مخاوف إماراتية من تفكك سوريا وتأثيراته على الاستقرار الإقليمي

حذر الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، من أن سوريا قد تواجه صعوبة في الحفاظ على سيادتها الوطنية في ظل التطورات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الأحداث الجارية تكشف عن “الطبيعة المدمرة للصراع والفوضى”.

وجاءت تصريحات قرقاش بعد مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد دمشق على متن طائرة متوجهًا إلى وجهة غير معلومة، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة دخولهم العاصمة، في حين تم تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر تمثال والد الأسد، حافظ الأسد، وهو يُسقط.

وقال قرقاش خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة في البحرين: “كان هناك فشل كبير في السياسة والقرار، لأن الأسد لم يستفد من الفرصة التي قدمتها له العديد من الدول العربية، بما في ذلك الإمارات، وكذلك من المحاولات للانفتاح على تركيا، قدمنا له النصائح، وتراجع النظام هو نتيجة جزئية لهذا الفشل السياسي”.

وأضاف: “هناك قلق حقيقي من قدرة سوريا على الحفاظ على وحدتها الوطنية، أما مصير بشار الأسد، فهو مجرد هامش في التاريخ، بينما تكمن أهميتنا في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية”.

وأشار قرقاش أيضًا إلى أن مستوى التطرف والعنف في المنطقة يشكل مصدر قلق كبير، مضيفًا: “من المهم أن نراقب التطورات عن كثب”، في إشارة إلى المخاوف من تصاعد الفوضى والتطرف.

وأضاف: “الرحلات الجوية توقفت في مطار دمشق الدولي بعد انهيار الحكومة السورية”، مؤكدًا أن العنف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط يدمر حياة الكثيرين، مشددًا على أهمية منع الميليشيات من التصرف بحرية، وقال: “عندما تُترك المشاكل دون حل، فإنها تزداد سوءًا، وقد أظهرت لنا الأحداث الماضية أهمية دعم الدولة الوطنية”.

وأخيرًا، شدد على أن “أمن وازدهار الشرق الأوسط هو مسؤوليتنا في نهاية المطاف”، مشيرًا إلى ضرورة تمتع دول المنطقة بالاستقلالية.

إن ما يحدث في سوريا ليس مجرد نزاع داخلي، بل هو انعكاس لتحديات أعمق في المنطقة، حيث تتداخل الأبعاد السياسية والدينية والعرقية، مما يجعل الحلول السريعة مستعصية.

كما أن فشل الأطراف المعنية في إيجاد تسوية سياسية شاملة يعكس ضعف الإرادة السياسية على المستوى الإقليمي والدولي.

لذلك، يشدد قرقاش على ضرورة اتخاذ مواقف حازمة لمنع استمرار التدهور، والتأكد من أن الترتيبات المستقبلية لسوريا تحترم مصالح شعوب المنطقة في استقرار دائم. وفي الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل الدور البالغ الأهمية للدول العربية في دعم استقرار المنطقة، والتي تتحمل مسؤولية كبيرة في التصدي لمخاطر التفكك والفوضى التي تهدد الجميع.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.