الرياض – خليج 24| كشفت مجلة MEED الاقتصادية عن تخصيص ولي عهد السعودية محمد بن سلمان 704 مليون دولار للاستثمار في جزيرتي دارين وتاروت شرقي المملكة.
وذكرت المجلة في تقرير لها أن ذلك سيكون من خلال برامج السياحة التراثية، وإقامة المهرجانات الثقافية.
وأشارت إلى أن خطوة ابن سلمان تأتي بينما لا يزال سكان جدة يعانون من آثار السيول المدمرة، بدون أي حلول حقيقية.
وكشفت مجموعة Crisis24 الدولية لتقييم المخاطر الأمنية عن السبب الحقيقي لوقوع فيضانات جدة السعودية.
وغمرت سيول تسببت بها أمطار غزيرة واستثنائية طرقات وشوارع المدينة الساحلية.
وذكرت المجموعة في تقرير أن الفيضانات حدثت بسبب سوء إدارة مياه الأمطار في مدينة جدة في السعودية.
وبيمن أن تراكمات هطول الأمطار تسببت بنوبات من الفيضانات المفاجئة، إذ كان بالإمكان توجه فيضانات جدة للجداول والأودية، ومجاري الأنهار الجافة.
كما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن فيضانات جدة تثير غضبًا عامًا في السعودية.
وتسببت بمصرع مواطنين على الأقل وبجرف عشرات السيارات وألحقت أضرار كبيرة بعديد المنازل في المحافظة الواقعة غرب السعودية.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن السكان يُلقون باللوم على عقود البلدية الفاسدة، التي خصصت 106 مليون دولار خلال 2022.
وبينت أن الحكومة السعودية كانت تعلن عن مشروع جديد على جزيرتين شرقي المملكة بينما كانت جدة تغرق بسبب الفيضانات المدمرة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنها جزء من خطط ولي عهد السعودية محمد بن سلمان التي يسميها “مشاريع ضخمة”.
وتشمل المنتجعات الساحلية الفاخرة ومراسي اليخوت، ومجمعات للرياضة والترفيه..
وأظهرت مشاهد مصورة تدفق السيول إثر أمطار غزيرة شهدتها الأحياء السكنية مثل حي النزهة وحي الزهراء.
ونشر مغردون مقاطع لحجم الدمار الهائل الذي طال عددا كبيرا من السيارات، إذ غطت مياه الأمطار البعض منها وجرفت البعض الآخر.
وعلت صرخات المواطنين في انتقاد السلطات، وأخرى تطالب فرق الطوارئ المحلية بالتدخل لإنقاذ العالقين داخل سياراتهم منذ ساعات.
فيما نشر حساب “العهد الجديد” المعروف بمصداقية تسريباته عن السبب الحقيقي وراء بدء السلطات السعودية بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان في عملية هدد جدة.
وكتب الحساب الشهير عبر “تويتر” ويحظى بمتابعة واسعة: “سبب الاستعجال في مشروع هدد جدة مرده لخروج عدة طائرات درونز من أحد أحياء جدة”.
وبين أن المسيرات قصفت أحد الموانئ، لذلك بدأت السلطات السعودية بالهدم بحجة تطوير المدينة.
وذكر الحساب أن “هذا مؤشر خطير على الاختراق الأمني الكبير في السعودية”.
يذكر أن منظمات حقوقية دعت لتدخل سريع يوقف عمليات الهدم والإخلاء القسري لسكان جدة دون توفير بدائل لهم.
ومؤخرا، أعلنت لجنة الأحياء العشوائية في محافظة جدة السعودية عن بدء أعمال إزالة “أم السلم وكيلو14”.
وتعد كآخر الأحياء المستهدفة بالإزالة، عقب انتهاء إخلاء المنازل من قاطنيها.
وقالت اللجنة إن الأحياء المنتهي منها والجاري إزالتها تبلغ 32، مشيرة إلى استمرار الأعمال الميدانية حتى استكمال الإزالة ورفع الأنقاض.
يذكر أن منظمة العفو الدولية “آمنستي” هاجمت عمليات الهدم الجارية لعشرات الأحياء في مدينة جدة السعودية المطلة على البحر الأحمر لأجل التطوير.
واعتبرت المنظمة في بيان أنها تنتهك معايير حقوق الإنسان بسبب الإخلاء القسري وعدم حصول السكان الأجانب على تعويضات.
وبينت أن قيمة التعويضات تُحدد فقط بعد هدم المباني، وإن الخطط لا تشمل غير السعوديين الذين يمثلون 47% من سكان الأماكن المعنية في جدة.
وأظهرت وثائق رسمية سعودية أن السكان أُعطوا مهلة تتراوح بين 24 ساعة في أحد الأحياء، وأسبوع و6 أسابيع في أحياء أخرى.
