هكذا كرمت الإمارات عمال معرض إكسبو دبي 2020

 

أبو ظبي – خليج 24| كشفت منظمة “إيكويدم” لحقوق الإنسان عن ممارسات قبيحة ترتكبها دولة الإمارات ضد عمال معرض دبي إكسبو 2020 المهاجرين، داعية لتدخل فوري لإنهائها.

وقالت المنظمة في تقرير إن أبو ظبي تمارس تمييزًا عنصريًا في العمل، والعمل القسري، ورسوم التوظيف غير القانونية.

وأشارت إلى أنه يجري استغلال المهاجرين بممارسات قبيحة باتت وصمةً بمعرض دبي إكسبو في الإمارات.

وسعت أبو ظبي بضخ مليارات الدولارات لاستقبال 25 مليون زائر بـ6 أشهر من التشغيل بين أكتوبر 2021 ومارس 2022.

وحولت الموقع لمركز جذب الأعمال والابتكارات عالية التقنية إلا أن قصص العمال المهاجرين فيها مختلفة تمامًا عن ذلك الانبهار.

وقالت المؤسسة إن المعرض حقق نجاحه بموضوع “ربط العقول وخلق المستقبل”، إذ تعرّض العمال المهاجرون لانتهاكات تدلل على العمل الجبري.

وأشارت في تقريرها الذي حمل عنوان EXPOsed، إلى أنه نادرًا ما تلاحق السلطات قضايا العمل الجبري والاتجار بالبشر، إن وجدت.

ورصد تعرض العمال المهاجرين لتمييز عنصري وبلطجة، وممارسات العمل القسري، ورسوم التوظيف غير القانونية.

كما وثقت عدم دفع الأجور والمزايا، والاحتفاظ بجوازات السفر، وصعوبة الوصول إلى التظلمات.

وبحسب القانون الإماراتي فإن صاحب العمل يتحمل تكلفة التوظيف.

وبينت المؤسسة أن عديد العمال كشفوا كيفية أن أصحاب العمل يعلمون بأن المكاتب التي استخدموها بالاستقدام تفرض رسوم توظيف على المهاجرين.

واستطلعت آراء 70 عاملاً عقب مقابلتهم، فتبين أن 83٪ منهم دفعوا رسوم توظيف غير قانونية أو لم يتلقوا رواتب أو مزايا أخرى بالوقت المحدد.

وأشار إلى أن 37 في المائة عن تعرضهم للعمل القسري.

كما نشرت وكالة “أسوشيتيد” برس الأمريكية مقابلات مع جماعات حقوقية و20 عاملًا في معرض إكسبو 2020 الذي تستضيفه الإمارات، ويعرض شهادة مروعة لانتهاكات بحقهم فيه.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن هذه الشهادات تؤكد تعرض عدد كبير من العمال لانتهاكات مست حقوقهم الأساسية.

وذكرت أن هذه الحقوق سواء كانت مرتبطة بنظام الكفيل الذي يقيّدهم، أو المتعلقة بظروف العمل والأجر والغذاء.

وأشارت الصحيفة إلى أن جمعية “إيكيدام” لحقوق العمال وثقت عدة حالات إساءة للعمال الوافدين في موقع بناء معرض إكسبو دبي 2020.

كما نشرت الجمعية شهادات عمال أكدوا معانتهم من الجوع إثر عدم دفع مستحقاتهم من الأجور لـ5 أشهر، وحرمانهم من مزايا إنهاء الخدمة.

وقالت إن العمال اضطروا لدفع رسوم باهظة وغير قانونية لشركات التوظيف المحلية للعمل بمعرض “إكسبو دبي” وصادر أرباب العمل جوازات سفرهم.

وكشفت عن نقض الوعود بشأن الأجور؛ وأن أماكن إقامتهم مزدحمة وغير صحية والوجبات الغذائية دون المستوى أو باهظة الثمن.

وأشارت إلى أنهم يعملون قرابة 70 ساعة أسبوعيًا في جو شديد الحرارة في بعض الأحيان.

ورصدت وكالة أسوشيتيد برس جوانب المعاناة عبر مقابلات مع جماعات حقوق الإنسان و20 عاملا.

وألقى المدافعون باللوم على نظام الكفالة الذي يعتمد سلسلة مقاولين أجانب، يربط إقامة العمال بوظائفهم ويمنح سلطات ضخمة لأصحاب العمل.

قال مصطفى قادري، المدير التنفيذي لجمعية “إيكيدام”: “يمكنك الحصول على أفضل المعايير في العالم، ولكن إذا كان لديك هذا الخلل الكامن في توازن القوى”.

وأشار إلى أن العمال في وضع يتعرضون فيه لخطر الاستغلال طوال الوقت”، مشيرة إلى الإبلاغ مؤخرا عن سوء معاملة عمال إكسبو أثناء الوباء.

