مشاورات في قطر لتمديد الهدنة في غزة عبر توسيع قائمة تبادل الأسرى

كشفت شبكة سي ان ان الأمريكية عن مشاورات في قطر لتمديد الهدنة في قطاع غزة عبر توسيع قائمة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
وذكرت الشبكة أنه خلال المناقشات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء اتفق المسؤولون الذين يمثلون إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر بشأن العمل على تمديد فترة التوقف الحالية في الحرب بين إسرائيل وحماس لإخراج المزيد من الرهائن من غزة، حسبما قال مصدر مطلع على المناقشات.
والتوقع هو أنه إذا سارت الأمور على ما يرام في اليوم السادس من الهدنة يوم الأربعاء – وأطلقت حماس سراح ما لا يقل عن 10 أسرى إسرائيليين كما هو مخطط – فيمكن أن تقدم حماس قائمة إضافية من الأسرى لليوم التالي، مما يؤدي إلى تمديد فترة التهدئة لمدة 24 ساعة أخرى، بحسب ما ذكره المصدر.
وقال المصدر إن المفاوضين يعتقدون أن هناك ما يكفي من النساء والأطفال في أسر حماس لتمديد الهدنة لمدة يومين إضافيين قبل أن يتحول النقاش إلى الرجال والجنود الرهائن.
وقالت المصادر إن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، الذي سافر إلى المنطقة للمشاركة في المناقشات حول الخطوات التالية في الهدنة بين إسرائيل وحماس، شارك في مناقشات مع نظرائه بشأن توسيع فئة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في النهاية إلى رجال وجنود، كما جرت محادثات تتعلق بإخراج جثث القتلى على يد حماس من غزة.
وفي السياق أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مفاوضات التبادل بين إسرائيل وحماس تستمر في الدوحة، حيث التقى رؤساء المخابرات الأمريكية والإسرائيلية يوم الثلاثاء مع وسيط قطري وناقشوا خطة للإفراج في نهاية المطاف عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بما في ذلك الجنود.
وبحسب الصحيفة فإن منطق “المزيد مقابل المزيد” الذي أرشد محادثات التبادل حتى الآن لا يزال قوياً بالنسبة لكل من إسرائيل وحماس، وفقاً لمصدر مقرب من المفاوضات.
وأوضح المصدر أنه على الرغم من عدم تقديم أي التزامات نهائية، إلا أن “هناك رغبة لدى الجانبين” للتوصل إلى اتفاق واسع من شأنه إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل فترات توقف أطول للقتال، وإطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين والمزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.
وقد ضم اجتماع الثلاثاء مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، ومدير الموساد ديفيد بارنيا، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي عمل كوسيط مع قادة حماس المتمركزين في الدوحة.
كان هيكل محادثات يوم الثلاثاء هو نفس اجتماع الثامن من نوفمبر في الدوحة الذي حقق الاختراق الذي أدى إلى إطلاق سراح المحتجزين في غزة الذي بدأ خلال عطلة نهاية الأسبوع وتم إطلاق سراح ما مجموعه 61 أسيرًا إسرائيليًا، بما في ذلك مزدوجي الجنسية، و150 فلسطينيًا.
وكما كان الحال من قبل، طلب القطريون من حماس شرح معاييرها للإفراج عن الرهائن الإضافيين ثم شاركوا تلك المعايير مع ممثل الموساد، الذي قدم تفاصيل متطلبات إسرائيل.
وقال المصدر المطلع إن المفاوضين اتفقوا على خمس فئات من الرهائن الإسرائيليين للإفراج عنهم مستقبلا والمجموعات الخمس هي: الرجال الذين تجاوزوا سن الخدمة العسكرية الاحتياطية، والمجندات، وجنود الاحتياط الذكور، والجنود الذكور في الخدمة الفعلية، وجثث الإسرائيليين الذين ماتوا قبل أو أثناء الأسر.
ويبلغ العدد الإجمالي أكثر من 100، لكن المصدر قال إنه لا يستطيع تقديم رقم محدد حتى الآن.
وقال المصدر إن حماس أبدت “استعدادها للتفاوض على جميع الفئات الخمس” وأضاف أن معايير التبادل – مثل عدد أسرى غزة الذين سيتم إطلاق سراحهم كل يوم، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تبادلهم مقابل كل إسرائيلي، وحجم المساعدات الإنسانية التي سيتم إرسالها إلى غزة – لم يتم تحديدها بعد.
ويتوزع باقي الرهائن بين مجموعات مختلفة، إضافة إلى حماس، وبعضهم محتجز لدى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، لكن بعضهم الآخر محتجز لدى جماعات صغيرة لا تعدو كونها عائلات.
وقال المصدر إن حماس أبلغت القطريين بأنهم “واثقون من قدرتهم على الوصول إلى الجميع”، على الرغم من أنهم متفرقون.
وإذا كان من الممكن أن تستمر عملية إطلاق سراح المحتجزين ـ وأن تمتد إلى الأسرى العسكريين الذين تقدرهم حماس أكثر من غيرهم ـ فسوف يضطر المفاوضون حتماً إلى مواجهة مسألة ما إذا كان القتال سوف يستأنف بعد إطلاق سراح الأسرى.
سيكون الفصل الختامي هو القضية الأكثر صعوبة على الإطلاق. حيث تستمر إسرائيل في القول بأنها ستستأنف القتال حتى تدمر قدرة حماس على حكم غزة.
أما حماس، من جانبها، فتريد البقاء كجسد وسياسياً ومن الصعب رؤية مساحة للتسوية بشأن هذه الأسئلة، التي يعتبرها الجانبان وجودية.
لكن عملية إطلاق سراح المحتجزين تحدت التوقعات حتى الآن، وقد يستمر ذلك، وكان المفتاح هو أسلوب بناء الثقة خطوة بخطوة الذي اعتمده الوسطاء القطريون.
بالنسبة لإدارة بايدن، التي كانت تناضل من أجل احتواء التداعيات السياسية لحرب غزة في الولايات المتحدة وخارجها، كانت عملية إطلاق سراح الرهائن هي النجاح الوحيد الخالص وسيكون المسؤولون سعداء لأنها تبدو أنها مستمرة، لكن السؤال المحير بشأن كيفية انتهاء هذه الحرب يصبح أكثر أهمية كل يوم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.