ترامب يبدأ في تلقي الإيجازات الاستخباراتية تمهيدا لعودته رسميا إلى البيت الأبيض

بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الرئيس السابق الوحيد الذي وُجّهت إليه تهم تتعلق بسوء التعامل مع المعلومات السرية، في تلقي الإيجازات الاستخباراتية، وفقًا لمسؤولين أميركيين.

وأفاد المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتصريح العلني لصحيفة واشنطن بوست، أن الإيجازات التي تقدمها “مكتب مدير الاستخبارات الوطنية” بدأت بعد الانتخابات بفترة وجيزة.

وذكر المكتب في بيان: “يتصرف المكتب وفقًا للتقليد المتبع منذ عام 1952، بتقديم إحاطات استخباراتية للرئيس المنتخب.”

ورفض ترامب تلقي الإيجازات السرية خلال الحملة الانتخابية، معربًا عن مخاوفه من اتهامه بتسريب الأسرار.

وقال في مقابلة مع صحيفة “ديلي ميل” في أغسطس: “المسؤولون يأتون ويقدمون لك إحاطة، وبعد يومين يتم تسريبها، ثم يقولون إنك أنت الذي سربتها. لذا، الحل الوحيد هو ألا تتلقاها. … سأتلقى الكثير منها عندما أتولى المنصب.”

وفي ولايته الأولى، تلقى ترامب الإيجازات الاستخباراتية بانتظام وكان “منخرطًا”، غالبًا ما يرد على المعلومات المقدمة بصريًا ويسأل عن موضوعات شاهدها على التلفزيون، وفقًا لأشخاص مطلعين على الجلسات.

لكن ترامب لديه تاريخ من التعامل المستهتر مع الاستخبارات.

إذ عام 2017 بعد وقت قصير من توليه منصبه، كشف ترامب وثائق حساسة عن اختبار صاروخي كوري شمالي، مستخدمًا ضوء الهاتف المحمول أثناء عشاء في مارالاغو، ناديه الخاص في فلوريدا، بحضور رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بينما التقط الضيوف صورًا للقائدين.

وفي عام 2017 شارك ترامب معلومات سرية حول تنظيم الدولة الإسلامية مع مسؤولين روس زاروا البيت الأبيض، دون إذن الحليف الذي قدم المعلومات، رغم تأكيد المسؤولين الأميركيين أن المصادر وطرق الاستخبارات لم تُكشف.

أما في عام 2019 فقد غرد ترامب صورة لموقع إطلاق صواريخ إيرانية، كاشفًا عن قدرات الأقمار الصناعية الأميركية.

ترامب بعد مغادرة منصبه

بعد مغادرته البيت الأبيض، أخذ ترامب وثائق وصورًا وخرائط استخدمها في إيجازاته الاستخباراتية، بالإضافة إلى نصوص مكالماته مع قادة أجانب، إلى مارالاغو.

وأفاد المدعون الفيدراليون في لائحة اتهام صدرت في يونيو 2023 بأن بعض هذه الوثائق تضمنت معلومات حول القدرات النووية لدولة أجنبية.

وفي يوليو 2021، وخلال اجتماع مسجل بالصوت مع كاتب واثنين من الموظفين في منتجع ترامب في بدمينستر، نيوجيرسي، عرض ترامب وثيقة تصف خطة هجوم أعدها البنتاغون، وقال للحاضرين، الذين لم يكن لديهم تصاريح أمنية، إن الوثيقة “سرية للغاية” و”سرية”، وفقًا للائحة الاتهام.

وأضاف: “بصفتي رئيسًا، كان بإمكاني رفع السرية عنها. الآن لا أستطيع، كما تعلمون، لكنها ما زالت سرية.”

وبعد مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل ترامب في مارالاغو في أغسطس 2022، انتقد الرئيس جو بايدن ترامب بسبب سوء تعامله مع الوثائق السرية، واصفًا الأمر بأنه “غير مسؤول تمامًا.”

وتم تعيين مستشار خاص في عام 2023 للتحقيق في نقل بايدن لوثائق سرية إلى ممتلكاته الشخصية بعد تركه منصب نائب الرئيس في عام 2017.

وفي وقت سابق من هذا العام، خلص المستشار الخاص روبرت ك. هور إلى أن بايدن كان مهملاً في التعامل مع المواد، لكنه لم يرتكب جريمة يُعاقب عليها.

أما قضية الوثائق السرية ضد ترامب، فقد أسقطتها محكمة بعد أن حكمت بأن تعيين المدعي الخاص جاك سميث كان غير قانوني. وقد استأنف سميث الحكم، رغم أن الاستئناف من غير المرجح أن يصل إلى المحكمة العليا قبل أن يتولى ترامب منصبه في يناير.

وبعد فوز ترامب بالانتخابات، وعد بايدن بـ”انتقال سلمي ومنظم”، ورحب بترامب ورئيسة موظفيه الجديدة، سوزي وايلز، في البيت الأبيض الأسبوع الماضي لعقد اجتماع في المكتب البيضاوي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.