الأخطبوط الإماراتي يتسلل عبر الانتخابات الفلسطينية لتحصيل ما فشل به بالانقلاب والإرهاب

رام الله – خليج 24| دعا الباحث السياسي الفلسطيني صلاح الدين العواودة إلى استنباط الدروس المستفادة من تصريحات ناصر القدوة ضد الإسلام السياسي وطبيعة الدور الإماراتي في فلسطين.

وكتب العواودة عبر حسابه بـ”فيسبوك” إن الإمارات بدأت ومن يحركونها من الخلف حربها على الإسلام السياسي بعد انتخابات ٢٠٠٦.

وأكد أن النظام الإماراتي دعم القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية محمد دحلان لتنفيذ انقلاب لكنها فشلت ما تسبب بإحداث الانقسام.

وأشار العواودة إلى أنها لم تيأس، فتدخلت في حراكات الربيع العربي التي أثمرت انتخابات.

وذكر أن الإمارات رشحت فيها دحالين آخرين فخسروا وفاز الإسلام السياسي مرة أخرى.

وبين الباحث الفلسطيني أنها “دعمت دحالين آخرين للانقلاب والانشقاق والتمرد وأدارت حروبًا ضد إرادة الشعوب العربية”.

وأكد أنه في الحالة الفلسطينية لم تفلح الإمارات بإخضاع القيادة الفلسطينية لأجندتها.

وعزا العواودة ذلك لخصوصية القضية الفلسطينية وأن الصراع فيها واضح بين الاحتلال والشعب الفلسطيني وليس بين شعب مقهور ودكتاتور.

وذكر أن دخول منظمة التحرير تحت عباءة الإمارات يعني تصفية القضية الفلسطينية بإطار صفقة القرن على الصعيد الوطني.

ونبه ذلك إلى أنه يعني أيضًا استبدال الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدحلان على الصعيد الشخصي.

وبين أن هذا ما نتج عنه رفض وطني وشخصي وصدام فلسطيني مع صفقة القرن وأهم أدواتها النظام الإماراتي .

وشدد الباحث الفلسطيني على أن هذا الصدام ونظرًا لقوة التهديدات دفع الفلسطينيين إلى تقاربٍ كان مفاجئًا لدرجة التشكيك بجديته.

لكن إعلان عباس عن الانتخابات أثبت جدية المسار مما استنفر الخصم بكل أدواته فأرسل الوفود إاقناع الرئيس تارة وتهديده تارة.

وقال العواودة: “لما أيقنوا أن الانتخابات ستحصل، بدأ العمل بكل قوة للانخراط بالعملية الانتخابية”.

ولفت إلى أنهم سيحاولون الحصول عبر الانتخابات على ما فشلوا بتحصيله عبر الانقلاب والتهديد والإرهاب.

ونوه إلى بدء التحضير للانتخابات وتجهيز المرشحين وقوائمهم وبدأ ضخ الأموال بسخاء.

وقال الباحث: “ولأن الفلسطيني يقظ ومنتبه ويعرف من هم حلفاء محمد بن زايد لجأت الإمارات من الخلف لشراء وبناء حلفاء جدد”.

وقال: “استغلت كثيرًا من فرص وشقوق أهمها الانقسام الفتحاوي الداخلي، وآثار الانقسام الفلسطيني من فساد وحصار وضائقة اقتصادية وأزمة كورونا”.

وأكد أنها دخلت بكل قوتها عبر حزم الدعم واللقاحات والأموال بمعركة يشكل فيها للمواطن مصدر الدخل والعلاج أولوية.

وأشار إلى أن الإمارات تريد من خلفها جعلها فوق القضية الفلسطينية وفوق القدس والاقصى واللاجئين.

ولفت العواودة إلى أن الاحتلال نفسه ليس من ضمن البرامج الانتخابية لحلفاء النظام الإماراتي أو خطابهم الإعلامي.

وذكر أن ذلك سيُصبُّ على فساد واستبداد قيادة السلطة من جهة وعلى الإسلام السياسي من جهة أخرى، وهو ما يستدعي الحذر والانتباه.

وأكد أن الشعب الفلسطيني الذي يتم تجويعه ومحاولة إفساد شبابه والضغط عليه على مر 15 سنة، لينتج انتخاب قيادة جديدة شعارها ليس التحرير ولا الدولة ولا القدس.

وقال: “إنما المستقبل المتمثل بالمال والرواتب وبالرفاه الموهوم والحرية المتمثلة بالانحلال الأخلاقي لا التحرر الوطني”.

وكشف الباحث عن أنه وفي سبيل ذلك يتم شراء مناضلين كبار أو خداعُهم أو اسقاطهم أو التحالف المؤقت معهم استغلالا لحاجة شخصية لهم أو ثأر.

وذكر أنه يجري لاحقًا الانقلاب عليهم والتخلص منهم عند أول مفترق.

ودعا الكل الفلسطيني الوطني والإسلامي لئلا تمر عليه اللعبة بتحول القضية الفلسطينية لساحة أخرى من ساحات الصراع بين الإمارات ومن خلفها من جهة وبين اعدائها وخصومها.

وأكد أن القضية الفلسطينية قضية شعب يريد حقوقه كلها وهي قضية قوافل الأسرى والشداء منذ مئة سنة.

وأوضح العواودة أنها ليست قضية راتب أو رفاه وهي حقوق أصلية لا تحقق إلا بالتخلص من الاحتلال والاستقلال والعودة والسيادة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.