“الغارديان” تفتح ملف “الملك الغائب” وتؤكد: ذريعة لتتويج ابن سلمان بالعرش

الرياض – خليج 24| نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا موسعا سلطت فيه الضوء على الغياب المتكرر لعاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان منذ فترة طويلة.

وقالت الصحيفة إن الغياب يثير تساؤلات حول صحته، ويبدو أن سلمان بن عبد العزيز الآن يحمل صفة ملك غائب بالكاد يؤدي واجباته.

وذكرت أن الأمر الأكثر إشكالية الآن هو استخدام ابن الملك سلمان لهذه الذريعة لإبعاد والده عن العرش.

وبينت الصحيفة أن السيناريوهات أنه شبه منفي في نيوم، أو جالس بمحض إرادته، أو أن وضعه خارج سيطرته.

وأكدت أن مسالة بقاءهُ على العرش باتت موضوع تكهنات داخل المملكة وخارجها، وخصوصًا في دول الخليج.

وقالت إن الملك سلمان ليس مفقودًا في العمل فقط، وإنما قد يكون عاطلاً عن العمل، وابنه يمهد الطريق لتتويج نفسه ملكا.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك بعد أن “عزز سلطته بالقضاء على خصومه السياسيين داخل العائلة الحاكمة”.

ونبهت إلى أن فقدان الملك بات أمراً مهماً للغاية، لدرجة أن مراقبين يقولون إن أسرة آل سعود الحاكمة قد تحولّت من جيل الآباء إلى جيل الأبناء.

وأكدت أن “هذا منعطف حرج في تاريخ المملكة”.

وكشفت “الغارديان” عن السبب الحقيقي لغياب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن القمة الخليجية التي عقدت في الرياض أول أمس الثلاثاء.

ولفت مراسل الصحيفة مارتن شولوف إلى أن الملك سلمان غاب عن مناسبة إقليمية مهمة عقدت في الرياض الثلاثاء.

وكتب شولوف تقريرا بعنوان “مع اجتماع قادة دول العالم كان غياب الملك سلمان ملاحظا”.

ونبه إلى أن العاهل السعودي لم يظهر منذ 20 شهرا مما يعطي صورة أن ولي عهده بات يمسك بكل مقاليد السلطة.

وأشار شولوف إلى أن ولي العهد كان راضيا عن نفسه عندما وصل الحكام العرب إلى الرياض يوم الثلاثاء.

وبين أنه “بدا كرجل يمسك بزمام الأمور. ومع هبوط عدد متتابع من الطائرات التي خرج منها رؤساء الدول لحضور قمة إقليمية”.

ونوه إلى أن ولي العهد “كان حاضرا لاستقبالهم حيث أخذ مكان والده في مناسبة كبيرة أخرى”.

أيضا رافق ابن سلمان قادة الكويت والإمارات العربية وقطر وعمان والبحرين على طول السجاد الأرجواني إلى قاعة الاستقبال.

وأردف “كان غياب الملك ملاحظا”.

وأكد أنه “لو كان الملك المريض سيظهر في مناسبة تعقد مرة كل خمس سنوات، فهذا هو الوقت والمكان”.

ووفق مراسل “الغارديان” فإنه “بالنسبة لقادة الدول في المنطقة ففشل الملك بتولي دوره أعطى إشارة مهمة”.

ورأى أن هذه الإشارة هي أنه “أكثر من كونه فوض ابنه بتولي مسؤوليات أوسع”.

الأكثر أهمية ما أكده شولوف بأن غياب الملك كان مهما لدرجة أدت بمراقبي الشأن السعودي للقول إن “التحول في السلطة الوراثية من الأب للابن قد حدث فعلا”.

كما لفت إلى أن ملك السعودية لم يظهر في العلن سوى مرة واحدة خلال الـ 20 شهرا الماضية.

وذكر أنه “قضى معظم فترة وباء كوفيد-19 في المدينة الجديدة نيوم وهي المشروع المفضل للرجل الذي سيتولى يوما العرش وبشكل رسمي”.

أيضا “لم يزر مركز السلطة في العاصمة الرياض سوى مرة واحدة في آب/أغسطس 2020 لإجراء عملية جراحية”.

في حين، كانت آخر مرة استقبل فيها مسؤولين غربيين- بحسب شولوف- عندما التقى وزير الخارجية البريطاني السابق دومينيك راب.

ولفت إلى أن هذا اللقاء كان قبل نحو 5 شهور.

وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يلتق خلال زيارته السعودية بالملك.

إنما والتقى مع محمد بن سلمان في مدينة جدة.

وأكد أن غياب الملك عن هذه الزيارة التي تعد الأولى لرئيس دولة غربي منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

وبين أنها اعتبرت لحظة مهمة للسعودية الراغبة وبقلق بتجاوز تبعات جريمة قتل خاشقجي وأثرها على صورتها سيئة الصيت.

وشكك شولوف بأن يكون ملك السعودية يمارس واجباته، مؤكدا أن ولي العهد هو الذي يمسك بكل مفاصل السلطة.

ونوه إلى أن غيابه يرتبط بالسؤال القديم الذي يدور حول صحة الملك.

وأشار إلى أن عمره في رأس السنة الميلادية الجديدة سيصبح 86 عاما.

وكشف شولوف عن أنه يعرف بواشنطن ولندن بأنه يعاني من حالة بطيئة من الخرف الوعائي.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.