أنقرة- خليج 24| أعلنت السلطات القضائية في تركيا يوم الثلاثاء عن طلبها من القضاء السعودي تزويدها “بنتائج محاكمة” قتلة الصحفي جمال خاشقجي.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن الطلب جاء خلال جلسة محاكمة بالقصر العدلي في إسطنبول اليوم بحق قتلة خاشقجي.
وأكدت أن المتهمين الـ26 غابوا عن الجلسة التي من المفترض أن يتم محاكمتهم عن الجريمة التي ارتكبوها داخل مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول بـ2018.
في حين، حضر الجلسة محامو المتهمين الموكلين من قبل نقابة محامي إسطنبول.
كما حضرت الجلسة خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز ومحاميها ومراقب عن القنصلية الألمانية بإسطنبول.
وخلال الجلسة، قررت المحكمة التركية مطالبة القضاء السعودي بتزويدها بنتائج محاكمة قتلة خاشقجي.
وذلك “لتفادي فرض عقوبات مماثلة أو تكرار العقوبات على المتهمين”.
كما قررت رفع الجلسة بانتظار رد القضاء السعودي، وفق ما أعلن القضاة.
ويوم أمس، أصدرت منظمة “مراسلون بلا حدود” المدافعة عن حرية الصحافة بيانا جديدا حول محاكمة تركيا 26 متهما سعوديا باغتيال الصحفي خاشقجي عام 2018.
ويأتي البيان عشية جلسة جديدة من محاكمة غيابية لهؤلاء المشاركين في اغتيال خاشقجي بقنصلية بلاده.
ودعت المنظمة السلطات التركية لاتخاذ تدابير فورية لمحاكم” الأشخاص المتورطين بهذه الجريمة “سواء من أمروا بتنفيذها أو من حرضوا أو نفذوا”.
وهذه الجلسة الخامسة من محاكمة قتلة خاشقجي أمام إحدى محاكم إسطنبول دون حضور أي من المتهمين.
وقالت “مراسلون بلا حدود” إن “جميع المتهمين الـ26 المتورطين بالقضية التي فتحت في الثالث من يوليو 2020، مواطنون سعوديون”.
وأكدت أنه لم يمثل أي منهم على الإطلاق أمام القضاء التركي بتهمة اغتيال الصحفي السعودي
ولفتت إلى أن المحكمة رفضت في الجلسات الأخيرة اعتبار تقرير الاستخبارات الأميركية حول هذه الجريمة بمثابة دليل.
ويؤكد تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي كشف النقاب عنه بأمر من الرئيس جو بايدن بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، “أجاز” عملية القتل.
ونوهت “مراسلون بلا حدود” إلى أنه بكل مرة كان “القاضي يقول إن التقرير لن يضيف شيئا على الملف”، وفق قولها.
وشددت على أن “عدم نظر الادعاء والمحكمة إلى الآن في الروابط المحتملة بين هذه الجريمة (وولي العهد السعودي) يثير القلق”.
وتساءلت عما “إذا كان القضاء التركي قادر على إحقاق العدالة بعيدا عن أي تأثير سياسي”، وفق قولها.
وفي أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن تفاصيل صادمة ومروعة عن سجل محافظ صندوق الثروة السيادية السعودي ياسر الرميان المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان.
وقالت الصحيفة واسعة الانتشار إن وثائق داخلية سعودية سرية مرفوعة إلى محكمة كندية تظهر صلته بقضية حملة مكافحة الفساد الشائنة بـ2017.
وأكدت الوثائق أن واحدة من 20 شركة استولى الرميان عليها كانت شركة طائرات مستأجرة استخدمت بمؤامرة السعودية لقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وعين ابن سلمان المقرب منه الرميان رئيسًا لنادي نيوكاسل عدا عن رئاسة مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية.
ويعد المستشار الأول لولي العهد ابن سلمان في عالم الاستثمارات المالية.
وتوكد تقارير أنه أهدر 3.5 مليار دولار من أموال الشعب السعودي، كاستثمار خارجي.
وأزاحت “الغارديان” الستار عن محاولات حثيثة لابن سلمان لتلميع صورتها بنشاطات رياضية عالمية وخاصة لعبة الجولف.
وكتب الخبير البريطاني إيوان موراي تقريرًا جاء فيه: “إنه ليس سهلًا بالنسبة لرائدي اللعبة في العالم معرفة من يكون ماجد السرور”.
