أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي المعين حديثا جدعون ساعر، أن فكرة إقامة دولة فلسطينية ليست هدفًا “واقعيًا” في الوقت الحالي، وذلك في وقت تصاعدت الآمال بحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما جاءت تصريحات الوزير الإسرائيلي المثيرة للجدل بعد تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على التزامه بتحقيق السلام في الشرق الأوسط مع إسرائيل على قادة حل الدولتين.
وقال ساعر خلال مؤتمر صحفي في القدس المحتلة: “لا أعتقد أن الموقف بالحل على اساس إقامة دولة فلسطينية هو واقعي اليوم، ويجب علينا أن نكون واقعيين”.
وقد جاءت هذه التعليقات ردًا على أسئلة حول إمكانية إنشاء دولة فلسطينية كجزء من عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، التي تم إطلاقها في إطار اتفاقيات أبراهام في عام 2020.
وزعم ساعر أن إقامة دولة فلسطينية ستكون بمثابة “دولة حماس”، التي تسيطر على قطاع غزة والتي خاضت عدة حروب مع إسرائيل.
في المقابل انتقد عباس تصريحات ساعر وغيره من المسئولين الإسرائيليين، مشددًا على أن “الأمن والاستقرار” لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال إقامة “سيادة واستقلال على أرض الدولة الفلسطينية”.
وتأتي تصريحات عباس في الوقت الذي يحتفل فيه الفلسطينيون بالذكرى العشرين لوفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي كان رمزًا للنضال الفلسطيني.
وتُعتبر هذه التصريحات جزءًا من مناخ سياسي متوتر في المنطقة، حيث اجتمع قادة عرب ومسلمون في السعودية لمناقشة الأزمات في غزة ولبنان، في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وقد أصدرت قمة القادة العرب بيانًا يؤكد “الدعم الثابت” لحقوق الفلسطينيين، بما في ذلك حقهم في الحرية وإقامة دولة ذات سيادة.
وتتور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنه حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، بينما أسفرت الحملة الإسرائيلية الانتقامية في غزة عن أكثر من 43,603 شهيد، وفقًا لمصادر طبية في القطاع.
وفي لبنان، تصاعدت هجمات إسرائيل التي عملياتها العسكرية عبر الحدود في سبتمبر الماضي. وقد أدت هذه العمليات إلى استشهاد أكثر من 3,000 شخص في لبنان، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني.
وتثير تصريحات ساعر تساؤلات حول مستقبل عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، حيث يرى العديد من المحللين أن عدم الاعتراف بإمكانية إقامة دولة فلسطينية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
ومع انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية يأمل البعض في أن تعيد الإدارة الأمريكية القادمة النظر في دورها كوسيط في عملية السلام.
وتبقى القضية الفلسطينية واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في العالم، وتستمر التصريحات من كلا الجانبين في إظهار الفجوة العميقة بين الآمال والتوقعات.
وفي ظل الظروف الحالية، يبدو أن الطريق نحو السلام لا يزال طويلاً وصعبًا، ويحتاج إلى جهود حقيقية من جميع الأطراف المعنية، وتبقى الآمال معقودة على أن تسهم الدبلوماسية الدولية في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69071