أبوظبي تعلن عن خطة استثمارية بقيمة 764 مليون درهم لتعزيز السياحة في صلالة العمانية

أعلنت الإمارات العربية المتحدة عبر صندوق أبوظبي للتنمية، عن إطلاق خطة استثمارية طموحة بقيمة 764.5 مليون درهم إماراتي (208 ملايين دولار أميركي)، بهدف تعزيز قطاع السياحة في مدينة صلالة جنوب سلطنة عمان، إحدى أبرز وجهات العطلات في منطقة الخليج.

ويشمل المشروع، الذي يُقام في منطقة جناو على مساحة تبلغ 2.5 مليون متر مربع، تطوير منتجع فاخر واسع النطاق، ومرسى بحري حديث، بالإضافة إلى شاطئ مجهز ومعاد تجهيزه بالكامل.

ومن المتوقع أن يساهم هذا الاستثمار في تحفيز قطاعات اقتصادية متنوعة، وخلق مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ما يشكّل دفعة قوية نحو تحقيق أهداف “رؤية عمان 2040” التي تُولي اهتمامًا خاصًا لقطاع السياحة.

حجر الأساس… وانطلاق المرحلة الأولى

شهدت صلالة، اليوم الاثنين، حفل وضع حجر الأساس لمشروع المجمع السياحي المتكامل، بحضور ممثلين عن صندوق أبوظبي للتنمية، وقيادات حكومية عمانية رفيعة، من بينها وكيل وزارة التراث والسياحة، عزان البوسعيدي.

ووفقًا للمخطط التفصيلي، تغطي المرحلة الأولى من المشروع مساحة 604 آلاف متر مربع، وستتضمن بناء منتجع راقٍ يضم أكثر من 120 غرفة فندقية وشاليهًا فاخرًا، بالإضافة إلى تطوير مارينا حديثة ومرافق شاطئية متكاملة.

كما سيتم تنفيذ أعمال بنية تحتية داعمة تشمل شبكات الطرق والخدمات العامة الأساسية، وهو ما سيعزز من جاهزية المنطقة لاستقبال السياح على مدار العام.

تعاون استراتيجي إماراتي – عماني

وقال محمد سيف السويدي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية، إن المشروع يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات وسلطنة عمان، ويجسد التزام الإمارات بدعم خطط التنمية المستدامة في الدول الشريكة.

وأضاف السويدي: “هذا الاستثمار يؤكد التزامنا بتمكين النمو الاقتصادي في المنطقة، من خلال مشاريع نوعية تسهم في خلق فرص العمل وتعزيز ازدهار المجتمعات المحلية. كما يعكس المشروع رؤيتنا للتنويع الاقتصادي والشراكة الإقليمية ذات الأثر الإيجابي طويل المدى”.

صلالة… جوهرة الخليج السياحية

تحولت مدينة صلالة خلال السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية رئيسية في العالم العربي، خصوصًا خلال موسم الخريف الممتد من يونيو إلى سبتمبر، حين تتبدل أجواءها الصحراوية الجافة إلى مناظر طبيعية خضراء بفضل أمطار الخريف الموسمية، في ظاهرة نادرة بمنطقة الخليج.

ووفق أرقام وزارة السياحة العمانية، فقد استقبلت صلالة العام الماضي أكثر من 15 مليون سائح محلي، و4 ملايين سائح دولي، وهو رقم تجاوز المعدلات المسجلة قبل جائحة كورونا في 2019.

وتُعد الإمارات، والهند، وألمانيا، وعدد من دول أوروبا الغربية من أبرز الأسواق المصدّرة للسياحة إلى سلطنة عمان، وهو ما يعكس الإمكانات الكبيرة لصناعة السياحة العمانية في استقطاب الزوار من داخل المنطقة وخارجها.

جزء من رؤية أوسع للتعاون الاقتصادي

يمثل هذا المشروع امتدادًا لسلسلة اتفاقيات التعاون الاقتصادي الموقعة بين الإمارات وسلطنة عمان، والتي بلغت قيمتها في العام الماضي 129 مليار درهم، وتشمل قطاعات متعددة مثل الطاقة المتجددة، والسكك الحديدية، والمعادن الخضراء، والتكنولوجيا.

ويبرز من بين هذه الاتفاقيات مشروع صناعي ضخم مشترك بقيمة 117 مليار درهم، يهدف إلى تطوير منشآت للطاقة الشمسية والرياح، ووحدات متخصصة لإنتاج المعادن الخضراء، بما يعزز التوجه نحو الاقتصاد المستدام ويعزز من مكانة البلدين في الاقتصاد الأخضر.

ويمثل المشروع السياحي الجديد في صلالة نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية الإماراتية – العمانية، ويعكس اهتمامًا إماراتيًا متزايدًا بالمساهمة في تنمية قطاعات غير نفطية في دول الجوار، بما يتماشى مع أهداف التنويع الاقتصادي والطموحات المشتركة لتطوير بنى تحتية سياحية مستدامة.

ومع دخول المشروع مرحلة التنفيذ، من المتوقع أن تشهد صلالة دفعة تنموية كبيرة، ليس فقط في قطاع السياحة، بل في سائر القطاعات الخدمية واللوجستية المرتبطة به، مما يعزز من مكانة المدينة كجوهرة سياحية في قلب شبه الجزيرة العربية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.