أشاد مطار دبي الدولي (DXB) بالأثر المباشر لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تشغيله اليومي، مؤكدًا أنه بات قادرًا على “حشر” ما يصل إلى 35–42 رحلة إضافية في الجدول اليومي من دون توسيع البنية التحتية، مع قفزة في مؤشر الانضباط التشغيلي: 95% من الرحلات تغادر في الوقت المحدد مقابل نحو 80% سابقًا.
ويعالج المطار نحو 1400 رحلة يوميًّا، ما يجعل أي تحسّن طفيف في الدورات الأرضية ينعكس على القدرة الاستيعابية والإيرادات.
وأوضح بشار دبيسي، المدير الأول لأنظمة المطارات في “مطارات دبي”، أن استخدام الذكاء الاصطناعي والكاميرات لمراقبة خدمات المناولة الأرضية خفّض متوسط زمن تشغيل كل رحلة بنحو خمس دقائق—أي ما يعادل 45 ألف ساعة عمل سنويًا—وهو ما ساعد على تسييل طاقة تشغيلية كانت “عالقة” بسبب ضيق المساحات في أكثر مطارات العالم ازدحامًا بالمسافرين الدوليين.
ويقدَّر أن هذه الزيادة في الإنتاجية قد تترجم إيرادات مباشرة إضافية بنحو 300 ألف دولار يوميًا.
من الحقائب إلى المدرج: خوارزميات على كامل “سلسلة الرحلة”
يشمل انتشار الذكاء الاصطناعي نقاط اتصال متعددة: معالجة المسافرين، وأنظمة الأمتعة، وتخطيط الموارد في ساحة الطيران، مع لوحات قيادة تتبع لحظي لأداء فرق الخدمة و”عنق الزجاجة” في كل موقع.
وأثبت هذا النهج—الذي يزاوج خوارزميات التنبؤ مع رؤية حاسوبية من كاميرات ميدانية—فعاليته عالميًا في تقليص زمن “الدوران” (turnaround)، وهي الدقائق الذهبية التي تفصل بين وصول الطائرة ومغادرتها مجددًا.
وعلى جانب تجربة المسافر، يوسّع DXB مبادرة “السجادة الحمراء” التي طوّرتها الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي مع “مطارات دبي”: ممر ذكي يعتمد على القياسات الحيوية يتيح لمؤهَّلين اجتياز إجراءات الهجرة في نحو 14 ثانية ومن دون إبراز وثائق.
ويقول دبيسي إن المنظومة تعالج حاليًا قرابة 20% من ركّاب درجة الأعمال، مع خطة للوصول إلى 80% ثم التوسّع تدريجيًّا إلى الدرجة الاقتصادية—ما يخفّف الطوابير ويرفع انسيابية التدفق من سيارة الأجرة حتى صعود الطائرة.
وقد منح رفع القدرة على “ضغط” جدول الرحلات شركات كطيران الإمارات و”فلاي دبي” مرونة إضافية لافتتاح قطاعات جديدة وتشغيل طائراتها المُسلَّمة حديثًا عبر DXB نفسه بدل انتظار جاهزية مبنى الركاب في مطار آل مكتوم الدولي (دبي ورلد سنترال) المخطط اكتماله في 2032.
عمليًا، تُحوِّل هذه الوفورات الدقيقة إلى مقاعد معروضة للبيع—أي إيرادات—وتقلّص مخاطر التأخير المتسلسل عبر الشبكات.
أرقام قياسية… وطموح الـ100 مليون
يتوقّع بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لـ”مطارات دبي”، التعامل مع 95.3 مليون مسافر بحلول نهاية 2025، مع اقتراب كسر حاجز الـ100 مليون خلال 18 شهرًا—ما يعزّز سلسلة الأرقام القياسية التي حقّقها DXB منذ التعافي بعد الجائحة.
وهذا الزخم تدعمه استراتيجية “نقرات لا طوب” (clicks not bricks) التي تراهن على البرمجيات والذكاء الاصطناعي لزيادة السعة قبل الانتقال المرحلي إلى المجمّع العملاق في مطار آل مكتوم ضمن خطة بقيمة 35 مليار دولار.
وفي مطارٍ “مُحاصَر” بالمدينة ومحدود المساحة، يصبح الزمن هو العملة الأهم. كل دقيقة دورانية يتم توفيرها عبر الذكاء الاصطناعي تُعاد تعبئتها على شكل حركة طائرات إضافية، وتجربة ركّاب أكثر سلاسة، وهوامش ربح أفضل لشركات الطيران.
ومع استمرار DXB في صدارة المطارات الدولية من حيث حركة المسافرين—92.3 مليونًا في 2024—يبدو أن التوسّع الذكي بالتقنيات سيبقى الخيار الأسرع والأجدى ريثما تكتمل منشآت آل مكتوم الجديدة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72956