شارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع دبلوماسيين بارزين من الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي ودول عربية في اجتماع عُقد في الأردن اليوم السبت، لمناقشة التطورات في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وترأس الأمير فيصل وفد المملكة في الاجتماع الذي جرى تحت رعاية جامعة الدول العربية، وركز على دعم عملية سياسية انتقالية يقودها السوريون لمعالجة التحديات التي يواجهها الشعب السوري.
وركزت المناقشات على استعادة مؤسسات الدولة السورية، وضمان سيادتها وسلامتها الإقليمية، ودعم تطلعات المواطنين السوريين لحياة آمنة وكريمة.
وشارك في الاجتماع عدد من الشخصيات البارزة، مثل الأمير مصعب بن محمد آل فرحان، والسفير السعودي في الأردن نايف السديري.
وكان من بين الحضور أيضاً وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين كولونا، بالإضافة إلى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
كما حضر الاجتماع وزراء خارجية من الأردن والعراق ولبنان ومصر والإمارات والبحرين وقطر، في حين غاب ممثلون عن سوريا.
ومن جانبه، أكد بلينكن في لقاء مع بيدرسون أن هذه المرحلة هي “فرصة ولكنها تمثل تحديات حقيقية” لسوريا، كما تحدث الدبلوماسيون العرب في الاجتماع عن ضرورة ضمان أن تركيا تدعم عملية سياسية شاملة تمنع تقسيم سوريا على أسس طائفية.
وتناولت المناقشات أيضاً التوترات بين تركيا والولايات المتحدة حول بعض الجماعات المسلحة في سوريا، حيث تدعم تركيا بعض الفصائل المعارضة في شمال سوريا التي تتصارع مع قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بقيادة الأكراد، وهي الحليف الرئيسي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم “داعش”. وتعتبر تركيا قوات “YPG” الكردية المرتبطة بـ “PKK” منظمة إرهابية، وهي تمثل تهديداً استراتيجياً لتركيا.
وخلال زيارة بلينكن إلى أنقرة الأسبوع الماضي، أكد على ضرورة عدم تمكين “داعش” من إعادة تنظيم صفوفه، وضرورة عدم تشتيت تركيز قوات سوريا الديمقراطية عن دورها في تأمين مخيمات عناصر التنظيم.
من جهته، أكد المسؤولون الأتراك على ضرورة القضاء على قوات “YPG” ودعوا قادتها إلى مغادرة الأراضي السورية.
ويتضح من هذا الاجتماع أن القضية السورية ستظل تمثل محوراً رئيسياً في العلاقات بين تركيا والدول العربية، وكذلك بين تركيا والولايات المتحدة. حيث تسعى تركيا للعب دور حاسم في مستقبل سوريا، بما في ذلك دورها في العملية السياسية المستقبلية، والضغوط التي تواجهها على خلفية دعم الفصائل المعارضة السورية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69641