البرهان يؤكد ما كشفه “خليج24”: بن زايد وعد بودائع مالية ومشروعات تنموية ودعم عسكري

 

أبو ظبي – خليج 24| أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ما كشفه موقع “خليج 24” عن سر زيارته المفاجئة إلى العاصمة الإماراتية للقاء ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

وقال البرهان عقب مباحثات مع ابن زايد بقصر الشاطئ بأبوظبي إنه وعده بودائع كبيرة للبنوك السودانية ومشروعات تنموية تدفع بالاقتصاد، عدا عن دعم عسكري.

ذكر أن الاحتجاجات في السودان تتصاعد ضد الحكم العسكري والانقلاب الذي نفذه البرهان بدعم من الإمارات والسعودية.

بن زايد يدعم انقلاب السودان

وذكرت وكالة أنباء السودان الرسمية “سونا” أن المباحثات تناولت “العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأبوظبي في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين.

وأفاد المجلس أن ابن زايد أبدى رغبة ببناء شراكات استراتيجية مع السودان والاستثمار بالزراعة والموانئ البحرية وتطوير السكة الحديد

وأشاد “بدعم دولة الإمارات الكبير للسودان لإنجاح الفترة الانتقالية”.

ويشهد السودان أزمة سياسية حادة إثر خلافات بشأن السلطة بالفترة الانتقالية التي بدأت في 21 أغسطس 2019، ويفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024.

على أن يتقاسم خلالها الحكم كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.

ووصل البرهان على عجل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في زيارة غير محددة المدة، للقاء ابن زايد.

وقال المجلس في بيان إن الزيارة ستتضمن مباحثات ثنائية يرأسها البرهان مع ابن زايد آل نهيان حول عدة قضايا.

فيما ذكرت مصادر مطلعة لموقع “خليج 24” أن البرهان جاء على عجل ليطلب مساعدة ابن زايد خشية من انهيار انقلابه الذي بات يتصدع.

فشل انقلاب السودان

وأشارت إلى أن رئيس مجلس السيادة السوداني سيطلب مبالغ مالية ومعدات عسكرية وحزم مساعدات لإنعاش الوضع في البلد الأفريقي الفقير.

وأوضحت المصادر أن البرهان يراهن على حاكم الإمارات الفعلي في إنقاذه من مأزقه الذي بدأ يتسع تدريجيًا.

ويرافق البرهان، وزيري الخارجية علي الصادق، والمالية جبريل إبراهيم، بالإضافة إلى مدير جهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم.

يذكر أن هذه الزيارة الثانية له في ظل أزمة يشهدها السودان منذ أكتوبر الماضي.

سبب زيارة البرهان

وفي 9 فبراير الماضي، بحث نائب رئيس المجلس السوداني محمد حمدان حميدتي مع ابن زايد آل نهيان بأبوظبي، سبل دعم العلاقات بين البلدين.

واندلعت احتجاجات في السودان منذ 25 أكتوبر، رفضا لإجراءات استثنائية اتخذها البرهان، الذي هو قائد للجيش أيضا.

وكان أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية “انقلابا عسكريا”، بمقابل نفي الجيش.

وقبل انقلاب البرهان، كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس 2019 مرحلة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024.

ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة، وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.

انقلاب السودان

ونفذ رجل السعودية والإمارات في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان انقلابا، إذ تردد اسمه كثيرًا في الإعلام ومنصات التواصل.

وعبر شاشة التلفزيون ظهر البرهان عقب الانقلاب ببزته العسكرية وادعى في نبرة حازمة أنه يريد “تصحيح الثورة”.

وأعلن البرهان الوزراء ووكلاء الوزراء من مهماتهم بعد قيامه باعتقال جزء كبير منهم فجرا.

وكان البرهان أدى دورًا رئيساً بعيداً عن الأضواء في مشاركة السودان في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن.

ثم أصبح في دائرة الضوء حين تولى قيادة المجلس العسكريّ الانتقالي في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.

وكان قد أدى في 12 نيسان/أبريل الماضي اليمين رئيسًا للمجلس العسكري حيث تولى السلطة بعد البشير.

من وراء انقلاب السودان

كما تقلد البرهان منصبه بعد أن تنازل الفريق أول ركن عوض بن عوف عن رئاسة المجلس العسكري بعد أقل من 24 ساعة من تسلمه السلطة.

وجاء هذا “تحت ضغط الشارع الذي كان ينظر إلى ابن عوف على أنه من داخل النظام، وحليف مقرب من الرئيس السابق”.

لكن اتضح لاحقا أن هذه التمثيلية كانت مدبرة مع البرهان بإيعاز من السعودية والإمارات لرغبتهما في تولية رجلهما في السودان.

وأكدت التيارات المدنية في السودان أن ما أعلنه رئيس مجلس السيادة اليوم بالانقلاب.

وشهد السودان بين 12 أبريل 2019 و25 أكتوبر 2021، تطورات هامة شهدها السودان.

رجل الإمارات والسعودية

وكانت أبرزها أحداث أغسطس 2019، إذ وبعد عنف في الشارع ومفاوضات مع “ائتلاف قوى الحرية والتغيير” الذي قاد الاحتجاجات الشعبية وقع المجلس العسكري اتفاقا.

ووقع الاتفاق مع الائتلاف عرف بـ”الوثيقة الدستورية” نص على مرحلة انتقالية يتقاسم خلالها المدنيون والعسكريون السلطة.

وهدف الاتفاق لقيادة السودان نحو انتخابات وحكم مدني، لكن السعودية والإمارات ترفضان ذلك وأوعزت للبرهان لتنفيذ انقلابه.

وبموجب الاتفاق ترأس البرهان مجلس السيادة الذي كلف بالإشراف على إدارة المرحلة الانتقالية.

غير أن الشراكة بين العسكريين (المدعومين من السعودية والإمارات) والمدنيين لم تكن سهلة.

وخلال الأشهر الماضية وقع صدام سياسي وخلافات وتبادل للاتهامات بشأن المسؤولية عن تدهور أوضاع البلاد.

الأكثر أهمية أن خطوة رجل السعودية والإمارات جاءت بعد نزول عشرات الآلاف من السودانيين إلى الشوارع.

وطالب هؤلاء بإنهاء تحكم الجيش بالسلطة بشكل شبه متواصل منذ استقلال البلاد في العام 1956.

ودائما ما يظهر البرهان بشكل عام ببزته العسكرية مع أوسمته على كتفه.

محمد حميدتي ويكبيديا

وغالبا برفقة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.

و”حميدتي” المتهم بتلقي الأموال من الإمارات قائد قوات الدعم السريع المتهمة بقمع انتفاضة 2019.

الأكثر أهمية أن البرهان قام خلال المفاوضات بين الجيش والمحتجين حول تركيبة الحكم بزيارات إلى مصر والإمارات والسعودية.

وعام 1960 ولد البرهان بقرية قندتو شمال الخرطوم، ودرس بالكلية الحربية ولاحقا بمصر والأردن، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.

وعمل قائدا لسلاح البر قبل أن يعينه البشير في منصب المفتش العام للجيش السوداني.

وتؤكد وسائل الإعلام السودانية أنه تولى عملية تنسيق إرسال جنود سودانيين لليمن في إطار التحالف الذي تقوده السعودية.

لكن تقارير أجنبية كشفت عن تلقيه أموالا من السعودية والإمارات لصالحه الخاص لقاء إرسال الجنود السودانيين إلى اليمن.

 

إقرأ أيضًا| خليج 24 يكشف: ما وراء زيارة البرهان لأبوظبي ولقاء ابن زايد؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.