أثارت حرب روسيا على أوكرانيا خلافات بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج التي ترفض دعوة أوروبية موحدة لوقف المساعدات إلى موسكو واتخاذ إجراءات صارمة ضد التهرب من العقوبات.
ويسعى الاتحاد الأوروبي جاهدا إلى إقناع دول الخليج بالموافقة على سلسلة من الالتزامات المؤيدة لأوكرانيا قبل قمة الزعماء المقررة يوم الأربعاء في بروكسل، وفقا لمسودة بيان اطلع عليها موقع بوليتيكو.
وقد كانت القمة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، الأولى من نوعها، تهدف إلى إظهار الوحدة في كل شيء من التجارة إلى الطاقة والأمن.
لكن البيان المشترك الذي تم تسريبه والذي نشرته صحيفة بوليتيكو، سلط الضوء على النزاعات المتوترة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج بشأن حرب روسيا في أوكرانيا.
في أحد المقاطع، على سبيل المثال، اقترح الاتحاد الأوروبي صياغة تدعو جميع البلدان إلى وقف المساعدات المادية لروسيا وتدين إيران لتزويدها موسكو بالصواريخ والطائرات بدون طيار لاستخدامها ضد أوكرانيا.
لكن دول الخليج أرادت بدلاً من ذلك صياغة أكثر عمومية تحث جميع الأطراف على التوقف عن إرسال الأسلحة إلى الصراع. والحل الممكن هو اقتراح مشترك لإلغاء الفقرة بالكامل.
وفي قسم آخر، اقترحت دول الخليج حذف فقرة تتعهد بتحسين العمل المشترك بشأن التحايل على العقوبات ــ وهي إشارة واضحة إلى العقوبات التي فرضها الحلفاء الغربيون في حقبة الحرب والتي استهدفت مالية موسكو، وإلى صعوبات فرضها.
ويقال إن الإمارات العربية المتحدة، إحدى الدول الخليجية المشاركة في قمة الأربعاء، كانت مصدر إزعاج خاص للحلفاء الغربيين بشأن التهرب من العقوبات.
ويعكس النزاع اللغوي الصعوبات المستمرة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي وحلفاؤه الغربيون في كسب آخرين إلى تحالفهم لدعم أوكرانيا وتقييد روسيا.
ورغم أن القضايا الأكثر إثارة للجدل تبدو خارج النقاش يوم الأربعاء، يبدو أن الجانبين قد وجدا لغة مشتركة على عدة جبهات.
وبحسب الوثيقة، فإنهم من المقرر أن يدينوا سلسلة الضربات الصاروخية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا ــ وهو ما يشكل مصدر قلق شديد مع اقتراب فصل الشتاء ــ على الرغم من عدم ذكر اسم روسيا صراحة في النص.
ومن المقرر أيضًا أن يؤكد الجانبان على الشراكة المتنامية في مجال الطاقة، مشيرين على وجه التحديد إلى الطاقة المتجددة، والهيدروجين، وقمم المناخ السنوية، واتفاقية باريس، وهي الاتفاقية التي تم التوصل إليها في عام 2015 للحفاظ على الانحباس الحراري العالمي أقل بكثير من درجتين مئويتين.
ولم يتم ذكر العلاقة المتنامية بين الاتحاد الأوروبي وقطر في مجال الوقود الأحفوري، وهي الدولة الخليجية التي باعت لأوروبا كميات متزايدة من الغاز الطبيعي المسال في محاولتها التخلص من الطاقة الروسية.
وعلى الصعيد التجاري، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إبرام اتفاقيات تجارية ثنائية مع مختلف دول الخليج بعد فشل محاولته للتوصل إلى اتفاق مع منطقة الخليج بأكملها في عام 2008.
ويظهر البيان المشترك أن دول الخليج تتصدى لتوجه الاتحاد الأوروبي نحو نهج واحد لواحد، مما يشير إلى العودة إلى المحادثات الإقليمية.
ولكن دول الخليج ليست بالضرورة موحدة بشأن هذه المسألة: فالسعودية أكثر حرصا على التوصل إلى اتفاق على مستوى المنطقة، في حين تسعى الإمارات العربية المتحدة بنشاط إلى التوصل إلى اتفاق ثنائي مع الاتحاد الأوروبي، على أمل إطلاق محادثات تجارية مع بروكسل قبل نهاية العام.
ومن المتوقع أن يواصل الجانبان العمل على البيان، حيث يهدف الاتحاد الأوروبي إلى الانتهاء من الأمور يوم الثلاثاء.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68328