معلومات صادمة عن 2020 وأخرى متوقعة في 2021.. هل أشغلتنا كورونا عنها؟

نيويورك- خليج 24 | أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة تقريرا لها عن عام 2020 وتوقعاتها للعام الجاري 2021 .

وتوقعت المنظمة في تقريرها أن العام الجاري 2021 سيدخل ضمن مجموعة السنوات الأشد حرارة على الأرض.

ولفتت إلى أن عام 2020 المنصرم كان واحدًا من أحرّ ثلاث سنوات مسجلة خلال العقد الماضي 2016، 2019، 2020.

وأوضحت المنظمة أنها وفقا لمعلومات جمعتها بناء على 5 بيانات دولية رائدة فإن عام 2020 كان واحدا من أحرّ ثلاثة أعوام مسجلة.

ولفتت إلى أن العام المنصرم كان منافسا لعام 2016 على المركز الأول.

وانشغلت البشرية خلال العام المنصرم بجائحة كورونا، التي اجتحاحت العالم وحصدت وأصابت نحو 100 مليون شخص.

في السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “إن تأكيد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية على أن عام 2020 كان واحدا”.

“من أحرّ الأعوام المسجلة ليس إلا مؤشرا صارخا آخر لاستمرار تغيّر المناخ دون هوادة”، بحسب غوتيريش.

ونبه إلى أن هذا “ما يدمر الحياة وسبل العيش في عالمنا”.

وبحسب تقديرات المنظمة فإن جميع مجموعات البيانات التي تم بحثها تشير إلى أن العقد الماضي (2011-2020) كان الأشد حرارة.

وأضافت “ومن ثمّ فإنه يواصل الاتجاه المستمر منذ فترة طويلة نحو تغيّر المناخ”.

وذكرت أن الفروق في متوسط درجات الحرارة العالمية بين السنوات الثلاث الأشد حرارة (2016، 2019، 2020) ضئيلة.

ولفتت المنظمة الأممية إلى أنه “لا يمكن التمييز بينها”.

وأردفت “كما بلغ المتوسط العالمي لدرجات الحرارة عام 2020 زهاء 14.9 درجة مئوية.

وتجاوز بذلك مستوى ما قبل العصر الصناعي بمقدار 1.2 درجة مئوية، بحسب المنظمة الأممية.

وأضاف غوتيريش “ها نحن نشهد بالفعل ظواهر جوية متطرفة غير مسبوقة في كل منطقة وفي كل قارّة”.

وأضاف “نتجه نحو ارتفاع مأساوي لدرجة الحرارة يتراوح بين 3 و5 درجات في هذا القرن”.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن التعايش مع الطبيعة في سلام هو المهمة الحاسمة للقرن الحادي والعشرين.

وشدد على وجوب أن تكون هذه المهمة أولوية لا تعلوها أولوية لكل فرد منا أينما يعيش.

ولفتت المنظمة الأممية إلى أن اتـفاق باريس للمناخ يسعى إلى الحفاظ على ارتفاع المتوسط العالمي لدرجات الحرارة دون درجتين مئويتين.

وذلك قياسا بمستوى ما قبل العصر الصناعي، مع مواصلة الجهود في الوقت ذاته لإبقاء ذلك الارتفاع في حدود 1.5 درجة مئوية.

ووفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية “هناك احتمال بنسبة 20% لتجاوز المتوسط العالمي لدرجات الحرارة مستوى ما قبل العصر الصناعي”.

وذلك بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول 2021.

وقال الأمين العام للمنظمة البروفيسور بيتيري تالاس “من المثير للانتباه أن الحرارة التي شهدناها 2020 كانت تضاهي تقريبا 2016”.

وأوضح تالاس أن العالم شهد في 2016 واحدة من أقوى ظواهر النينيو المسببة للاحترار على الإطلاق.

وأضاف “ذلك وإن دل على شيء فإنما يدل على أن الشواهد العالمية على تغيّر المناخ الناجم عن فعل الإنسان”.

“قد بلغت الآن من القوة ما يضاهي قوة الطبيعة”، بحسب تالاس.

وأشار إلى أن الحرارة الاستثنائية لعام 2020 حدثت على الرغم من ظاهرة النينيا التي لها تأثير تبريدي مؤقت.

وذكر أنها ساهمت في الحد من الحرارة في نهاية عام 2020 فقط، ومن المتوقع أن تستمر في أوائل عام 2021 حتى منتصفه.

وعادة ما تكون آثار ظاهرتي النينيا والنينيو على متوسط درجة الحرارة العالمية أقوى في السنة الثانية للظاهرة، وفق المنظمة.

وأضافت “لعل التأثير التبريدي لظاهرة النينيا المستمر في 2021 سيحد مؤقتا من الاتجاه الاحتراري طويل الأجل خلال 2021”.

وأردف البروفيسور تالاس “لا يمثل ترتيب درجات الحرارة في السنوات الفردية سوى لمحة سريعة عن اتجاه طويل الأمد”.

وقال إنه “منذ ثمانينيات القرن الماضي، كان كل عقد أحرّ من العقد الذي يسبقه”.

وأضاف تالاس”تظل الغازات الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي عند مستويات قياسية”.

وأوضح أن العمر الطويل لثاني أكسيد الكربون، يُنبئ الكوكب بمزيد من الاحترار.

وذكر أن من بين السمات البارزة لعام 2020 الحرارة المستمرة وحرائق الغابات في سيبيريا.

ومنها أيضا انخفاض رقعة الجليد البحري بالمنطقة القطبية الشمالية، فضلا عن موسم الأعاصير الأطلسية الذي حطم الأرقام القياسية.

وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن درجة الحرارة ليست سوى مؤشر واحد من مؤشرات تغيّر المناخ.

وهي: تركيزات غازات الاحتباس الحراري، المحتوى الحراري للمحيطات، درجة حموضة المحيطات.

ومنها أيضًا المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر، الكتلة الجليدية، رقعة الجليد البحري والظواهر المتطرفة.

ولفتت المنظمة إلى أن عام 2020 شهد آثارًا اجتماعية- اقتصادية كبيرة.

فعلى سبيل المثال، أبلغت الولايات المتحدة عن كوارث حدثت العام الماضي وبلغت تكلفتها أرقاما قياسية قدرها 22 مليار دولار.

ونبهت المنظمة إلى أن 2020 كان خامس أحرّ عام شهدته الولايات المتحدة على الإطلاق.

بينت أنها تستخدم المنظمة مجموعات بيانات (تستند لبيانات مناخية شهرية من مواقع رصد وسفن ومحطات عائمة بشبكات بحرية عالمية).

وأوضحت أن هذه البيانات أعدتها وتقوم على صيانتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة.

ومعهد Goddard للدراسات الفضائية التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء NASA.

ومركز هادلي التابع لدائرة الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة، ووحدة أبحاث المناخ في جامعة إيست أنجليا.

كما تستخدم المنظمة مجموعات بيانات إعادة التحليل من المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى.

وتستخدم أيضًا خدمة كوبرنيكوس المعنية بتغيّر المناخ، ووكالة الأرصاد الجوية اليابانية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.