشهر الماضي، حينما جاء مع عائلته إلى المملكة، كانت من ضمن العقد مع السعودية، ويعتقد أنه حصل جراءها على عوائد “من سبعة أرقام”.
والوثيقة المؤرخة في 1 يناير 2021، وقعها ميسي وشقيقه رودريغو، الذي يشغل منصب مدير أعماله، لكنها غير موقعة من المسؤولين السعوديين.
وفي هذه النسخة، التي، “تبدو متوافقة مع الزيارات التي أجراها ميسي حتى الآن ومع نشره على مواقع التواصل” بحسب نيويورك تايمز، يحصل ميسي على نحو مليوني دولار، لعطلة عائلية واحدة على الأقل سنويا تستمر خمسة أيام، أو عطلتين سنويتين مدة كل منهما ثلاثة أيام.
وستدفع الحكومة السعودية نفقات السفر والإقامة من فئة الخمس نجوم لميسي وما يصل إلى 20 من أفراد الأسرة والأصدقاء.
كما إنه سيحصل على مليوني دولار أخرى للترويج للمملكة العربية السعودية على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي 10 مرات في السنة، بشكل منفصل عن الترويج لعطلاته في المملكة.
وهناك حوالي مليوني دولار أخرى للمشاركة في حملة سياحية سنوية.
وشارك ميسي شريط فيديو مصور بشكل متقن، للصحراء السعودية في نوفمبر الماضي، كما شارك صورة لنخيل السعودية في أبريل، معها وسم “زوروا السعودية”، وتظهر علامة “شراكة مدفوعة” على هذه المنشورات.
وخلال زيارته في مايو، تم تصوير ميسي مع زوجته وأطفاله وهم يشاركون في مجموعة متنوعة من الأنشطة العائلية، مثل مداعبة الخيول مع أبنائه، ولعب الألعاب والجلوس مع فنان حرفي وهو يحمل قبعة منسوجة.
ونشر حساب حملة Visit Saudi تهنئة لميسي “سفير علامتنا التجارية” بمناسبة حصوله على جائزة مؤخرا، كما إن الحساب يظهر ليو ميسي من بين 3 فقط يتابعهم الحساب. الاثنان الآخران هما وزارة السياحة السعودية وحساب حملة زوروا السعودية باللغة العربية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=63441