الإمارات تخلصت من مرتكبها قبل أسابيع.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بليبيا

طرابلس- خليج 24| أعلنت الهيئة العامة للكشف عن المفقودين في ليبيا اليوم الأحد عن اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في مدينة ترهونة جنوب العاصمة طرابلس قام بارتكابها المجرم محمد الكاني الذي تخلصت الإمارات منه مؤخرا.

ونهاية شهر يوليو المنصرم اغتالت مليشيا دولة الإمارات المجرم الكاني خشية اعترافه بضلوعها في مجازر الحرب في ليبيا.

وذكرت هيئة الكشف عن المفقودين في ليبيا أنه بعد عمليات البحث والاستكشاف المستمرة بترهونة وبعد العثور على مقبرة جديدة السبت انتشلت فرق الهيئة الأحد 10 جثث مجهولة الهوية.

يشار إلى أن الحكومة المعترف بها في ليبيا ومنظمات حقوقية دولية تتهم مليشيا الكانيات التابعة لمليشيا خليفة حفتر المدعومة من الإمارات بالمسؤولية عن هذه المقابر الجماعية.

وفي 30 يوليو الماضي، أعلنت السلطات في ليبيا العثور على مقبرتين جماعيتين جديدتين تضمان 12 جثة داخل موقعين جديدين في ترهونة ارتكبتهما مليشيا محمد الكاني.

وتم الإعلان عن اكتشاف المقبرتين بعد أيام من مقتل قائد مليشيا الكانيات العاملة مع خليفة حفتر في بنغازي معقل حفتر.

وأوضحت السلطات في ليبيا أنه الفرق اكتشفت المقبرتين في المشروع الزراعي “5 كيلو” بالمدينة.

وعثرت على جثتين في الموقع الأول وعلى عشر جثث في الموقع الثاني.

في السياق، طالبت رابطة “ضحايا ترهونة” بفتح تحقيق عاجل في مقتل الكاني المطلوب من النائب العام بتهمة ارتكاب جرائم قتل في المدينة.

واستنكرت الرابطة في بيان اغتيال الكاني، معتبرة أن “اغتيال هذا المجرم وإعدامه خارج نطاق القانون لأنه يحمل معلومات وأسرارًا عن المقابر الجماعية ومرتكبيها وعديد الجرائم الجنائية”.

ووصل عدد المقابر المكتشفة منذ 5 يونيو/حزيران 2020 وحتى اليوم إلى أكثر من 50 مقبرة في ضواحي طرابلس.

ولم تمض أشهر قليلة على قيام مليشيا الإمارات بالتخلص من المجرم محمود الورفلي، حتى قتلت المجرم محمد الكاني المتهم دوليا بارتكاب المجازر الجماعية في مدينة ترهونة.

وقامت الإمارات بالتخلص من الكاني بعد تزايد المطالبات الدولية بتسليم مجرمي الحرب في ليبيا خاصة الكاني.

لذلك قامت بقتله خشية افتضاح أمرها، وقيامه بتسليم المعلومات الخطيرة حول المؤامرات التي قادتها الإمارات ضد ليبيا.

ومؤخرا، صدرت دعوات من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة ومن منظمات حقوقية دولية لتسليم الكاني ومجموعة من المجرمين.

وجاءت الدعوات بالتزامن مع اكتشاف المزيد من المقابر الجماعية لمدنيين (أطفال ونساء وشيوخ) قتلهم الكاني وقام بدفنهم.

وسلطت العديد من وكالات الأنباء والصحف العالمية مؤخرا في تقارير لها الضوء على مجازر مليشيا الإمارات في ليبيا.

وأبرزت هذه الوكالات والصحف المجازر التي ارتكبتها مليشيا الكانيات- نسبة إلى الكاني- التابعة لمليشيا خليفة حفتر المدعوم من الإمارات.

وبشكل مفاجئ أعلنت وسائل إعلام تابعة لحفتر أن الكاني الذي كان يتولى قيادة اللواء التاسع مشاة التابع لمدينة ترهونة قتل.

