تزايد وتيرة الانشقاقات لشخصيات عسكرية في السعودية

سلطت صحيفة معارضة الضوء على تزايد وتيرة الانشقاقات لشخصيات عسكرية في المملكة العربية السعودية والأسباب التي تقف وراء ذلك وما تحمله من نتائج.

وذكرت صحيفة “صوت الناس” المعارضة أن أسباب الانشقاق من أفراد العسكر تتأثر بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلدان، وهذه الانشقاقات قد تؤدي إلى تداعيات وتحديات أمنية واجتماعية على المستوى المحلي والإقليمي.

وبحسب الصحيفة فإن ما يحدث من انشقاقات من أفراد العسكر في السعودية له عدة أسباب، ومن بينها:

  1. اختلاف الرؤى والمعتقدات: يمكن أن يكون هناك خلافات في الرؤى السياسية أو الدينية بين أفراد العسكر والقيادات العليا، مما يجعل بعضهم يختلفون وينشقون عن الجيش للانضمام إلى معسكر آخر يتقاسم نفس الرؤى. وما يقوم به محمد بن سلمان من سنوات هو تغيير جذري للرؤى الدينية للمجتمع وهذا ما يؤدي إلى انشقاقات متتالية وتزداد وتيرة الانشقاقات
  2. الظلم والفساد: قد يشعر بعض أفراد العسكر بالاستياء من الفساد أو الظلم داخل النظام العسكري أو حتى ما يرونه من ظلم وفساد في قطاعات المجتمع المدني مما يدفعهم إلى الانشقاق والانضمام إلى معارضين للنظام الحاكم.
  3. الظروف الاجتماعية والاقتصادية: تؤثر الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة على معنويات أفراد العسكر، وقد يشعرون بالإحباط والانزعاج من ظروف عملهم ومعيشتهم، مما يدفعهم للانشقاق بحثًا عن فرص أفضل.

ويقول تشالز كورزمان في كتاب (الثورة التي لا يمكن تصورها في إيران) بدون ولاء الجيش ، حتى أكثر الديكتاتورين صدقًا يتحول إلى رجل وحيد – شخص لا يملك شيئًا للدفاع عن نفسه سوى بندقيته (منشاره في حال محمد بن سلمان).

في كتاب “لماذا تنجح المقاومة المدنية: المنطق الاستراتيجي للصراع اللاعنفي”، يؤكد المؤلفان على فعالية الحملات اللاعنفية التي تهدف إلى انشقاق القوات الأمنية عن النظام الحاكم.

يشير هذا الكتاب إلى أن نسبة نجاح تلك الحملات تفوق 45 مرة مما تحققه الحملات التي لا تستهدف انشقاق القوات الأمنية.

تتناول الدراسة في هذا الكتاب عدة جوانب تتعلق بأسباب النجاح النسبي للحملات اللاعنفية في جذب القوات الأمنية للانشقاق عن النظام الحاكم. من أهم العوامل التي يستعرضها المؤلفان:

  1. أهمية النظام العسكري في الصراع: يتطرق الكتاب إلى أهمية القوات الأمنية في الصراعات الداخلية وكيف أن انشقاقها قد يؤدي إلى تغيير ديناميكيات الصراع وقوة المقاومة المدنية.
  2. استهداف العواطف والولاءات: تركز الحملات اللاعنفية على استهداف الجانب الإنساني في أفراد القوات الأمنية، مثل استخدام القصص المؤثرة للتأثير فيهم عاطفيًا وتشجيعهم على التفكير في مواقفهم والانضمام إلى صفوف المقاومة.
  3. استراتيجية الانفتاح والدعوة للتغيير: تعتمد الحملات اللاعنفية على استراتيجيات تشجيع الحوار والتواصل مع القوات الأمنية، وتقديم دعوات للتغيير وتبني الإصلاحات بدلاً من الاقتتال والصراع المسلح.
  4. استفادة من عوامل الضعف الداخلية للنظام الحاكم: تحاول الحملات اللاعنفية استغلال الضغوط الداخلية والاختلالات في النظام الحاكم، واستثمارها في جذب القوات الأمنية للانشقاق.
  5. انتقاء الأوقات الملائمة: يعتبر الكتاب أهمية اختيار الأوقات الملائمة لتنفيذ الحملات اللاعنفية، حيث قد يكون لبعض الظروف السياسية والاجتماعية تأثير في تحقيق النجاح.

ولمنع الانقلابات، يتبع المستبدون عادة ثلاث خطوات استراتيجية محددة للتصدي لهذا الخطر:

  1. رفع مستوى الولاء: يعتمد المستبدون على زيادة مستوى الولاء للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة. يقومون بتعزيز ولاء هذه الأجهزة وتعبئتها للتصدي لأي تحديات داخلية، وبذلك يحاولون تقليل فرصة وقوع الانشقاق العسكري. ومن اللافت أن بعض الدول التي شهدت اندلاع الربيع العربي شهدت انشقاقات عسكرية، رغم استخدامها لاستراتيجيات منع الانقلابات لسنوات طويلة لحفظ ولاء القوات المسلحة.
  2. التنسيق وتكثيف الرقابة: استراتيجيات منع الانقلابات تعتمد بشكل كبير على التنسيق الجيد بين الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة. ومع ذلك، قد تؤدي هذه الإجراءات إلى تفاقم الظلم الشخصي والجماعي، وتقليل احتمال اكتشاف الجنود المنشقين ومعاقبتهم. وبالتالي، يمكن أن تزيد هذه الاستراتيجيات من احتمالية حدوث الانشقاق العسكري.
  3. زيادة صعوبة التنسيق: تعتمد استراتيجيات أخرى لمنع الانقلاب على جعل تنسيق الانقلاب أكثر صعوبة. يتم ذلك عن طريق إنشاء وحدات عسكرية موازية للقوات الرئيسية، مما يؤدي إلى زيادة التعقيد والمشاكل في التنسيق بينها. ومن خلال هذه الاستراتيجية، يمكن للحاكم أن يستخدم الوحدات المختلفة ضد بعضها البعض في حالة حدوث محاولة انقلاب. كما يتم تغيير قادة القوات المسلحة بانتظام، مما يجعل من الصعب تحقيق التنسيق المستمر، ويقلل بالتالي من فرص حدوث الانشقاق.

بشكل عام، استراتيجيات منع الانقلابات يمكن أن تكون فعالة في بعض الأحيان للحفاظ على استقرار السلطة الحاكمة، ولكنها قد تسبب في زيادة الضغوط والاحتقان داخل الجيش والمجتمع، مما يزيد من احتمالية حدوث الانشقاق العسكري وظهور تحالفات جديدة للتصدي للحكم الحالي.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.