مخاطر تزايد المشاعر المعادية للإمارات في القرن الإفريقي

أبرز تحليل دولي مخاطر تزايد المشاعر المعادية لدولة الإمارات العربية في منطقة القرن الإفريقي التي تتنافس عدة قوى إقليمية ودولية على النفوذ فيها.

واعتبر التحليل الصادر عن مركز “ستراتفور” للدراسات الأمنية والاستراتيجية الأمريكي، أن مقتل 3 جنود إماراتيين في هجوم في مقديشو مؤشرا على الخطر المتزايد على مصالح دولة الإمارات في الصومال.

وأشار التحليل إلى

أن المجموعة التي نفذت الهجوم على الجنود تتطلع إلى الاستفادة من المشاعر المعادية للإمارات، وبالنظر إلى أن المهاجم كان عضوًا سابقًا في حركة الشباب، فمن المرجح أن يؤدي الحادث إلى مراجعة عملية التدقيق التي يقوم بها الجيش الصومالي، لأن الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى تقليص الدول الشريكة تعاونها العسكري مع الصومال.

ورجح التحليل أن تتجه الإمارات إلى خفض دعمها للصومال في الأشهر المقبلة نتيجة للهجوم، وأن تقع هجمات مماثلة من قبل متسللين من حركة الشباب في الأشهر المقبلة، بما في ذلك على منشآت تدريب الجنود الصوماليين في البلدان المجاورة، مثل أوغندا.

وأطلق جندي صومالي النار على أفراد عسكريين في قاعدة الجنرال جوردون العسكرية في مقديشو، يوم السبت الماضي، ما أسفر عن مقتل 9 عسكريين على الأقل، من بينهم 4 عسكريين إماراتيين وضابط بحريني.

وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم قائلة إنه أسفر عن مقتل 17 شخصا في المجمل، حسبما أفادت وكالة “رويترز”.

ولعبت الإمارات دورًا رئيسيًا في تدريب الجيش الصومالي منذ إعادة افتتاح معسكر الجنرال جوردون في عام 2022 بعد توقف دام 4 سنوات تم خلالها إغلاق المعسكر بسبب التوترات بين البلدين على خلفية تزايد المشاعر المعادية للإمارات في البلاد نظراً لمشاركة أبوظبي في اتفاقيات إبراهيم (التطبيع مع إسرائيل).

وأشار التحليل إلى أن تقارب الإمارات مع إدارة إقليم “أرض الصومال” الانفصالي وإثيوبيا، وإبرام الأخيرين لاتفاق تضمن به أديس أبابا وصولا إلى البحر الأحمر عبر ميناء بربرة كان أحد عوامل تزايد المشاعر المعادية لأبوظبي في مقديشو.

ونظرت أبوظبي إلى مقديشو باهتمام بعد الربيع العربي والنفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة عبر وكلائها والقرصنة البحرية المتزايدة إلى جانب حرب اليمن 2015م، ليصبح وجود أبوظبي في هذه الدولة إلى مصلحة استراتيجية محورية.

لذلك بدأت الإمارات بتوقيع اتفاقيات دبلوماسية وتجارية في عام 2013م، والتي سمحت تدريجياً بالنفوذ السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والوجود العسكري لأبوظبي في مشهد الصومال السياسي خلال العقد اللاحق.

لكن الوصول إلى الموانئ كان صعباً برفض السياسيين في مقديشو الموافقة عليها؛ لذلك سعت الإمارات إلى إقامة علاقات أوثق مع الحكومات الإقليمية داخل الصومال، حيث تسيطر العشائر على هذه الحكومات الإقليمية بينها “أرض الصومال” (صوماليلاند) و”أرض البنط” (بونتلاند).

ولكن تلك العلاقات كانت دون مستوى الشفافية الذي تعتبره مقديشو ضروريا وهو ما أشعل خلافات استمرت سنوات في العلن.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.