واشنطن تحث حلفائها في الخليج على إنهاء حرب اليمن

حثت الولايات المتحدة حلفائها في الخليج على العمل معًا في الجهود المبذولة لإنهاء الصراع المستمر منذ سنوات في اليمن والذي عزز نفوذ إيران.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، في مقابلة مع بلومبرج نيوز، ردا على سؤال عن الانقسامات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة: “نريد بالتأكيد أن نرى أن المنطقة تسير في نفس الاتجاه فيما يتعلق باليمن”.

وأضاف “كلما طال أمد الصراع مفتوحا كلما أدى إلى احتمال حدوث سلوك إقليمي خاطئ، ونحن بالتأكيد ننظر إلى الإيرانيين باعتبارهم جهة فاعلة خارجية لعبت دورا سلبيا في اليمن على مدى السنوات السبع إلى الثماني الماضية، مما أدى إلى تأجيج الصراع”.

ويؤدي الخلاف العميق بين المملكة والإمارات بشأن اليمن إلى تعقيد محاولة تحويل الهدنة المبدئية مع جماعة الحوثي المدعومة من إيران إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار ودفع محادثات السلام بوساطة الأمم المتحدة.

وتعرض كلا البلدين لهجوم من الحوثيين، بما في ذلك الضربات الصاروخية في سبتمبر/أيلول 2019 التي أوقفت لفترة وجيزة حوالي نصف إنتاج النفط السعودي، وهجوم صاروخي للحوثيين في يناير/كانون الثاني 2022 على أبو ظبي.

ورحب الدبلوماسي الأمريكي بالمحادثات التي جرت هذا الأسبوع في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بين الزعماء اليمنيين المتنافسين من السعودية والإمارات.

وقال إن واشنطن تتواصل مع القوى الخليجية: “هناك جهد حقيقي لإنهاء هذا الصراع”، مشيراً أيضاً إلى زيارة المتمردين الحوثيين إلى السعودية لإجراء مفاوضات كدليل على التقدم.

وقبل أيام التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان لبحث أفاق السلام في اليمن.

وصرحت الخارجية الأمريكية في بيان أن الاجتماع الثلاثي الذي عقد في نيويورك ناقش الأولويات الإقليمية المشتركة، بما في ذلك التزامهما بالتوصل إلى حل دائم للصراع في اليمن بالتنسيق الوثيق مع الأحزاب اليمنية.

وبحسب البيان ناقش الوزراء الثلاثاء الخطوات المطلوبة لإنهاء الصراع اليمني في أقرب وقت ممكن وحل الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي تواجه اليمن.

ورحب بلينكن باستضافة المملكة العربية السعودية للمحادثات في الرياض، التي اختتمت اليوم، والتي تهدف إلى التوصل إلى خارطة طريق لإنهاء الصراع من خلال عملية سياسية بقيادة اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، فضلا عن التزام المملكة العربية السعودية بتقديم 1.2 مليار دولار من الدعم الاقتصادي للأمم المتحدة والحكومة اليمنية.

واتفق الوزراء على أن التعاون بين الحكومات الثلاث ومجلس القيادة الرئاسي اليمني أمر ضروري لتعزيز جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وأكد بلينكن أن اليمن لديه فرصة غير مسبوقة للسلام ودعا الأطراف اليمنية إلى اختيار المفاوضات بدلاً من استمرار الصراع.

كما هنأ بلينكن وزراء الخارجية على الانتهاء من الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا وشكرهم على التزامهم المستمر بالشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار.

من جهتها قالت صحيفة “فايننشال تايمز”، إن الولايات المتحدة تعمل على تقريب وجهات النظر بين الإمارات والسعودية بشأن اليمن والحرب الدائرة هناك.

وذكرت الصحيفة أن واشنطن تخشى من أن الخلافات بين السعودية والإمارات قد تؤثر على جهودها لتسوية سلمية ونهاية للحرب الأهلية في البلد.

وتتزامن الخطوة مع أول زيارة لوفد من الحوثيين إلى العاصمة السعودية، الرياض لعقد محادثات هناك. وظهرت خلافات بين الرياض وأبوظبي، في وقت تحاول الرياض تعزيز موقعها كمركز مالي للمنطقة، والذي ظلت الإمارات تحتله لوقت طويل.

وخرجت خلافات البلدين في بعض الأحيان لدول أخرى لدى كل منهما مصالح فيها، واختلفا بشأن النهج الواجب اتباعه في اليمن الذي سحبت منه أبو ظبي قواتها في 2019.

وقاد البلدان حلفا للتدخل العسكري في اليمن عام 2015، بعد سيطرة الحوثيين الذين تدعمهم إيران على مناطق واسعة من البلاد. إلا أن السعودية والإمارات دعمتا فصائل مختلفة تقاتل ضد الحوثيين. وأدت الغارات الجوية لمقتل الآلاف.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.