في أعقاب غارة جوية إسرائيلية في بيروت أسفرت عن مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله وجنرال إيراني كبير أرسلت إسرائيل للولايات المتحدة بأن تتخذ خطوات فورية لردع إيران عن الرد وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
ويأتي هذا الطلب وسط تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تخشى كل من واشنطن والقدس أن تؤدي هذه الضربة إلى مواجهة أوسع نطاقًا قد تشمل إيران.
و في ظل تزايد التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله، الذي وصل إلى نقطة حرجة مع مقتل نصر الله.
وكانت إسرائيل تخشى من أن يؤدي الانتقام الإيراني إلى حرب شاملة في المنطقة، لا سيما أن طهران تُعد حليفاً أساسياً لحزب الله وتعتبره أحد أعمدة نفوذها الإقليمي فكان لابد من تحرك اسرائيلي سريع.
وفي هذا السياق، أعربت القيادة الإيرانية عن استيائها من العملية الإسرائيلية، إلا أن هناك تساؤلات حول رد فعلها، وكانت إيران قد امتنعت عن اتخاذ خطوات هجومية كبيرة في السابق، ولكن مقتل نصر الله قد يدفعها إلى اتخاذ مواقف أكثر عدوانية، وهو ما يزيد من المخاوف لدى القيادة الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء.
من جهته أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن بيانًا بعد الهجوم الإسرائيلي أكد فيه أن الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد “الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران”.
كما أعطى توجيهاته لوزارة الدفاع بتعزيز الوضع الدفاعي للقوات الأمريكية في المنطقة لردع أي عدوان إيراني محتمل.
وفي محاولة لتهدئة التوترات، أوضح بايدن أن الهدف الأمريكي هو الحد من التصعيد والعمل على وقف الأعمال العسكرية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وكذلك تهدئة الصراع في غزة، مبينا الجهود الدبلوماسية التي تسعى إلى إتمام اتفاقات لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، في إطار محاولات إعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وعلى صعيد أخر وفيما يتعلق بالجانب الإيراني، أصدر المرشد الأعلى علي خامنئي بيانًا لم يُشر فيه صراحة إلى مقتل نصر الله، لكنه أكد أن حزب الله سيبقى قويًا وأن “الهجمات الإسرائيلية لن تضعف المقاومة“.
هذا الموقف يعكس استمرارية النهج الإيراني في دعم حلفائها في المنطقة، ما يزيد من احتمال أن تسعى إيران للرد، سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها.
الحرس الثوري الإيراني أعلن أيضًا مقتل أحد قادته العسكريين في الغارة الإسرائيلية، وهو ما قد يدفع القيادة الإيرانية إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها للتعامل مع الهجمات الإسرائيلية المتكررة.
وفي السياق طالب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، من الولايات المتحدة اتخاذ خطوات عملية وإصدار بيانات عامة لردع إيران عن مهاجمة إسرائيل، وشدد أوستن على أن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل ومنع أي محاولات إيرانية لاستغلال الوضع الحالي.
ومع تصاعد المخاوف من توسيع الصراع، تبقى الأولوية القصوى للإدارة الأمريكية تجنب التدخل الإيراني المباشر والعمل على الحلول الدبلوماسية التي تضمن عودة الاستقرار إلى المنطقة.
وتبقى المنطقة في حالة ترقب، حيث يسعى الجميع لتجنب تصعيد شامل قد يشعل حربًا جديدة في الشرق الأوسط، مع بقاء الأنظار على إيران وقرارها النهائي بشأن كيفية الرد.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=67921