مطور برمجيات سعودي يقوم بإحداث ثورة في سلامة الطرق قائم على الذكاء الاصطناعي

تؤكد دائما التطورات التكنولوجية الحديثة أن هناك في الانتظار أحد المبتكرين لاستغلالها، ويظهر ناصر منصور الخليدي كأحد الأسماء البارزة في مجال تطوير نظم القيادة الذاتية في المملكة العربية السعودية.

 

هذا المطور البرمجي والخبير في صناعة السيارات نجح في ابتكار نظام مساعد للقيادة يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تحسين سلامة الطرق وتقليل الحوادث.

 

بدأ شغف الخليدي بالتكنولوجيا منذ صغره، حيث كان يسعى لتخصيص ألعاب الفيديو، بما في ذلك اختراق أجهزة Xbox 360. منذ عام 2015، انصب تركيزه على تقنيات القيادة الذاتية، مما أدى إلى إطلاق أول نظام قيادة آلي في المملكة في عام 2023.

 

وبالتعاون مع شركة Comma.ai الأمريكية، طور الخليدي وفريقه برنامجاً مفتوح المصدر يمكن تركيبه على السيارات التقليدية، ويتيح هذا البرنامج للسيارة القيادة بشكل مستقل على الطرق السريعة، حيث تحافظ على مسار واحد وتفصل مسافة آمنة عن السيارة التي أمامها، وتتابع المركبة أمامها في حالات الازدحام دون الحاجة لتدخل بشري.

 

واستغرق تطوير الجهاز خمس سنوات، حيث تمكن الخليدي من إنشاء جهاز يسجل بيانات المركبة لتحليلها وإضافة مزيد من أنظمة الأمان والقيادة الذكية.

 

ويقول الخليدي: “نعم، تم تطوير التكنولوجيا بالتعاون مع شريكنا في الولايات المتحدة، لكننا قمنا بتحسين النسخة الخاصة بنا ولديها ميزات أكثر. لذا، يمكنك القول إنها ‘صُنعت في السعودية’ من قبل فريق سعودي ذكي للغاية”.

 

وتدرب النظام على أكثر من 100 مليون ميل من بيانات القيادة، ويعتمد على تحليل البيانات في الوقت الحقيقي باستخدام الكاميرات والرادار لمنع التصادمات، كما تم توسيع توافق النظام ليشمل أكثر من 64 موديل سيارة لم تكن مدعومة من قبل التقنية الأصلية.

 

أحد الجوانب الفريدة من نظام الخليدي هو تصميمه ليعمل بفعالية في سرعات منخفضة، مما يعزز من فعاليته في ظروف المرور المتقطعة الشائعة في منطقة الخليج، ويوضح الخليدي أن الجهاز “يستفيد من تكنولوجيا الاستشعار عن بعد لتحليل وفهم محيط المركبة باستمرار”.

 

وتمت تجربة النظام في سيارة تويوتا هايلاندر الخاصة بالخليدي، وأظهرت النتائج قدرة النظام على التعامل مع جميع أنواع المنحنيات، قال الخليدي: “يمكنك القيادة لساعات على الطريق السريع دون أي تدخل من السائق. لقد قمت بالقيادة من الطائف إلى جدة على طرق ذات منحنيات وتلال دون أي تدخل”.

 

وأحد العملاء في الولايات المتحدة قام بتركيب النظام في سيارته، وفي حادثة غير متوقعة، فقد وعيه أثناء القيادة، حيث استمر النظام في القيادة بمفرده لمدة ساعتين حتى استعاد وعيه، مما يعكس موثوقية الجهاز. بعد هذه الحادثة، حصل النظام على تحديث أمان محسّن، حيث يقوم الآن بتنبيه السائق إذا بقيت عيونه غير متجاوبة، مما يوفر طبقة أمان إضافية في حالات الطوارئ الطبية.

 

ومنذ إطلاقه، تم بيع حوالي 500 وحدة من النظام في السوق السعودي، وتم تصدير الجهاز إلى الولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا ودول عربية أخرى.

 

ويسعى الخليدي وفريقه الآن إلى تطوير النظام ليكون أكثر سهولة في الاستخدام، مما يتيح لمزيد من المستخدمين الوصول إلى هذه التكنولوجيا المتقدمة.

 

ويؤمن الخليدي بأن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور محوري في مستقبل السيارات ذاتية القيادة في المملكة. يقول: “السعودية لديها رؤية طموحة تحتضن تقنيات الذكاء الاصطناعي. لقد أصبحت القيادة الذاتية واحدة من أهم أدوات الذكاء الاصطناعي”.

 

بهذا الشكل، لا يعكس نظام الخليدي مجرد تقدم تكنولوجي، بل يمثل أيضًا تحولا في ثقافة القيادة والسلامة على الطرق، مما قد يسهم بشكل كبير في تقليل الحوادث وتحسين جودة الحياة في المجتمع السعودي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.