بنغازي- خليج 24| كشفت مصادر ليبية مطلعة ل”خليج 2″ عن إهداء دولة الإمارات العربية المتحدة 50 ألف جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا للجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
وأوضحت المصادر الليبية من بنغازي أن الـ50 ألف جرعة وصلت من الإمارات خلال الأيام الماضية.
والجرعات التي وصلت إلى حفتر من نوع “سبوتنيك V” الروسي التي ترسلها الإمارات إلى مرتزقتها في المنطقة.
ولفتت إلى أن هذه الجرعات أهداها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد عقب إفشال مسلحي حفتر زيارة رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة إلى بنغازي.
وأشارت المصادر إلى أنه بحسب الاتفاق مع أبو ظبي فإن هذه الجرعات سيتم إعطاؤها إلى مسلحي حفتر.
وبينت أن الإمارات وعدت بالمزيد الدفاعات من هذه اللقاحات، وذلك حال الاستمرار في وضع العراقيل أمام الحكومة الليبية.
وتضغط حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا من أجل بسط سلطتها على كافة مناطق ليبيا، مدعومة بمواقف الأمم المتحدة في هذا الصدد.
وحضت الأمم المتحدة مرات ومرات على سحب المرتزقة والميليشيات من الأراضي الليبية.
والأسبوع الماضي، اضطر رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة تأجيل زيارته إلى بنغازي بعد قيام مليشيا مسلحة تدعمها الإمارات بمنع وفد أمني استباقي من النزول في المطار.
وأجبرت مليشيا الإمارات التابعين لخليفة حفتر الوفد الأمني الاستباقي على العودة إلى العاصمة طرابلس.
وأكد محمد حمودة الناطق الرسمي باسم رئيس الحكومة تأجيل اجتماع الحكومة الذي كان من المفترض عقده اليوم الاثنين.
وبعد إفشال هذه الزيارة من مليشيا الإمارات، أوضح حمودة أنه سيتم عقد الاجتماع في وقت لاحق.
وفي محاولة للتهريب من مسؤوليته، قال مصدر عسكري رفيع بقوات خليفة حفتر المدعومة من الإمارات لقناة “الحرة” “لا علاقة لها بمنع وفد الحكومة”.
وأضاف “سنتفاوض مع المسلحين لتيسير إجراءات زيارة وفد حكومة الوحدة الوطنية لبنغازي”.
يشار إلى ان مليشيا خليفة حتفر هي التي تسيطر بالكامل على بنغازي التي تعد معقلا لها.
وكان مقررا أن يقوم رئيس الحكومة بزيارة بنغازي يوم الاثنين لإجراء جولة في المدينة.
وهذه الزيارة ضمن زيارات تفقدية يقوم بها الدبيبة برفقة رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي.
والدبيبة والمنفي يواجهان مهمة إعادة توحيد مؤسسات الدولة التي قوّضتها تدخلات الإمارات ودول أخرى.
وتوجد في ليبيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة في طرابلس وسلطة انقلابية بقيادة خليفة حفتر.
ومؤخرا، دعت اللجنة الرباعية بشأن ليبيا دولة الإمارات العربية المتحدة لسحب مرتزقتها فورا في ليبيا.
وتضم اللجنة التي طالبت الإمارات جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي.
وأكد البيان على ضرورة امتثال الدول وفي مقدمتها الإمارات بشكل تام “لحظر السلاح والانسحاب الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية والمرتزقة من كافة أراضي ليبيا”.
وأوضح أن ذلك يكون “بشكل يعيد بالكامل لليبيا مبادئها ويحافظ على وحدتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها”.
كما أدانت اللجنة استمرار الإمارات بانتهاكاتها لحظر السلاح المفروض من الأمم المتحدة.
وشددت على أن كافة التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا غير مقبولة.
وأكدت اللجنة على الحاجة الملحة للوصول إلى حل شامل ودائم للتهديد الذي تمثله الجماعات المسلحة والميليشيات المدعومة من الإمارات.
وطالبت بالتنفيذ المتواصل لإجراءات لتحديد وتفكيك هذه الجماعات بشكل كامل.
وأكدت دعمها الكامل لجهود المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية والمؤسسات الوطنية الموحدة الأخرى.
لتنفيذ خارطة الطريق لملتقى الحوار السياسي الليبي واستكمال عملية الانتقال الديمقراطي بنجاح.
من جانبه، دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اغتنام الفرصة السانحة في ليبيا والبناء عليها.
وقال “بعد سنوات من العنف والمعاناة، هناك فرصة سانحة في ليبيا”.
لكن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لاغتنام هذه الفرصة، وفق غوتيرش.
والأسبوع الماضي زار المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيش عاصمة دولة الإمارات للضغط على حكام البلاد لسحب مرتزقتهم من ليبيا تنفيذا للقرارات الدولية.
وقبل أسبوعين، كشف موقع دويتشة فيله dw الألماني عن ضغوط تمارسها أوروبا على الإمارات لسحب مرتزقتها من ليبيا.
