الانتخابات الرئاسية الأمريكية تظهر انقسامًا واضحًا بين الرجال والنساء

تُظهر الانتخابات الرئاسية الأمريكية انقسامًا واضحًا بين الرجال والنساء، حيث يحقق دونالد ترامب تقدمًا كبيرًا بين الناخبين الذكور، بينما تُفضّل النساء كامالا هاريس بفارق ملحوظ.

ويعكس هذا الفارق في الدعم السياسي عقودًا من التحولات الاجتماعية، وقد يكون له تأثير كبير على نتائج الانتخابات.

وتسعى كامالا هاريس، أول امرأة من أصول ملونة تُرشح لمنصب رئاسي من قبل حزب رئيسي، إلى تقديم نفسها كمرشحة لجميع الأمريكيين بغض النظر عن الجنس أو العرق. ومع ذلك، يبدو أن موضوع الجنس أصبح محورًا أساسيًا في هذه الحملة الانتخابية.

وتعبر هاريس عن رغبتها في التركيز على كفاءتها بدلاً من هويتها، لكنها تواجه تحديات مرتبطة بكونها امرأة في منصب قيادي.

وتعتقد الحملة الانتخابية لهاريس أن هناك “تحيزًا خفيًا” قد يردع بعض الناخبين عن التصويت لأي امرأة تتنافس على الرئاسة.

ففي عام 2024، أصبح من غير المقبول أن يُعبّر الناخبون بصراحة عن مشاعرهم السلبية تجاه فكرة وجود امرأة في المكتب البيضاوي، رغم أن بعضهم مستعد لمشاركة صور وميمات مسيئة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الرجال أكثر احتمالًا للاعتقاد بأن الجهود المبذولة لتعزيز المساواة بين الجنسين قد تجاوزت الحد، ويميلون إلى دعم ترامب.

في المقابل، تُظهر النساء دعمًا أكبر لهاريس، مع قلقهن من أن هذه الجهود لم تكن كافية، كما أن الرجال أقل احتمالًا من النساء للاعتقاد بأن هاريس ستكون قائدًا قويًا، بينما يعتقد الغالبية العظمى من الرجال أن ترامب سيكون قائدًا قويًا.

وأحدثت حركة #MeToo في عام 2017 تغييرات كبيرة في طريقة نظر المجتمع إلى النساء وقدراتهن في العمل، ورغم أن هذه الحركة ساعدت في تعزيز فرص هاريس، إلا أن بعض الرجال، خاصة من الشباب، يشعرون بأن هذه التغييرات قد تجري على حسابهم.

ويتساءل العديد من هؤلاء الرجال عن عدم اهتمام الديمقراطيين بقضاياهم، مثل العلاقات الاجتماعية والتعليم.

ووفقًا للباحثين، يشعر العديد من الرجال الشباب بأنهم غير مفهومين، مما يجعلهم يتجهون إلى ثقافة تعزز من صورة الذكور، مثل تلك التي يمثلها ترامب، هؤلاء الرجال ليسوا جزءًا من مجموعة متطرفة، بل هم جيرانك أو أبناء أصدقائك، ومع ذلك، يشعرون بأن قضاياهم تُهمل، رغم دعمهم للمساواة بين الجنسين.

وتشير الإحصائيات إلى أن الرجال الشباب أصبحوا في وضع أسوأ مقارنة بنظيراتهم من النساء، فهم أقل احتمالًا للالتحاق بالجامعات، ولديهم معدلات انتحار أعلى، في المقابل، أصبحت النساء أكثر تعليمًا، ويمتلكن فرص عمل أكبر، مما ساهم في انقسام واضح بين الجنسين في المجتمع الأمريكي.

ويستجيب ترامب لهذا الانقسام من خلال تعزيز فكرة الذكورة، متحدثًا عن “الهجوم على الرجولة”، بينما تتبنى هاريس نهجًا أكثر تحفزًا، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن دعم النساء لها قوي، لكن يجب عليها أيضًا كسب ثقة الرجال الشباب الذين يشعرون بالتهميش.

وبينما تقترب الانتخابات الرئاسية، يبدو أن القضايا المتعلقة بالجنس ستلعب دورًا محوريًا في تحديد النتائج، إن دعم الرجال لترامب ودعم النساء لهاريس يعكس تصورات أعمق حول الأدوار الاجتماعية والاقتصادية في الولايات المتحدة، كما يتعين على كل من الحزبين معالجة هذه الفجوة بشكل فعال إذا أرادوا كسب أصوات الناخبين وتحقيق النجاح في الانتخابات المقبلة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.