تشهد القارة الآسيوية خلال الأيام العشرة المقبلة مرحلة الحسم الأهم في مشوار التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، حيث تنطلق التصفيات الآسيوية الختامية لتحديد آخر مقعدين مباشرين للمنتخبات الآسيوية. وستكون المنافسة على أشدّها بين ستة منتخبات قُسمت إلى مجموعتين، تضم كل واحدة منها ثلاثة فرق، على أن يتأهل الفائز بكل مجموعة مباشرة إلى المونديال، فيما يخوض الوصيف ملحقاً قارياً يفتح الطريق إلى الملحق العالمي الأخير.
ووفقاً للنظام الذي أقرّه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ستُقام المباريات بنظام المجموعتين المصغّرتين:
المجموعة الأولى: قطر، الإمارات، عُمان (تُقام مبارياتها في الدوحة).
المجموعة الثانية: السعودية، العراق، إندونيسيا (تُقام في جدة).
وسيتأهل بطل كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، فيما يخوض صاحب المركز الثاني مباراة فاصلة من ذهاب وإياب يومي 13 و18 نوفمبر لتحديد الفريق الذي سيمثل آسيا في الملحق الدولي، حيث يتنافس مع منتخبات من قارّات أخرى على آخر بطاقتين للمونديال.
المجموعة الأولى: قطر تستضيف وتبحث عن تأكيد تفوّقها القاري
تفتتح المنافسات يوم الأربعاء بمواجهة قوية تجمع قطر – بطلة آسيا 2023 – أمام عُمان على ملعب جاسم بن حمد في الدوحة.
قطر تدخل التصفيات بروح البطل، ساعيةً إلى الظهور الثاني في تاريخها في كأس العالم بعد مشاركتها الأولى كمستضيفة في نسخة 2022.
لكن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخب عُمان الذي تفوّق على العنابي في كأس الخليج 2024، ما يمنحه ثقة كبيرة قبل هذه المواجهة الحاسمة. ويعوّل العمانيون على الانضباط الدفاعي والسرعة في المرتدات بقيادة نجمهم صلاح اليحيائي.
بعد ثلاثة أيام، في 11 أكتوبر، يواجه المنتخب العُماني نظيره الإماراتي في مباراة مرتقبة لإحياء المنافسة داخل المجموعة، خاصة أن آخر لقاء بينهما في خليجي 2024 انتهى بالتعادل 1-1.
وتُختتم مباريات المجموعة الأولى يوم 14 أكتوبر بمواجهة نارية بين قطر والإمارات، والتي قد تكون حاسمة لتحديد المتأهل مباشرة إلى المونديال.
تحليل فني
تبدو قطر الأكثر جاهزية من حيث الاستقرار الفني والتكتيكي بقيادة مدربها الإسباني بارتولومي ماركيز لوبيز، بينما تراهن الإمارات على عودة مهاجمها علي مبخوت لاستعادة القوة الهجومية المفقودة. أما عمان، فيدخل البطولة من موقع “الحصان الأسود” القادر على قلب الموازين.
المجموعة الثانية: صراع سعودي–عراقي وإندونيسيا تبحث عن المفاجأة
في جدة، تحتضن السعودية منافسات المجموعة الثانية على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية، حيث تبدأ المشوار بمواجهة إندونيسيا في 8 أكتوبر.
منتخب “الأخضر” يسعى للتأهل إلى المونديال للمرة الثالثة على التوالي، والسابعة في تاريخه، بقيادة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني الذي يطمح لإعادة الهيبة للأخضر بعد تعثرات متقطعة في التصفيات السابقة.
أما إندونيسيا، فهي قصة ملهمة في كرة آسيا الحديثة؛ منتخب شاب وصل إلى هذه المرحلة للمرة الأولى منذ عقود، بعد أداء لافت في الأدوار السابقة، إذ تعادل مع السعودية ذهاباً ثم فاز عليها إياباً في مفاجأة تاريخية. ويُذكر أن مشاركته الوحيدة في المونديال تعود إلى عام 1938 عندما خاض البطولة تحت اسم جزر الهند الشرقية الهولندية.
في المقابل، يبرز منتخب العراق كمنافس قوي وصاعد بثقة، إذ سيبدأ مشواره بمواجهة إندونيسيا في 11 أكتوبر قبل أن يختتم مبارياته أمام السعودية في 14 أكتوبر. ويدخل “أسود الرافدين” هذه التصفيات بآمال العودة إلى المونديال للمرة الأولى منذ 1986، معتمداً على جيل جديد من اللاعبين يقوده القائد أمجد عطوان والهداف أيمن حسين.
ويتفوّق العراق تماماً على إندونيسيا في المواجهات المباشرة، إذ فاز عليها في ثماني مباريات متتالية، بينما تبقى المواجهة مع السعودية أكثر توازناً، وغالباً ما تحسمها تفاصيل صغيرة أو لحظة فردية.
ملحق قاري ثم عالمي
وفق الجدول المعتمد، سيخوض صاحبا المركز الثاني في المجموعتين مواجهة فاصلة ذهاباً وإياباً يومي 13 و18 نوفمبر لتحديد الفائز الذي سيشارك في الملحق العالمي أمام منتخبات من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأوقيانوسيا. وسيُقام هذا الملحق في أوائل عام 2026، ليكتمل عقد المنتخبات الـ48 المشاركة في المونديال المشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ومع بداية العدّ التنازلي، تتجه الأنظار إلى الدوحة وجدة حيث يتقاطع الطموح الآسيوي بين خبرة الكبار ومفاجآت الطامحين.
قطر تبحث عن تثبيت زعامتها القارية، والسعودية تسعى لاستمرار حضورها في أكبر المحافل، فيما يطمح العراق للعودة التاريخية، والإمارات وعُمان للتأكيد على تطورهما، أما إندونيسيا فتدخل التاريخ من أوسع أبوابه إذا ما واصلت مغامرتها.
الأيام العشرة المقبلة ستحدد خريطة آسيا في كأس العالم، حيث لا مكان للحسابات… فقط النتائج على العشب الأخضر ستتكلم.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72876