الدوحة – خليج 24| قال الدبلوماسي الأمريكي السابق في السعودية ديفيد راندال هيرتز إن رؤية 2030 التي يروج لها ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان لن تحل محل اقتصاد النفط.
وأكد راندال أن الصناعات الجديدة لن تحول الرياض إلى كوريا الجنوبية.
وأشار إلى أن السعودية تعتمد بشكل مفرط على عائدات النفط المتقلبة في ميزانيتها الحكومية.
وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن المسؤولون السعوديون يعترفون سرًا بأن رؤية 2030 الذي دشنها ولي العهد محمد بن سلمان من الأفضل تسميتها رؤية 2040.
وعزا المعهد في تقرير له تأكيدهم بأنه “لا يوجد من رؤية الأمير المتهور سوى الخيال في الوقت الحاضر”.
وقال إن من المفارقات أن رؤية 2030 تريد تحويل السعودية بعيدًا عن النفط لكن تمويل الاستثمار يحتاج لعائدات نفطية كبير جدًا.
وأشار المعهد إلى أنه ومع ذلك، فإن عائدات النفط ليست كافية لتحقيق التوازن في الميزانية السعودية.
كما قال موقع سعودي بارز إن الفشل في مشروعات رؤية 2006 كان نتيجة نفس معطيات ابن سلمان في رؤية 2030.
وأوضح موقع “ما وراء نيوم” إن بها تفاؤل مفرط لا حدود له، ورؤية هلامية خيالية، وتكلفة عالية، وخطة غير واضحة، أهداف غير مدروسة.
وأكد: “لذا فليس من المنتظر أن يجني ابن سلمان من مشروعات رؤية 2030 سوى ما جناه النظام من رؤية 2006”.
وذكر الموقع أن معطيات الفشل في نيوم كانت أكثر مما سبق، إذ شهدت المملكة اضطرابات سياسية عكرت أجواء الاستثمار فيها.
ونبه إلى أنها أخافت المستثمرين مما اضطرهم إلى سحب استثماراتهم من المملكة، وعزوف من الخارج عن الدخول في أسواقها.
وقال الموقع إن نيوم تتمتع بمزايا عديدة تجعلها منطقة اقتصادية خاصة، لذا وضعها ابن سلمان على رأس مشروعات رؤية 2030.
واستدرك: “لانعدام خبرته، وقصور تفكيره الاستراتيجي لم يسع للاستفادة منها فوهبها لإسرائيل”.
وتابع: “وهو ما تكشفه كل يوم تقارير ومراكز بحثية موثقة”.
وشدد على أن الرأي العام مال لبروباجندا افتعلها ابن سلمان نيوم، لكن لم تمض عليها 5 سنوات لتتحول لمدينة الحلم المنسي.
ونوه إلى أن تاريخ المشروعات الكبرى السعودية أشبه ما يكون بتاريخ مشروعات أقرانها من الأنظمة المستبدة.
وبين أنها تطلق مشروعات أشبه بالقنابل الصوتية، تحدث ضجة ولا تلمس لها أثرا.
وأوضح الموقع أنه لأكثر من مرة تعلن عن مشروعات ضخمة للبنية التحتية، لكنها لا تلبث البدء بأولى المراحل ثم تتركها على حالها.
وبين أنها هكذا لا هي توقفت عنها ولا هي انتهت منها.
وقال الموقع إن منها “برنامج المدن الاقتصادية” وهو الذي سبق رؤية 2030، وأعلن عنه عام 2006.
وكان يستهدف وفقًا لرؤيته حينها جذب 4.5 مليون بحلول العام 2020، وأن يعتمد عليه في تنويع اقتصاد السعودية.
ويرتكز على الاعتماد الكلي على النفط، لكنه توقف فجأة ولم يكن حقق نجاحا يذكر، فلم يسكن سوى أربعة آلاف ساكن فقط.
وأكد الموقع أن جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي مثلت أزمة كبرى للمملكة.
وذكر أنها زادت من قبح صورتها عند الرأي العام العالمي.
وقبل كل ذلك كانت عمليات التهجير القسري لسلب منطقة نيوم من أهلها، سببا كبيرا في إظهار الوجه القبيح لنظامه.
وبحسب الموقع: “فقد قتل واعتقل وشرد المئات دون أن يضع لهم خطة بديلة تستوعب أولئك المهجرين من بيوتهم وأرضهم”.
وأشار إلى أن ذلك ما كشف عن سجل حقوقي ملوث لولي العهد السعودي، وتصرفاته القاصرة مع الكثير من رجال الأعمال في المملكة.
وبين أنها أوقفت مشروع أطول برج في جدة أو ناطحة سحاب جدة.
بعدما سجن رجال أعمال مستثمرين أساسيين فيع، بزعم مجابهة الفساد المستشري.
كذلك حالة الانتقال من مجتمع محافظ إلى معاصر بزعم ابن سلمان أحدثت حالة نفور وعزوف عن الاستثمار، رأى رجال أعمال أنها تصرفات عدائية متهورة.
وذكر أن ناطحاب مركز الملك عبد الله المال التي تضاهي ناطحات مركز دبي المالي العالمي تقف شاهدا على الفساد والرؤى الاقتصادية المتخبطة.
وأشار إلى أنها لا تزال تلك الناطحات برغم ما تكلفته من موازنة المملكة خالية من المستثمرين.
وترجع فشلها لأن طبيعة الرياض لا تجذب المستثمرين.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=33828
التعليقات مغلقة.