تتزايد الضغوط على الرئيس الأمريكي جو بايدن للضغط على إسرائيل من أجل تحسين الوضع الإنساني في غزة، حيث تزداد حدة الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
مع اقتراب نهاية ولايته، يجد بايدن نفسه في موقف حساس يتطلب منه اتخاذ قرارات حاسمة قد تؤثر على علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل وفي الوقت نفسه تلبي احتياجات الفلسطينيين المتزايدة.
ويواجه سكان غزة، وخاصة في شمال القطاع، أزمة إنسانية خانقة، حيث تشير التقارير إلى أن الوضع قد وصل إلى مستويات حرجة، كما يعاني الكثيرون من نقص حاد في المواد الغذائية والماء والدواء.
تتحدث منظمات حقوق الإنسان عن مخاطر حدوث مجاعة في بعض المناطق، الأمر الذي يضع المزيد من الضغوط على بايدن للتدخل بشكل فعال.
وخلال الأشهر الأخيرة، تعرض بايدن لضغوط متزايدة من داخل حزبه الديمقراطي، حيث يدعو العديد من الأعضاء إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه إسرائيل، فهناك مخاوف متزايدة من أن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل دون شروط قد يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.
ويطالب بعض السياسيين بايدن باستخدام نفوذ الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل من أجل زيادة المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين.
ومن المحتمل أن يسعى بايدن خلال الشهرين المتبقيين من ولايته إلى تعزيز المساعدات الإنسانية في غزة، مع محاولة الحفاظ على توازن دقيق بين دعم إسرائيل واحتياجات الفلسطينيين.
ويُعتبر تعزيز المساعدات الإنسانية خطوة مهمة ليس فقط لتخفيف معاناة السكان، ولكن أيضًا لتحسين صورة الولايات المتحدة في العالم العربي، التي تضررت بفعل السياسات السابقة.
وتبقى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أحد الأعمدة الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، ومع ذلك، يتعين على بايدن أن يكون حذرًا في كيفية إدارة هذه العلاقات في سياق الضغط المتزايد من داخل حزبه. إذا اتخذ خطوات ملموسة للضغط على إسرائيل، فقد يتعرض لانتقادات من بعض الدوائر السياسية التي تؤيد سياسات الدعم غير المشروط لإسرائيل.
إذا قررت إدارة بايدن فرض ضغوط على إسرائيل، فإن النتائج قد تكون متعددة، من جهة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين الوضع الإنساني في غزة، مما قد يخفف من حدة التوترات في المنطقة، من جهة أخرى، قد تثير هذه الخطوة ردود فعل قوية من الحكومة الإسرائيلية، التي قد ترى ذلك كتهديد لسيادتها وأمنها.
ويواجه بايدن تحديات معقدة في محاولته التوازن بين المصالح الأمريكية في المنطقة واحتياجات الفلسطينيين، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، قد يؤثر هذا الموقف على شعبيته، فإذا تمكن من اتخاذ خطوات فعالة لتخفيف الأزمة الإنسانية، فقد يُنظر إليه على أنه زعيم قوي قادر على التعامل مع القضايا الصعبة.
ويجد بايدن نفسه في موقف يتطلب منه اتخاذ قرارات صعبة خلال الشهرين المتبقيين من ولايته، فالضغوط السياسية المتزايدة، إلى جانب الأوضاع الإنسانية الحرجة في غزة، تجعل من الضروري أن يتبنى موقفًا أكثر توازنًا يتضمن دعمًا فعّالًا للمساعدات الإنسانية.
بينما يسعى لتحقيق ذلك، يحتاج بايدن إلى مراعاة العلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل، مما يجعل من هذه الفترة فترة حاسمة في سياساته الشرق أوسطية.
إن النجاح في معالجة هذه القضايا سيعكس قدرة الإدارة على الاستجابة للتحديات المتزايدة في المنطقة ويعزز من مكانة الولايات المتحدة كداعم للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69042