وتأثر نصف مليون من سكان جدة بهدم 60 من أحياءها بإطار مشروع انطلق بأكتوبر الماضي، واستمر بشكل متقطع.
ونشرت شبكة NPR الأمريكية تقريرًا عن عمليات الهدم في مدينة جدة الساحلية في المملكة العربية السعودية #هدد_جدة، شمل مقابلات مع سكان الأحياء المتضررة.
وعنونت الشبكة واسعة الانتشار مقالها باسم: “الحكومة السعودية تدمر أحياء بأكملها لجذب السياح والأثرياء الأجانب”.
وأكدت أن خطة الحكومة السعودية في #هدد_جدة تركت الناس أمام خيارات محدودة للغاية.
وأشارت الشبكة إلى أن تدمير الأميال من المناطق السكنية سبب نقصًا بالمعروض من الشقق والمنازل في جدة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الإيجارات.
وفي حي قديم متداعٍ في جدة؛ تقف امرأة مسنة تحت أشعة الشمس، قالت: “الهدم سبب لنا الألم”، ورفضت الكشف عن اسمها خوفا من الحكومة.
وقال أحد سكان جدة أسمه حسن إن الخطة الجديدة كان لها تأثير مدمر على مجتمع مهمش لديه بالفعل خيارات محدودة للازدهار”.
وبينت الشبكة أن السعودية تبرر ذلك بأنه من أجل بناء ناطحات سحاب فاخرة وفنادق، وحدائق ودار أوبرا، وملعب وأكواريوم ومتاحف.
ونبهت إلى أن #هدد_جدة سيؤثر على 60 حياً في المدينة، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن المشروع ينتهك حقوق الإنسان.
وأكدت أن ورغم أن المعارضة في السعودية محفوفة بالمخاطر، إلا أن بعض المتضررين من #هدد_جدة تحدثوا إلينا مؤخراً، وعبروا عن استيائهم.
وأشارت الشبكة إلى أن “مئات الآلاف من الأشخاص نزحوا بسبب هذه العملية، وكثير منهم من الطبقة العاملة”.
ويثير استمرار الحكومة السعودية بمشروع #هدد_جدة استياء واسعًا وغصبا واسعين في الشارع المحلي، مؤكدين أنه من مظاهر استبداد ولي العهد محمد بن سلمان.
وقال مسؤول في جدة رفض الكشف عن هويته خشية الملاحقة إن #هدد_جدة هو “أحد الأضرار الجانبية المترتبة على الاستبداد”.
فيما أكد كاتب محلي أن #هدد_جدة تدنيس لـ “عروس البحر الأسطورية”.
وأشار إلى أنه لا أحد يجرؤ على الاحتجاج، وإنه لمن الشجاعة أن يتمتم البعض ويظهروا استيائهم.
فيما قالت مجلة “إيكومونيست” البريطانية بأن الديكتاتوريين العرب يحبون اطلاق عناوين لمشاريع عملاقة.
وذكرت أنه يبدو أن ابن سلمان يقلد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
لكن على الأقل يعوض الأخير النازحين، ويعيد تسكينهم قبل إرسال حفارات الهدم.
فيما قالت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية (NPR) إن #هدد_جدة الساحلية أثار انتقادات واسعة النطاق ونادرة بالسعودية.
وذكرت الإذاعة في تقرير إنه يتم هدم الأحياء القديمة وتهجير مئات آلاف الأشخاص في المدينة الساحلية.
وأشارت إلى أن ذلك يأتي كجزء من خطة ابن سلمان لجذب السياح والأثرياء الأجانب.
وبينت أن الاحتجاجات على #هدد_جدة هي الأولى التي نشهد فيها ضجة عامة في المملكة، وبشكل جماعي على الإنترنت.
وأوضحت أن نهج ابن سلمان بالإصلاح بفرضه بأي ثمن يتكبده الشعب، وهو يريد بناء صورته ولو على ظهور المواطنين وانتهاك حقوقهم.
ونوهت إلى أن عدد النازحين بسبب #هدد_جدة يقدر بـ500 ألف نسمة، ويرجح البعض أنه مليون نسمة، ما يمثل ثلث سكانها.
وذكرت الإذاعة أن عمليات الهدم ضخمة وأثرت على 6 أحياء منها لغاية الآن، وهذا يعادل 13 ألف ملعب كرة قدم.
وقالت منظمة العفو الدولية “أمنستي” إن خطة هدد جدة تؤثر على نصف مليون شخص في 60 حيًا.
وأكدت المنظمة في تقرير موسع أن الخطة تنتهك المعايير الدولية لحقوق الإنسان وتميز ضد المواطنين.