لكن “السرور” وهو المدير التنفيذي للاتحاد الجولف السعودي مثل قليل آخرين، وهو بات يقدم هدايا قيمة للاعبي هذه اللعبة.
وقال إنه: “لذلك لا عجب أن يصطف لاعبوها للمشاركة برسالة تهنئة مصورة بمناسبة عيد ميلاد السرور”.
وأضاف: “نظرًا لأن مكافاة الظهور في البطولة السعودية الدولية لمحترفي اللعبة التي أقيمت في السعودية مؤخرا، بلغت حوالي 15 مليون دولار”.
وأشار “موراي” إلى أنه عندما أطلق “السرور” صفارة تلك البطولة كان عدد قليل من لاعبي الجولف البارزين، رافضين للمشاركة في الفعالية.
وذكر أن مشاركة شخص مثل “كيفن نا”، لاعب الجولف الأمريكي البارز في البطولة السعودية مقابل مبلغ مادي، يخبرنا بكل شيء عن حجم هذه العملية المربحة.
وأشار إلى أنه “إذ لم يعد يهم بالنسبة لمثل هؤلاء اللاعبين جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وما إلى ذلك”.
وأكد موراي أن مناوراتها في السعودية كانت موضوع النقاش الرئيسي بين صناع القرار في اللعبة
ونبه إلى أن السعودية تريد أن تكون في واجهة لعبة الجولف عالميا، ولديها الموارد اللازمة لتحقيق ذلك.
وأكد أن المملكة مرتبطة بعناصر هذه اللعبة ومنها: سفيرات وسفراء اللعبة، وفعاليات الرجال والنساء.
بالإضافة إلى ذلك الدورات التدريبية، والتوسع في اللعبة على مستوى القاعدة الشعبية.
وذكر أنه حين تراجعت مجموعة “رين كابيتال” الأمريكية عن دورها الريادي في فعاليات “الدوري الممتاز للجولف” (PGL)، كانت السعودية حاضرة.
محاولات السعودية للانخراط في “التبيض الرياضي” لسمعتها غداة انتهاكات حقوق الإنسان لفتت انتباه منظمة “العفو” الدولية وغيرها.
ويقول الكاتب إنه يظهر انخراط السعودية أن لعبة الجولف ليست حالة منعزلة بالنسبة للمملكة.
وأوضح يجب أن يتم تقييم السعودية بشكل مختلف فيما يتعلق باللعبة على وجه التحديد نظرا لارتفاع حجم انخراطها في اللعبة.
ويلفت الكاتب البريطاني إلى أن “ياسر الرميان” هو بطل رئيسي آخر في الترويج للسعودية في ساحات الجولف العالمية، إلى جانب “السرور”.
فـ”الرميان” ليس “فقط” محافظ صندوق الثروة السيادية السعودي بل هو رئيس مجلس إدارة “شركة جولف السعودية”. وفق الكاتب.
وهو عضو في مجلس إدارة مجموعة “سوفت بنك”، الراعية لمنافسات الجولة الأوروبية للجولف التي تُقام في السعودية.
وهو رئيس مجلس إدارة شركة “أرامكو” أعلنت مؤخرا دعمها لأربع بطولات للجولف.
وتبلغ قيمة الدعم بمليون دولار في الجولة الأوروبية للسيدات (LET)، والتي ستقام بنيويورك ولندن وسنغافورة وجدة.
ولم يرد مسؤولو “LET” عندما سئلوا عما إذا كان للجولف السعودي أو أرامكو الآن دور في “كأس سولهايم للجولف”.
وما إذا كانوا لا يزالون مرتاحين لمثل هذه الروابط التجارية الجادة بالنظر إلى تقرير “خاشقجي” الأخير.
بالنسبة للجولة الأوروبية (European Tour)، تعد السعودية شريكا منقذا.
فقد كانت اللعبة تواجه فترة عصيبة من أجل جلب المزيد من البطولات حتى قبل أن يتسبب “كورونا” في إلحاق ضرر جسيم بها.
وبصراحة، يبدو لاعبو الجولة الأوروبية بيادق مفيدة في اللعبة السعودية لتلميع صورتها.
ويرى “موراي” أنه من المحزن بالنسبة للاعبي الجولف من الرجال، أن نشاهد لاعبين مثل “فيل ميكلسون” و”داستن جونسون”، و”باتريك ريد”، وآخرين
وقال إن هؤلاء يسافرون إلى السعودية ويغادرونها لنيل مبالغ نقدية دون التعبير عن الاستياء من سجلها الحقوقي المتردي.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=35654
التعليقات مغلقة.