وقالت إن الكاني قتل في مقر إقامته بمنطقة بوعطني بمدينة بنغازي (معقل حفتر).

وذكرت أن الكاني “قتل في مزرعة يقيم فيها بمدينة بنغازي رفقة عبدالباري الشقاقي ووليد البشير”.

ولفتت إلى أنه تم إلقاء القبض على شخص يدعى إسماعيل شرود.

في حين نقل الصحفي محمود المصراتي المقرب من مليشيا حفتر عن مصدر عسكري أن محمد الكاني قتل “خلال مقاومته لمداهمة”.

وبينت المصادر أنه تم مداهمة مقر سكن الكاني في بنغازي للقبض عليه بناء على مذكرتين من القضاء المدني والعسكري.

وأضافت “أن المذكرة جاءت بناءً على شكاوى ضد جرائم منسوبة له خلال فترة حرب 2019 تحت ستار القوات المسلحة”.

وأردفت “وقبلها الكثير والكثير إبان تبعيته لحكومة السراج والمؤتمر الوطني العام “.

وفي مارس الماضي، هددت أسرة القيادي الليبي محمود الورفلي قيادة مليشيا حفتر بالانتقام لنجلها الذي اغتيل في مدينة بنغازي الليبية.

ونشرت وسائل إعلام ليبية وناشطون مقطعًا مصورًا من داخل خيمة عزاء أقامتها عائلة “الورفلي”.

ويظهر وليد الورفلي وهو يتلو بيان “رابطة شباب ورفلة”، محملًا “القيادة العامة” بمنطقة الرجمة مسؤولية اغتيال شقيقه.

وهدد بأن دم شقيقه لن يذهب سدى، مؤكدًا أن عملية اغتياله “غدر وخيانة”.

وطالب الورفلي الأجهزة الأمنية في ليبيا باعتقال الجناة.

ولقي مجرم الحرب في ليبيا محمود الورفلي مصرعه برصاص مسلحين في مدينة بنغازي شرق البلاد، والتي تعد معقل حفتر.

والورفلي الذي يعد أحد أبرز قادة القوات الخاصة في ليبيا الموالية لحفتر مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية.

ويتهم الورفلي الذي يعد ذراع الإمارات لارتكاب المجازر في ليبيا بارتكاب مجازر جماعية ضد المدنيين في البلاد.

وكتب الناطق باسم القوات الخاصة ميلود الزوي على صفحته الرسمية في “فيسبوك” “نؤكد خبر اغتيال المقدم محمود الورفلي أحد رموز القوات الخاصة”.

لكن الزوي طلب من “جميع أفراد القوات الخاصة التحلي بالضبط والربط وضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتن”.

كما دعاتهم لاتباع تعليمات القيادة العامة وتعليمات أمر القوات الخاصة.

وختم “بإذن الله دماء محمود الورفلى لن تضيع هباء”.

وفي مايو الماضي، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها تفاصيل فظيعة عن الجرائم البشعة التي ارتكبتها مليشيا دولة الإمارات العربية المتحدة في ليبيا.

ولفت التقرير إلى الجرائم المروعة التي ارتكبتها مليشيا الكانيات المدعومة من الإمارات وطالت المدنيين في ليبيا.

واستهدفت مليشيا الكانيات المدعومة من الإمارات أهالي مدينة ترهونة فقتلت المئات منهم بمجازر جماعية.

وذكر التقرير أن مليشيا الكانيات قتلت المئات بمختلف الطرق، سواء بإطلاق النار عدة مرات من مسافة قريبة.

فيما كان الضحايا-بحسب “واشنطن بوست” مكبلو اليدين والقدمين وفي كثير من الأحيان معصوبي الأعين.

ولفتت إلى أن مليشيا الكانيات (من مليشيا خليفة حفتر) لم يوقفها أحد في ذلك الوقت من أطراف الصراع الليبي.

واستعرض التقرير تاريخ هذه المليشيا التي تتلقى دعما من الإمارات في ارتكاب الجرائم والمجازر.

