من المقرر الإعلان عن حكومة جديدة في لبنان هذا الأسبوع، وهي خطوة مهمة في تعزيز موقف البلاد قبل انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى حربا استمرت عاما مع إسرائيل، وفق ما قالت مصادر سياسية في بيروت لموقع “خليج 24”.
وقد تم ترشيح رئيس محكمة العدل الدولية السابق نواف سلام، رئيس الوزراء المكلف، من قبل أغلبية برلمانية قبل ثلاثة أسابيع لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون، مما أنهى فراغًا في السلطة استمر عامين.
ويُنظر إلى سلام باعتباره وافدًا جديدًا وانفصالًا عن النظام السياسي التقليدي. وكان عمل نواب التغيير – الذين ظهروا بعد احتجاجات أكتوبر 2019 ضد النخبة الحاكمة في لبنان – فعالاً في تعيينه.
وقال مصدر سياسي في بيروت إن “تشكيل الحكومة من المرجح أن يتم هذا الأسبوع”، مضيفا أن سلام والرئيس عون “يشعران بأن التأخير في تشكيل الحكومة يضر بالولاية الرئاسية الجديدة”.
وأكد المصدر أن “الرئيس يحتاج إلى الانتهاء من تشكيل الحكومة مع الوقت الكافي للتحرك قبل انتهاء المهلة الممددة لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل والتي من المقرر أن تنتهي في 18 فبراير”.
وتقع على عاتق السيد سلام مسؤولية تشكيل حكومته في وقت يشهد فيه لبنان تغيرات كبيرة في ظل تراجع نفوذ حزب الله.
وكان انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة شرطين أساسيين في الاتفاق الذي أدى إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، حيث زعم الوسطاء الأميركيون والفرنسيون وغيرهم أن وجود سلطة تنفيذية قوية في لبنان من شأنه أن يحد من نفوذ حزب الله على السياسة الداخلية.
وتتمثل المهمة الرئيسية للحكومة في التصدي لأي طلب إسرائيلي بتمديد اتفاق الهدنة الأولي إلى ما بعد الثامن عشر من فبراير/شباط، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى الجنوبية.
وفي الأسبوع الماضي، صرح سياسيون لبنانيون بأن البلاد تخشى أن تخطط إسرائيل لاحتلال خمس مناطق على قمة تلال في الجنوب بعد الموعد النهائي.
وأكد سلام الأسبوع الماضي أن حكومته لن تتألف من نواب أو شخصيات من أحزاب سياسية متهمة غالبا بالفساد.
وكانت وزارة المالية عائقاً كبيراً ، إذ أصر رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل نبيه بري على أن الوزارة كانت تاريخياً مخصصة للطائفة الشيعية ـ التي يأتي تمثيلها البرلماني من حزب الله وحركة أمل. وقال إن اختيار حزبه هو ياسين جابر، وزير الاقتصاد السابق والخبير المالي.
وقال أحد المصادر في بيروت إن “حقيبة المالية محسومة تقريباً لصالح الوزير السابق ياسين جابر الذي يعتبر قريباً من نبيه بري”.
وأضاف المصدر “لا يبدو أن نواف سلام يعترض على ترشيح ياسين جابر نظرا لعلاقاته الدولية القوية، لكن معارضي الثنائي الشيعي قلقون من احتمال استخدام الولايات المتحدة لحق النقض ضد أي وزراء تابعين لحزب الله، وهو ما قد يعيق الدعم المستقبلي للحكومة”.
كان انتخاب السيد عون في التاسع من يناير/كانون الثاني، بعد فراغ رئاسي دام عامين، متأثرًا بضغوط من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية .
ويحتاج لبنان بشكل عاجل إلى دعم مالي لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي بدأت في عام 2019، والتي تفاقمت بسبب الدمار الناجم عن الحرب بين حزب الله وإسرائيل، والتي ألحقت أضرارًا بمليارات الدولارات.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70467