السعودية تبدأ مسار التوسط في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية

تبدأ المملكة العربية السعودية مسار التوسط في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية في ظل وساطة أمريكية تستهدف التطبيع بين الرياض وإسرائيل.

وستشارك السعودية في استضافة حدث على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع المقبل يركز على تجديد عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، حسبما قال ثلاثة دبلوماسيين من الأمم المتحدة لصحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية.

وقال أحد الدبلوماسيين إن الحدث الذي يحمل عنوان “جهود يوم السلام من أجل السلام في الشرق الأوسط” سيعقد يوم الاثنين وتنظمه المملكة العربية السعودية إلى جانب الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي بالتعاون مع مصر والأردن. وسيكون الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس المتحدث الرئيسي.

وقال دبلوماسي الأمم المتحدة إنه لم تتم دعوة البعثات الإسرائيلية أو الفلسطينية لحضور هذا الحدث، موضحا أن الحدث يركز على جمع أصحاب المصلحة العالميين المهمين حول هذه القضية من أجل “إعادة تنشيط” عملية السلام.

ورفضت الحكومة الإسرائيلية المتشددة الحالية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبول فكرة محادثات السلام مع السلطة الفلسطينية، وبدلاً من ذلك تحركت نحو توسيع الوجود الإسرائيلي بشكل جذري في الضفة الغربية.

وتدعم السلطة الفلسطينية حل الدولتين، لكن قيادتها شابتها اتهامات بالفساد، وقد تعرض الرئيس محمود عباس لانتقادات شديدة الأسبوع الماضي بسبب خطاب استخدم فيه مجموعة من الاستعارات المعادية للسامية.

وسيتواجد كل من نتنياهو وعباس في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

وهذا الحدث هو أحدث جهد تبذله السعودية للانخراط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تتفاوض مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حول اتفاق تطبيع محتمل مع إسرائيل.

وفي الأسبوع الماضي، استضافت الرياض وفدا من السلطة الفلسطينية لمناقشة كيفية الاستفادة من اتفاق التطبيع لتعزيز القضية الفلسطينية.

واستضافت السعودية اجتماعا وزاريا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي حول هذه القضية، لكن هذا الحدث كان بمناسبة الذكرى العشرين لاقتراح مبادرة السلام العربية.

ومنذ ذلك الحين، ابتعدت الرياض تدريجياً عن هذا الاقتراح، الذي عرض على إسرائيل التطبيع مع الجامعة العربية بأكملها بعد أن توصلت إلى حل الدولتين مع الفلسطينيين.

أكد القادة السعوديون للوفد الزائر في الأسبوع الماضي أن الرياض “لن تتخلى” عن القضية الفلسطينية، حتى عندما تناقش تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال المسؤول الأمريكي والعربي إن الرسالة تم تمريرها في اجتماعات متعددة بين وفد السلطة الفلسطينية وكبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك وزير الخارجية فيصل بن فرحان.

وستكون هناك محادثات متابعة بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وفلسطينيين وسعوديين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، لكن من المرجح أن تحتاج الرياض إلى عدة أشهر لدراسة القضية بشكل أكبر قبل طرح مطالب محددة في محادثاتها مع إدارة بايدن. بحسب المسؤولين.

وقال المسؤول الأمريكي: “تعيين سفير يساعد، لكنهم في الواقع جديدون على هذه القضية”.

وفي الشهر الماضي، بدأ سفير المملكة العربية السعودية لدى الأردن العمل كأول سفير غير مقيم للرياض لدى الفلسطينيين وكذلك أول قنصل عام غير مقيم على الإطلاق في القدس.

وأوضح المسؤول العربي أن الرياض أوضحت لرام الله أنها مستعدة للتخلي عن موقفها العلني الرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في غياب حل الدولتين الفعلي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن السلطة الفلسطينية قد توصلت إلى حل الدولتين. وتتصالح مع هذا التطور، وبالتالي تطالب باتخاذ تدابير لا ترقى إلى مستوى إقامة الدولة على الفور.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.