ودعت السعودية لإنهاء عمليات الإخلاء القسري المستمرة.
وذكرت أن جو خوف يسود حول تبادل المعلومات والإبلاغ عن الانتهاكات بعملية الإخلاء لـ #هدد_جدة.
وأشارت “أمنستي” إلى أن الناس يخشون انتقام السلطات إذا طالبوا بحقوقهم أو التحدث علانية، وقال مواطن إنه يخشى مواجهة نفس مصير عبد الرحيم الحويطي.
وأوضحت أنه كان يجب على السلطات السعودية احتواء جميع الأفراد المتضررين من #هدد_جدة، وتقديم إشعار مناسب، وإصدار المعلومات مقدمًا.
وأوضحت المنظمة الدولية أنه كان ينبغي إعطاء جميع السكان المتأثرين وقتاً كافياً لمراجعة الخطة المقترحة، أو الاعتراض عليها علناً.
وقالت: “كان يجب على السلطات السعودية تقديم التعويض وإعادة التوطين لجميع المتضررين دون تمييز، مع ضمان عدم ترك أي شخص بلا مأوى”.
وبحسب المنظمة، فإنه وبمراجعة خطط أمانة جدة أثرت عمليات الهدم على 558 ألف ساكن، وفشلت السعودية بالانخراط بعملية تشاور حقيقي مع السكان.
وطالبت بتقديم إشعار مناسب أو الإعلان عن مبلغ التعويض وتقديمه للسكان قبل عمليات الهدم.
وختمت: “تحت الصورة اللامعة التي يحاول نظام ابن سلمان تقديمها للعالم، تكمن قصص مروعة عن الانتهاكات والقمع، ولن ينخدع العالم بالضجة الزائفة”.
فيما قال موقع “ميدل آيست آي” الأمريكي إن السعودية أساءت تنفيذ عمليات الإخلاء القسري للسكان وهدم بيوتهم في جدة.
وذكر الموقع أن استبيانًا لمنظمة حقوقية في بريطانيا أظهر أن غالبية متأثري هدد جدة لم يتم إعطاؤهم إشعاراً كافياً قبل الإخلاء.
وأشار إلى أنه لم يجري منح متضرري هدد جدة أي تعويض عن خسائرهم.
تعويض هدد جدة
وذكر الموقع أنه وبين نهاية عام 2021 وبداية عام 2022، طردت السلطات السعودية مئات الآلاف من السكان من منازلهم.
وبين أن برنامج #هدد_جدة تسبب بأزمة نزوح كبيرة، وأخرى سكن خانقة، مع ارتفاع أسعار الإيجارات بجميع أنحاء المدينة.
وأكد أن عمليات هدد جدة فاجأت السكان وأعطتهم مهلة قليلة أو معدومة للتخطيط لنقلهم أو توديع أحياء عاشوا فيها لأجيال.
سكان جدة في العراء
ونبه إلى أن بعض الأشخاص أجبروا على وضع أثاثهم بالعراء، واحتموا تحت الجسور، وعائلات اضطرت للنوم بسياراتهم.
فيما قال موقع “5pillarsuk” الدولي إن السعودية هدمت منازل المواطنين بالجرافات بجدة، تاركة آلاف السكان بلا مأوى.
وأكد الموقع أن هذا التهجير جاء دون أي اعتبار لأوضاعهم الإنسانية، والمواطنون يعيشون تحت خط الفقر ويذلّون رغم الثروة النفطية.
وأشار إلى أن هذه الثروة النفطية ينثرها رؤية ولي عهد السعودية محمد بن سلمان في مواسم الترفيه والانحلال الأخلاقي.
يذكر أن السعودية شرعت بعملية إخلاء واسعة لسكان عدة أحياء بجدة وهدمها، وانطوت على انتهاكات عديدة للقوانين الدولية والمحلية.
وتسبب عمليات الهدم بتشريد آلاف العائلات دون تعويضهم.
واستهدفت معالم ثقافية ودينية واجتماعية، واشتملت على هدم مساجد ومدارس ومستشفيات.
وجاءت عمليات الهدم بموجب مشروع أطلقه ولي العهد محمد بن سلمان بديسمبر 2021 باسم “وسط جدة”.
ويبلغ إجمالي استثمارات المشروع 75 مليار ريال خصصت لتطوير 5.7 مليون متر مربع.
وطالت أعمال الهدم 37 حيّا على الأقل، بمساحة إجمالية 31.2 مليون متر مكعب.
وسيُهدم 200 ألف منزل يسكن فيها نحو مليون شخص يشكلون ربع سكان جدة.
للمزيد| ابن سلمان يشرع بخطة تهجير مئات العوائل السعودية في القطيف
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=56333
التعليقات مغلقة.