وأوضح أن جرائمها بدأت في الظهور بداية عام 2017.

وكانت الكانيات- وفق التقرير- معروفة في ذلك الوقت للسلطات الحاكمة، والمشرعين الليبيين، والأمم المتحدة، وآخرين.

وذكر أنه في الأشهر الأخيرة ومع الكشف عن المقابر الجماعية، أصبحت الأبعاد الكاملة لفظائع مليشيا كانيات واضحة.

وكشف أنه يتم بشكل أسبوعي الكشف عن جثث متحللة في مزرعة “هارودا” التي تبلغ مساحتها ثمانية فدادين.

وأكد التقرير أن ما يزيد من احتمالية تورط مليشيا الكاني وإخوانه، ومليشيا أخرى تدعمها الإمارات في جرائم حرب.

ونقلت “واشنطن بوست” عن رئيس لجنة المقابر الجماعية في دائرة الطب الشرعي بوزارة العدل الليبية الياس الحمروني قوله “تم انتشال 120 جثة حتى الآن”.

وأوضح أن المقابر تمتلئ بجثث أشخاص تم دفنهم حديثا بعد عام أو أكثر من اختفائهم.

من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين في ليبيا، كمال أبو بكر أن هذه المرة الأولى التي تستطيع فيها وكالته العثور على مقابر جماعية فيها نساء وأطفال.

ووصف ما حدث بـ”أمر غريب أيضا، أن يفقد الكثير من الناس من نفس المدينة”.

وبين أنه في ثقافة أهل المدنية “فلا نقوم بتعذيب أفراد العائلة أو الجيران أو الأشخاص من نفس المجتمع”.

وشدد أبو بكر على أن “ما رأيناه في ترهونة، لا يمكن إلا أن يطلق عليه مجزرة ارتكبتها مليشيا مدعومة من الإمارات”.

ونقلت “واشنطن بوست” عن فريق التنقيب عن الجثث قوله “تم العثور على نحو 17 مقبرة جماعية أخرى حول المدينة”.

ولفت إلى أنه تم إبلاغ أكثر من 350 عائلة عن العثور على جثث ذويهم المفقودين فيها.

وكشفت “واشنطن بوست” أن من بين الجثث التي تم العثور عليها كان عبد العلي الفالوس وثلاثة من أبنائه.

وأوضحت أنهم اختطفوا العام الماضي، ولم يعرف لهم أثر منذ ذلك الوقت، إلى أن تم العثور عليهم موتى بالمقابر الجماعية.

ولفتت إلى أن المليشيا المدعومة من الإمارات قامت بفصل أولاد الفالوس عن أبيهم، قبل أن يقتلوا جميعا.

وكشفت “اصطحب محمد الكاني أولاد الفالوس الأربعة إلى بيته”.

ثم أمر الأولاد الذين تبلغ أعمارهم (16,15,10,8) بالاصطفاف في حديقة المنزل، ثم فتح مسلحون النار عليهم.

وأضافت “واشنطن بوست” أنه تم قتل ثلاثة باستثناء الطفل الأصغر، حيث يعد الطفل ذو الـ10 أصغر الضحايا.

ونقلت عن الطفل معاذ الفالوس الذي أصبح في عمر التاسعة الآن “لقد رأيت إخوتي وهم يسقطون أرضا”.

وأضاف الطفل معاذ “بدأت حينها في البكاء”.

وفي أبريل الماضي، سلطت وكالة “فرانس برس” في تقرير جديد لها الضوء على شبح مليشيا الإمارات في ليبيا خاصة مدينة ترهونة التي شهدت أبشع المجازر.

وأكد التقرير أن شبح مليشيا الكانيات ما زال مخيما في ترهونة التي تودعا ضحاياها وتلعن جلاديها.

ووفق التقرير “في ترهونة كان يختفي أشخاص كل يوم، فقد زرع 6 إخوة الرعب بقضائهم بشكل منهجي على كل من يعارض مجموعتهم المسلحة”.