وبين منظمو معرض دبي في بيان سابق ردا على تقرير “إيكيدام” أنهم يأخذون رعاية العمال “على محمل الجد”.

وأقر البيان بأن “الموضوعات التي تثير قلق العمال بشكل منتظم” تتضمن “دفع الأجور والطعام”، دون خوض بتفاصيل.

لم يرد منظمو إكسبو على أسئلة “أسوشييتد برس” حول سوء معاملة العمال “المزعومة”، بما في ذلك تقارير عن رسوم توظيف غير قانونية وجوازات السفر المصادرة.

يذكر أن البرلمان الأوروبي دعا لمقاطعة الحدث، مستشهدا بانتهاكات العمل في إكسبو ومخاوف أخرى تتعلق بحقوق الإنسان.

ووصفت الإمارات القرار بأنه “غير صحيح من الناحية الواقعية”، دون الخوض في التفاصيل.

ولم تستجب السلطات الإماراتية لطلبات الوكالة الدولية المتكررة للتعليق.

ونقلت تجربة محمد (27عامًا) الذي هو واحد من عشرات العمال الذين يعملون في أرض المعارض الشاسعة لثماني ساعات يوميًا.

وقال إنه حصل على الوظيفة من خلال وكيل في مسقط رأسه في جنوب غانا وعده بـ 500 دولار شهريا، بما في ذلك الطعام والسكن.

ونبه إلى أنه مع ذلك، كان يدفع رسوما قدرها 1150 دولارا، باستخدام سنوات من المدخرات، رغم أنه الوكيل أكد له أنه سيستعيد المبلغ بسرعة.

وذكر محمد أنه عندما وصل، علم بنيله أقل من 190 دولارا شهريا، في غضون ستة أشهر، كان يكسب أقل مما دفعه للحصول على الوظيفة.

وقال: “لو كنت أعلم، لما جئت أبدا”.

وأكد أن البعض حرم من وثائقهم، ولم يغيروا وظائفهم أو يغادروا البلاد. وعاش الكثيرون في أماكن إقامة مكتظة، وأحيانا يشترك 80 شخصا بمرحاض.

وسردت الوكالة أشكالا أخرى من الاستغلال، مع نقص الغذاء كمصدر للقلق. واشتكى كثيرون من ساعات العمل الطويلة تحت اشعة الشمس.

وقالت إن عدة عمال من دول غرب افريقيا وباكستان أكدوا أنهم دفعوا مئات الدولارات لشركات التوظيف.

وزعم آخرون أن أصحاب العمل صادروا جوازات سفرهم.

ونقلت عن إريك، عامل نظافة من الكاميرون، إنه وزملاؤه احتجوا لدى “ارميل للخدمات” ومقرها في دبي بشأن الأطعمة الباهظة الثمن والافتقار للمطبخ.

وأشار إلى أنهم لم يتلقوا أي رد.

وقال: “لقد كان وضعهم صعبا، فهم يكسبون 300 دولار شهريا، دون بدل الطعام”.

وأضاف إيريك: “نحن لا نأكل بما يرضينا لأنك إذا فعلت فلن تحصل على راتبك نهاية الشهر”.

ووعدت “ارميل للخدمات” ردا على الطلب بالتحقيق في الشكاوى، مشيرة إلى أنها “تأخذ رفاهية الموظف على محمل الجد”.

كما أكد حراس مدخل إكسبو يعملون بشركة البناء أركان، تلقيهم وعودا بوجبات ساخنة بفترة استراحتهم بوردية عمل مدتها ثماني ساعات.

ورغم سؤال المشرفين مرارا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لم يتلق الحراس شيئا، مما تركهم جائعين طوال اليوم.

وبحسب الوكالة، يعمل حراس أمن إكسبو ساعات عمل طويلة ويقومون بدوام لمدة 13 ساعة، بما في ذلك 40 دقيقة لتناول وجباتهم.

وتقول إن ذلك بصرف النظر عن فترات الراحة القصيرة، فيما يقضون ساعات في الطقس القاسي.

وتخطت درجات الحرارة في دبي بانتظام 50 درجة مئوية صيفا.

كما سرد حارس هندي يعمل بـ”فيرست سكيوريتي غروب” في دبي قصته.

وقال: “إذا حضرت متأخرا وأغمضت عينيك عن الوظيفة ودخلت للداخل عدة مرات، فستخسر أجر يوم على الأقل”.

كما أكد ستة أشخاص إنهم لا يستطيعون الاحتفاظ بجوازات سفرهم.

وأشار إلى أن بعض عمال النظافة أكدوا توقيعهم نماذج موافقة لم يفهموها، مما سمح للشركة بمصادرة مستنداتهم لحفظها.

وشددت الوكالة الأمريكية على أنها ممارسة محظورة ورغم ذلك يبدو أنها منتشرة في الإمارات.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.