فورة صفقات بين الصين ودول الخليج

سلطت وكالة بلومبيرغ الأمريكية الضوء على ما يجرى من فورة صفقات بين الصين ودول الخليج، مؤكدة أن العلاقة آخذة في الاتساع إلى مجالات تتجاوز بكثير مشتريات النفط.

ويقول المسؤولون الخليجيون إن تحركاتهم تجاه الصين لا تهدف إلى استبدال واشنطن ببكين كشريك رئيسي لهم. لكنهم يقولون أيضًا إنهم يريدون مجموعة أوسع من التحالفات العالمية.

تستفيد دول الخليج الغنية بالنفط من ثرواتها لتعميق العلاقات مع الصين وسط قلق بشأن مستقبل شراكتهم الأمنية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.

بعد سبعة أشهر من مشاركة الرئيس شي جين بينغ في القمة الصينية الخليجية الأولى في الرياض، تسارعت التبادلات الاقتصادية بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ودول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتتجاوز مشتريات النفط الخام حيث كانت بكين مهيمنة عليها لسنين.

وقد ارتفعت قيمة عمليات الاستحواذ والاستثمارات من قبل الشركات الخليجية في الصين بأكثر من 1000٪ على أساس سنوي إلى 5.3 مليار دولار.

وتظهر البيانات أن هذا العام على وشك أن يصبح الأكثر ازدحامًا على الإطلاق من حيث عدد الصفقات.

العلاقة تمتد أيضا خارج الجبهة الاقتصادية. في قمة ديسمبر، عرض شي التوسط في محادثات بين إيران والسعودية، مما أدى إلى اتفاق تاريخي في مارس لإعادة العلاقات.

يثير البعض في واشنطن بالفعل مخاوف من أن نفوذ الصين المتنامي في الشرق الأوسط يمكن أن يتحدى المصالح الأمريكية على المدى الطويل.

بينما لا تزال الولايات المتحدة الشريك العسكري المهيمن لدول الخليج، حذر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إي كوريلا في شهادة للكونغرس مؤخرًا من الجهود الصينية المنسقة لتقويض ذلك، مشيرًا إلى قفزة في مبيعات بكين التجارية والعسكرية إلى المنطقة.

قال خبراء إن الاستياء من المظلة الأمنية الأمريكية التي تعود إلى عقود من الزمن كان يزيد منذ 15 عامًا على الأقل في الشرق الأوسط، وتفاقم بسبب ما تعتبره دول الخليج سياسات أمريكية غير متوقعة تجاه المنطقة.

وأضافوا أن “دول الخليج الآن تعيد تنظيم سياساتها الخارجية لخدمة أجنداتها الاقتصادية.. سيعطون الأولوية للعلاقات التي تخدم رؤاهم الاقتصادية الوطنية”.

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحفي عقده في يونيو مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين عندما زار المملكة العربية السعودية: “أنا لا أؤيد لعبة محصلتها صفر.. أعتقد أننا جميعًا قادرون على إقامة شراكات متعددة وارتباطات متعددة، والولايات المتحدة تفعل الشيء نفسه في كثير من الحالات”.

وبحسب الوكالة فإن وجود شركاء بديلين يجعل القوى الخليجية أقل اعتمادًا على الولايات المتحدة.

في المقابل تبذل واشنطن جهودها الخاصة لتنشيط العلاقات في الخليج. في الأشهر الأخيرة، سافر كبار المسؤولين الأمريكيين إلى السعودية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.