أبرزت صحيفة ذ هيل الأميركية مزايا قاعدة العديد الجوية في دولة قطر، ووصفتها بأنها تمثل رصيدا استراتيجيا للقوة الأميركية في الخليج وكونها تعد أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة.
وبحسب الصحيفة فقد سعت الولايات المتحدة طويلا إلى إيجاد منشآت عسكرية توفر تموضعًا استراتيجيًا وقدرة تشغيلية دون أعباء مالية مفرطة، وتمثل قاعدة العديد الجوية في قطر مثالًا على ذلك: مركز حديث وفعال بالكامل يدعم العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
ولكن بالرغم من أهميتها الاستراتيجية، اقترح بعض المنتقدين نقل المقر المتقدم للقيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) إلى مكان آخر. هؤلاء لم يُطرحوا بديلًا واضحًا، كما أن مثل هذه الخطوة ستترتب عليها تكاليف مالية وتشغيلية هائلة، في وقتٍ تزداد فيه هشاشة الاستقرار الإقليمي.
تعد العديد أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، حيث تستضيف ما يقرب من 11 ألف جندي أميركي وأكثر من 100 طائرة عسكرية، بما في ذلك القاذفات الاستراتيجية والطائرات المزودة بالوقود والمعدات الاستطلاعية، وتتيح مدارجها الطويلة والمجهزة جيدًا سرعة الانتشار، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في استراتيجية القوة الأميركية.
لقد لعبت القاعدة دورًا محوريًا في عمليات مكافحة الإرهاب، والحملات الجوية في العراق وأفغانستان، والمهمات الإنسانية، بما في ذلك إجلاء كابول عام 2021، وابقت استثمارات قطر في العديد القاعدة في طليعة الجاهزية العسكرية، مع توفير مليارات الدولارات لدافعي الضرائب الأميركيين.
أنفقت قطر على مدى السنوات، أكثر من 8 مليارات دولار على تطوير البنية التحتية للقاعدة، بما في ذلك 1.4 مليار دولار لتحسين مرافق سكن القوات ومدارج الطائرات.
كما ظلت قطر شريكًا إقليميًا رئيسيًا إلى جانب استضافة القاعدة، حيث تتعاون مع الولايات المتحدة في جهود مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وشراء الأسلحة، وقد أدى شراء قطر لمقاتلات F-15 من شركة بوينغ وحده إلى توفير عشرات الآلاف من الوظائف الأميركية.
لقد عززت قطر قدراتها العسكرية بشكل كبير عبر استثمارات ضخمة في أنظمة الدفاع الأميركية بالإضافة إلى استضافة قاعدة العديد الجوية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك موافقة وزارة الخارجية الأميركية على صفقة لبيع قطر ثماني طائرات MQ-9B Predator بدون طيار، بقيمة تقارب ملياري دولار، ويشمل هذا الاتفاق ذخائر ومعدات متطورة، مما يعزز قدرات قطر في المراقبة والضربات الجوية.
ولا تعزز هذه المشتريات البنية التحتية الدفاعية القطرية فحسب، بل تعمّق أيضًا الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وقطر، فمن خلال دمج التكنولوجيا العسكرية الأميركية المتقدمة، تعزز قطر دورها كقوة استقرار في منطقة الخليج.
كما تساهم هذه الصفقات الدفاعية في دعم الاقتصاد الأميركي عبر توفير الوظائف وتعزيز التعاون الصناعي، ويعكس التعاون العسكري المستمر من خلال هذه الصفقات التزامًا متبادلًا بالأمن الإقليمي، ويفتح المجال لمزيد من التعاون في قطاع الدفاع وغيره.
وبحسب الصحيفة يشكل دور قطر في مجلس التعاون الخليجي إضافة استراتيجية للمصالح الأميركية، وبينما تواجه المنطقة تحديات أمنية متزايدة—بما في ذلك التوترات في البحر الأحمر، والصراعات المستمرة في اليمن، والمخاوف بشأن النفوذ الإيراني—يظل استقرار شركاء رئيسيين مثل قطر أمرًا ضروريًا.
كما تعزز الجهود الدبلوماسية القطرية، بما في ذلك الوساطات في مفاوضات الأسرى واتفاقيات وقف إطلاق النار، أهميتها كشريك أمني محوري.
وقالت الصحيفة إن العثور على بديل مناسب لقاعدة العديد لن يكون مكلفًا فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى إضعاف النفوذ الأميركي في المنطقة، في وقت تتزايد فيه المنافسة على توسيع النفوذ في الخليج، فهذه القاعدة ليست مجرد منشأة عسكرية، بل تمثل حجر زاوية في الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، ورابطًا حيويًا لجهود الأمن الإقليمي.
وأضافت أنه يجب على الولايات المتحدة أن تظل ملتزمة بالحفاظ على شراكات قوية في مجلس التعاون الخليجي، حيث تمثل قاعدة العديد عنصرًا ملموسًا وفعالًا من حيث التكلفة وذو قيمة استراتيجية لا تقدر بثمن.
وختمت بأن المساس بها سيقوض قدرة أميركا على الاستجابة للأزمات المستقبلية في واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا في العالم.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71078