بدأت النساء في السعودية في السنوات الأخيرة بتبني نهج أكثر طبيعية في روتين جمالهن، حيث يركزن على الاستدامة والصحة والأصالة بدلاً من المكياج الثقيل والكمال المصطنع.
وفي حوار مع عدد من النساء، وصفن كيف يعكس هذا الاتجاه التوافق العميق مع القيم الشخصية والمجتمعية، مع إعطاء الأولوية للروتينات التي تعزز الميزات الطبيعية وتروج للرفاهية العامة والاستدامة البيئية.
ليلى الغامدي تقول: “قبل بضع سنوات، كان الجمال الطبيعي يعني كل شيء بالنسبة لي. عندما كنت مراهقة، كان عالمي كله يدور حول فكرة الجمال المثالي، اليوم، أصبحت الخيارات الصحية تؤثر على قراراتي، وبشكل طريف، هي التي تجعلني أبدو أكثر جمالاً.”
هذا التحول يدعمه العلامات التجارية المحلية التي تلبي هذه المعايير المتغيرة. من أبرز هذه العلامات التجارية LOCA Beauty، وهي علامة سعودية تأسست في 2018، تركز على الاستدامة.
وتقول مي آل محيميد، مديرة التسويق في LOCA: “LOCA Beauty وُلدت من رغبة في تقديم حلول مبتكرة تتماشى مع نمط الحياة السعودي. نحن نركز على المكونات الطبيعية والتغليف المستدام، وهو ما يتماشى بشكل عميق مع اهتمامات عملائنا.”
وعلى نفس المنوال، تقوم علامة أستيري بتقديم منتجات نباتية تتحمل الظروف المناخية القاسية وتحتفل بالجمال الطبيعي للمنطقة.
الجمال لم يعد يتعلق بالانخراط في قالب معين. بل أصبح يتعلق بالشعور بالراحة في بشرتك والاحتفال بمن أنت.
منيرة الأحمد، إحدى النساء اللواتي يتبعن هذا الاتجاه، تقول: “الجمال أصبح الآن يتعلق بالاحتفال بالهوية الشخصية، والشعور بالراحة والقبول.”
ويعتبر الاستدامة أحد المحاور الأساسية لحركة الجمال الطبيعي في السعودية، حيث أصبح المستهلكون أكثر وعيًا بتأثيرات مشترياتهم على البيئة والصحة، ومع زيادة الوعي، ظهرت العلامات التجارية المحلية التي تواكب هذا التوجه باستخدام مواد صديقة للبيئة ومكونات آمنة.
وتجمع Glossig، التي تأخذ إلهامها من المناظر الطبيعية الصحراوية في السعودية، بين السرد الثقافي والابتكار الفني لتعزيز الفردية، بينما تحتفل مي وارد وجيلة بالاستدامة والرفاهية،حيث تُظهر مي وارد التراث السعودي من خلال منتجات يدوية مستدامة، بينما تركز لادينا على الحلول العضوية وتقديم منتجات صديقة للبشرة تحتوي على الزيوت والزبدة الطبيعية.
روان الزهري ومنيرة أحمد هما من النساء اللاتي أصبح لديهن ثقة كاملة في هذه العلامات التجارية المحلية. تقول راوان الزهراني: “أحب كيف أن منتجات LOCA تشعر بأنها فاخرة ولكن مستدامة في نفس الوقت. منتجات المكياج الخاصة بهم هي المفضلة لدي لأنها تمنحني توهجًا رائعًا لبشرتي.” بينما تمدح منيرة الأحمد منتجات أستيري: “منتجات أستيري تشعر وكأنها مصممة خصيصًا لي – خفيفة ولكن فعالة، مثالية لبيئتنا.”
كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في هذا التحول الثقافي. منصات مثل إنستغرام أصبحت أماكن لمحبي الجمال الطبيعي لمشاركة النصائح وإلهام الآخرين. يروج المؤثرون لمنتجات طبيعية ويشجعون على الشراء الواعي.
وقالت راوان الزهراني: “أتابع العديد من المؤثرات السعوديات اللواتي يروجّن للجمال الطبيعي ويشاركن نصائح حول العناية بالبشرة والمكياج. نصائحهن ساعدتني في تبسيط روتيني والتركيز على المنتجات التي تناسبني.”
ورغم أن العلامات التجارية المحلية تحظى بشعبية متزايدة، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة في التنافس مع العلامات التجارية العالمية. وفي سوق مليء بالأسماء العالمية، من الصعب على العلامات الأصغر التميز.
مي آل محيميد تقول: “كونك علامة تجارية محلية يوفر لك فرصًا وتحديات في الوقت نفسه. وهذا يتيح لنا التأكيد على ما يميزنا – فهمنا العميق للسوق السعودي والفروق الثقافية التي تحدد احتياجات المستهلكين.”
تتوافق معايير الجمال المتغيرة أيضًا مع التغيرات الجيلية، حيث أصبح السعوديون الأصغر سناً أكثر انفتاحًا على تحدي الأعراف التقليدية واستكشاف أفكار جديدة، مما يعزز الابتكار في صناعة الجمال. أصبح الجمال الآن يتعلق بالاحتفال بالفردية والأصالة.
تقول منيرة الأحمد: “الجمال لم يعد متعلقًا بالانخراط في قالب معين، بل يتعلق بالشعور بالراحة في بشرتك والاحتفال بمن أنت.”
من خلال اختيار المنتجات والروتينات التي تتماشى مع قيمهن، تعيد النساء السعوديات تعريف صناعة الجمال، ويشكلن مستقبلاً أكثر استدامة خطوة طبيعية تلو الأخرى.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70118