لماذا أمر ابن سلمان بنشر صورة اجتماع البحر الأحمر عبر “تويتر”؟

 

الرياض – خليج 24| رأى معهد كوينسي الأمريكي أن اجتماع البحر الأحمر ومشاركة الصورة على وسائل التواصل تعبر عن رغبة الرياض وعواصم عربية أخرى بتحقيق أقصى استفادة من فتح فصل جديد في العلاقات مع قطر.

وقال المعهد إن قرار فريق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بنشر الصورة على تويتر دليل على اهتمامه بإبراز أن حصار قطر أصبح من الماضي.

وذكر أن الاجتماع يسلط الضوء على دور السعودية باتباع سياسات لرأب الصدع في مجلس التعاون الخليجي.

وبين المعهد أن سلوك ابن سلمان كان متهورًا ويميل للصراع، أما الآن فربما تعلم أن بناء سمعة له كصانع سلام يمكن أن يكون له فوائد كبيرة.

وأشار إلى أن هناك شكوكًا حول ما إذا كانت الإمارات حقًا مؤيدة للمصالحة الإقليمية.

وذكر أن الخبراء بداية عام 2021، أيّ بعد وقت قصير من اتفاقية العلا كانت الإمارات أقل حماسًا بكثير من جيرانها بشأن المصالحة.

ونبه إلى أنه لا تزال هناك قضايا سياسية خارجية مهمة تضع الرياض وأبوظبي في خلاف.

وتشمل هذه القضايا الخلافية العلاقات مع إسرائيل والمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، وكذلك مسألة الاعتراف بشرعية النظام السوري.

وبحسب الموقع فإنه وبينما أبدت السعودية اهتمامها بتحسين العلاقات مع الدوحة خلال عام 2021، ظلت أبوظبي شديدة البرود تجاه هذا الخيار.

وذكر أن إعادة المملكة -وليس الإمارات- العلاقات الدبلوماسية رسميًا مع قطر يدل على انقسام أولئك الذين اجتمعوا على طاولة المفاوضات بالعلا.

وقال المعهد إنه “لو كانت الرياح تأتي بما تشتهي الإمارات، لما أسفرت قمة العلا عن رفع الحصار بالطبع”.

وأكدت أن “الإمارات لم تكن تميل بداية إلى إنهاء الحصار على قطر وحافظت على موقف أقل تصالحية من السعودية”.

وضربت مثالا على العداء الإماراتي المستمر تجاه قطر تمويل أبوظبي لفيلم “The Misfits” الذي يصور دولة تشبه قطر بأنها “راعية عالمية للإرهاب”.

ونشرت صحيفة “وورلد بوليتيك ريفيو” مقالًا للصحافي ثاناسيس كامبانيس، يقول فيه إن صورة البحر الأحمر تعد الدبلوماسية الجارية في أغلبها، نوعًا من المناورة وإعادة الاصطفاف لمزيد من الصراع بين قطر والسعودية والإمارات.

وقال الصحافي إن دول مجلس التعاون الخليجي غارقة في شراء السلاح بغاليته من الولايات المتحدة، وتبحث عن طرق لمواجهة إيران.

وذكر أن التوجه الأخير كان عاملًا رئيسيًا في حل الصراع الخليجي بين قطر والسعودية والإمارات، والدخول في شراكة مفتوحة مع إسرائيل.

وأكد الكاتب الشهير أنه ولسوء الحظ لا يبدو أن السياق التاريخي يدعم مثل هذه الرؤية المتفائلة.

وبين أن الدبلوماسية بالطبع هي الأفضل دائما على النزوع للحرب، ومن الإيجابي رؤية حكومات الشرق الأوسط تتحدث بدلا من القتال.

وقال: “لكننا قد نخالف حكم التاريخ، وسنكون ذاتيين قليلا، إذا استنتجنا أن الحكومات الإقليمية تتحدث فقط بسبب شيء فعلته الولايات المتحدة أو لم تفعله”.

وأضاف الكاتب: “من غير الواقعي أن نعتقد أن الحوار بحد ذاته سينهي الخلافات الرئيسية التي تفرق بين اللاعبين الإقليميين”.

وأكد أن التقارب الحقيقي لن يتحقق إلا إذا قيمت أقوى الحكومات بالمنطقة -السعودية والإمارات وإيران وتركيا وإسرائيل- بعض مصالحها غير المتوافقة.

وكشف قبل أيام عن عقد لقاء ودي جمع ابن سلمان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وطحنون بن زايد آل نهيان.

وقام بدر العساكر مدير المكتب الخاص لابن سلمان بنشر صورة عبر حسابه على “تويتر” من اللقاء.

ويظهر في الصورة التي جمعت ابن سلمان والشيخ تميم وآل نهيان وهم يرتدون ملابس غير رسمية.

وكتب العساكر “اليوم في البحر الأحمر… لقاء ودي يجمع ابن سلمان والشيخ تميم بن حمد والشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني في الإمارات. البحر الأحمر يجمع أبناء الخليج العربي”.

في حين لم يتم حتى الآن الكشف عن تفاصيل اللقاء.

لكن الصورة أثارت إعجابا واسعا بين المغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

أيضا علق الإعلام الإسرائيلي على الصورة، فعلق الصحفي روعي كاييس من إذاعة “كان” العبرية.

وقال “صورة الأسبوع وربما هذا العام”.

وأضاف “ولي العهد وأمير قطر وطحنون بن زايد بلقاء غير عادي/ لوك غير عادي على شواطئ البحر الأحمر”.

وفي تطور مفاجئ الشهر الماضي، زار مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان الدوحة.

والتقى طحنون خلال زيارته التي تعد الأولى لمسؤول إماراتي رفيع منذ 2017 بالأمير تميم بن حمد.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن “طحنون أبلغ أمير قطر تحيات خليفة بن زايد ونائبه محمد بن راشد وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد”.

كما استعرض اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات.

ولفتت إلى أنه جرى خلال اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وكانت هذه أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع إلى الدوحة منذ فرض الحصار عليها.

كما جاءت الزيارة في إطار جولة يقوم بها مستشار الأمن الوطني الإماراتي شملت تركيا والأردن.

أيضا تتزامن مع التغيرات السياسية الجارية في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد الأسبوع الماضي.

يشار إلى أن قطر تعلب دورا كبيرا في الشأن الأفغاني حيث استضافت جلسات مفاوضات حركة طالبان والولايات المتحدة.

كما تستضيف الدوحة أيضا جلسات الحوار بين الفرقاء الأفغان.

وتستضيف الإمارات الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، حيث أعلنت منحه حق اللجوء عقب هروبه.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.