وأوضح الموقع أن الضغوط على الإمارات لسحب المرتزقة يأتي من أجل لتمكين أفق النجاح للحكومة الانتقالية من إنقاذ البلاد.
ونبه إلى أن الدول الأوروبية تعتبر أن تحديات أمنية جسيمة تواجه الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا.
وأكد أن أبرز هذه التحديات هي وجود ميليشيات أطراف خارجية في مقدمتها الإمارات.
وذكر الموقع أن تأمين مصادر الطاقة والسواحل الليبية المترامية الأطراف تأتي في صلب الدعم الأوروبي للحكومة الليبية.
ووضعت الأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر الماضي تقديرات للقوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة في ليبيا بنحو 20 ألف عنصر.
وأوضح أن بموازاة الحوار الصعب الجاري أميركيا وأوروبيا مع الروس حول سحب مرتزقة فاغنر من شرق ليبيا.
وباشر الأوروبيون عبر آلية “إيريني” لمراقبة حظر الأسلحة في ليبيا ضغوطهم على الإمارات ومصر لإخراج المرتزقة الأفارقة والعرب من ليبيا.
وبين أنه إذا ما تغلبت حكومة الوحدة الوطنية الليبية وداعموها الدوليون على تجاوز عقبة المرتزقة والقوات الأجنبية.
عندها ستكون أمام ليبيا-بحسب الموقع الألماني- معضلة أخرى أكثر تعقيدا.
وتتمثل هذه المعضلة في إعادة هيكلة القوات الأمنية وبناء جيش وطني موحد.
وأكد أنه يتطلب إنجازها عمليا تفكيك الميليشيات في غرب البلاد وقوات الجنرال خليفة حفتر في الشرق والمدعوم من أبو ظبي.
غير أن الموقع الألماني ختم قائلا “لا يرجح أن تنجز هذه المهمة في آجال قريبة على الأقل في ظل الحكومة الانتقالية بسبب تحريض الإمارات المستمر”.
وقبل أسبوعين، كشف تقرير دولي عن المعدات والأسلحة والذخائر والمرتزقة الذين أرسلتهم الإمارات إلى ليبيا خلال الأشهر الأخيرة رغم القرار الدولي بحظر تصدير الأسلحة إليها.
وأكد التقرير الصادر عن الأمم المتحدة حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا الذي فرضه المجتمع الدولي لم يكن بالفعالية المرجوة.
وكشف عن قيام دولة الإمارات بإرسال شحنات الأسلحة إلى هناك بالتواطؤ مع دول أخرى.
واشتملت هذه الشحنات على طائرات مسيرة وصواريخ أرض- جو وقطع مدفعية وعربات مصفحة وذخائر ورشاشات ثقيلة.
ويتكون التقرير من 548 صفحة، مؤكدا ان الدول الداعمة لأطراف النزاع وفي مقدمتهم الإمارات تجاهلت العقوبات تمام.
ووفق التقرير فإن المقاول الأميركي مؤسس شركة “بلاك ووتر” إيريك برنس متهم بانتهاك حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.
وأكد التقرير أن شركة “بلاك ووتر” إضافة إلى 3 شركات مقرها دولة الإمارات لم يسمها شاركت في ذلك.
وأوضح أن الجهات المذكورة وضعت الخطوط العريضة لعملية عسكرية خاصة تعرف باسم “مشروع أوبوس”.
وهدفت العملية لتوفير معدات عسكرية إلى مليشيا خليفة حفتر و”خطف أو القضاء على أفراد يُنظر إليهم على أنهم أهداف عالية القيمة”.
ونبه التقرير إلى استخدام الحكومات الأجنبية شركات الطيران والسفن التجارية لنقل المرتزقة والأسلحة المتطورة إلى ليبيا.
ولفت إلى أنه غالبًا تم إرسال هؤلاء إلى البلاد عن طريق إخفاء مهامهم.
وأكد التقرير على قيام مليشيا حفتر بمواصلة جهودها لتصدير النفط الخام بشكل غير قانوني واستيراد وقود الطائرات.
كما وثق الخبراء نشر نحو 700 جندي من القوات شبه العسكرية السودانية في مدينة الجفرة بوسط ليبيا دعما لحفتر.
وتضم الجفرة قاعدة جوية داخلية يسيطر عليها مقاتلو حفتر المدعومين من الإمارات.
ونبه خبراء الأمم المتحدة إلى أن هذه القوات السودانية المعروفة بحملتها الوحشية بمنطقة دارفور، كانت في ليبيا منذ حوالي شهرين.
لكن الخبراء أكدوا أن هذه القوات لم تشارك في القتال الذي توقف على نجاح الحكومة المعترف بها دوليا باستعادة أرجاء واسعة.
وأكد تقرير للأمم المتحدة مواصلة الإمارات نقل المرتزقة والأسلحة إلى ليبيا، واصفا قرار حظر الأسلحة المفروض على ليبيا بغير المجدي إطلاقا.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=19349
التعليقات مغلقة.