وأضاف أنه “على الرغم من طردهم أخيرا، ما زال شبح أفعالهم يخيم على المدينة الليبية”.

وبحسب التقرير “تصل مجموعة صغيرة من الرجال إلى باحة واسعة تطل عليها من بعيد هضبة صخرية رمادية اللون في بلدة ترهونة التي تبعد حوالى ثمانين كيلومترا عن العاصمة طرابلس”.

وأضاف “على يسار التلة توقفت نحو عشر سيارات إسعاف تفصل بينها مسافات متساوية ومقابلها مسجد بلون أصفر، بينما يحيط بالموقع عدد من أشجار النخيل”.

وأردف التقرير “على أحد الجدران، وضعت ملصقات تجذب الأنظار أيضا.. فهي تحمل أسماء وصور شهداء ترهونة وبينهم أطفال”.

وأوضح أن التجمع على غرار ما يحدث غالبا منذ صيف 2020، يتجمع أبناء المدينة لصلاة جنازة أيام الجمعة أمام رفات أشخاص تم انتشالها.

ولفت التقرير إلى أن آخر أعداد ضحايا مليشيا الإمارات في هذا اليوم كان 13.

ونقلت “فرانس برس” عن محمد عامر أحد أوائل الواصلين “أنا والد الشهيد مؤيد الذي قتلته عصابة الكاني (مليشيا مدعومة إماراتيا) بدم بارد”.

وأضاف الرجل الخمسيني الذي غزا الشيب رأسه “لم يسلم منهم لا طفل ولا امرأة ولا شيخ ولا عجوز”.

وأشار إلى أن “معظم أبناء ترهونة أصبحوا تحت التراب (بسبب مجازر مليشيا الكاني)”.

وتابع أن “الحقيقة كشفت” لكن “نطالب بأسرع وقت بالقصاص العادل بالقبض على القتلة والمجرمين.

لأنه لن تكون هناك مصالحة ولا هدنة الا بعد أن يتحقق ذلك.

وأكد التقرير انه في يونيو 2020، أصبح اسم المدينة يتردد فجأة بعد العثور على مقابر جماعية لمجازر ارتكبتها مليشيا الكاني.

وأضاف “في تلك الفترة، كانت حكومة الوفاق الوطني قد استعادتها للتو من قوات المشير خليفة حفتر”.

وما زالت الإمارات تقدم الدعم المالي والتسليحي والمرتزقة لحفتر رغم فشل حملته للسيطرة على كل ليبيا.

ونبه التقرير إلى انه منذ ذلك التاريخ تم انتشال 140 جثة.

وكانت “عصابة الكاني” المعروفة أيضا باسم الكانيات سيطرت على ترهونة في 2015.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان إن المجموعة المسلحة كانت خلال هذه السنوات “تخطف وتحتجز وتقتل وتخفي أشخاصا يعارضونها أو يشتبه بأنهم يفعلون ذلك”.

وأفادت شهادات عدة أن الأمر وصل بهم إلى استخدام أسود لبث الذعر.

ولفت التقرير إلى مقتل اثنين من الإخوة.

لكن الأربعة الآخرين بمن فيهم زعيمهم محمد ما زالوا فارين، ويقول عدد من أهالي ترهونة أنهم موجودون “في بنغازي” وهي معقل حفتر.

ونقلت “فرانس برس” عن عيسى هرودة رئيس المنظمة الليبية لحقوق الانسان قوله “33 عائلة تمت إبادتها إبادة جماعية بأيدي بعض أفراد العصابة”.

وأضاف هرودة (48 عاما) الذي فقد هو شخصيا عددا من أقربائه إن عصابة الإخوة “أحاطت نفسها برجال قدمت لهم السلاح والمال”.

واستغلت “ضعف السكان، وهم من البدو الذين يعملون في تربية الماشية والزراعة”، بحسب هرودة.

وأكد أن “رئيس العصابة (وأفرادها) ما زالوا متواجدين في المنطقة الشرقية بكامل حريتهم من دون مضايقات من أي جهة حكومية”.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.