أبو ظبي – خليج 24 | بثت قناة” سكاي نيوز” البريطانية تحقيقًا استقصائيًا كشف للمرة الأولى عن مشاهد من مواقع سوداء سرية في دولة الإمارات لتعذيب مسلمي الإيغور.
وقالت القناة إن الصين حشدت ضغوطها على دول عدة، منها الإمارات، لاحتجاز وترحيل الإيغور الذين يعيشون في الخارج.
وكشف عن أن الإمارات أعدت “مواقع سوداء” سرية على أراضيها تسمح فيها لمسؤولين صينيين رفيعي المستوى باستجواب محتجزي الإيغور لديها.
وأجرت القناة مقابلات مع 7 أشخاص أكدوا أن حملة القمع الصينية ضد الإيغور تمتد إلى خارج إقليم شينجيانغ.
وخلص فريق التحقيق الاستقصائي إلى أن الإمارات من أكثر الدول التي شهدت نشاطاً لأجهزة الأمن الصينية المكلفة بملاحقة الإيغور.
وقال إن الصين لديها 6000 شركة تعمل بأبو ظبي وهي أقوى حليف للإمارات ماليا.
الإيغور في الإمارات
وأشار الفريق إلى أن ليس هذا فحسب، فالدولتان من نوع الدول السلطوية، وتتشاركان فرض الرقابة، وتبادل التعاون الأمني بينهما.
ويعمل عملاء الحكومة الصينية بالخارج على رصد الإيغور الفارين من الصين وتحديد هوياتهم لإجبارهم على التجسس لمصلحتها، أو إخفائهم وترحيلهم.
كشفت وكالة “أسوشيتيد برس” العالمية للأنباء عن فضيحة من العيار الثقيل حول وجود سجن سري صيني لاحتجاز المواطنين الإيغور بالإمارات.
ونقلت الوكالة عن شابة صينية أكدت أنها احتُجزت لمدة 8 أيام في سجن سري تديره الصين في دبي بدولة الإمارات.
وأوضحت الشابة ل”أسوشيتيد برس” أنها في السجن السري بالإمارات مع اثنين على الأقل من الإويغور.
في حين أكدت الوكالة أن هذا قد يكون أول دليل على أن الصين تدير ما يسمى “الموقع الأسود” خارج حدودها.
وبينت أن الشابة “وو هوان” تبلغ من العمر (26 عامًا) وهربت من الإمارات لتجنب تسليمها إلى الصين لأن خطيبها كان يُعتبر منشقًا صينيًا.
وكشفت أنها اختطفت من فندق في إمارة دبي بالإمارات واحتجزها مسؤولون صينيون في فيلا تم تحويلها إلى سجن.
وأكدت أنها “شاهدت أو سمعت سجينين آخرين، كلاهما من الإويغور”.
وبينت أنها تم استجوابها وتهديدها وإجبارها على التوقيع على وثائق قانونية تدين خطيبها وانغ جينغيو (19 عامًا) لمضايقتها.
ولفتت إلى أنه تم إطلاق سراحها بتاريخ 8 يونيو المنصرم.
تعذيب الإيغور في سجون الإمارات
وقالت “وو” إن المسؤولين الصينيين استجوبوها في 27 مايو في فندقها ثم نقلتها شرطة دبي إلى مركز للشرطة لمدة ثلاثة أيام.
لذلك هذا يكشف تواطئ سلطات الإمارات مع الصين في ذلك.
وقالت إنه في اليوم الثالث جاء لزيارتها رجل صيني قدم نفسه على أنه لي زوهانغ.
وحينها أخبرها أنه يعمل في القنصلية الصينية في دبي وسألها عما إذا كانت قد أخذت أموالاً من مجموعات أجنبية للعمل ضد الصين.
وأشارت وكالة “أسوشيتيد برس” إلى أنها غادرت دولة الإمارات وهي الآن تسعى للحصول على حق اللجوء في هولندا.
وأكدت الوكالة أن “المواقع السوداء” شائعة في الصين.
وذكرت أن “رواية “وو هوان” هي الشهادة الوحيدة المعروفة للخبراء بأن بكين أنشأت موقعًا في بلد آخر (الإمارات)”.
لذلك أكدت الوكالة أن هذا الكشف سيعكس كيف تستخدم الصين نفوذها الدولي بشكل متزايد لاحتجاز.
أو إعادة المواطنين الذين تريدهم من الخارج، سواء كانوا منشقين أو مشتبهين بالفساد أو أقليات عرقية مثل الإويغور.
غير أن الوكالة أكدت أنها لم تتمكن من تأكيد أو دحض حساب “وو” بشكل مستقل.
كما لم تتمكن من تحديد الموقع الدقيق للموقع الأسود في الإمارات.
الأكثر أهمية، أن “أسوشيتيد برس” ذكرت أن مراسليها سمعوا أدلة داعمة لرواية الشابة الصينية.
كم عدد الإيغور في الإمارات
بما في ذلك طوابع في جواز سفرها، وتسجيل هاتفي لمسؤول صيني يسألها أسئلة، ورسائل نصية أرسلتها من السجن بالإمارات لقسّ يساعد الزوجين.
في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ “ما يمكنني قوله هو إن الموقف الذي تحدث عنه الشخص غير صحيح”.
لكن الأستاذة المساعدة في أكاديميا سينيكا التايوانية يو جي تشين قالت إنها “لم تسمع عن سجن سري صيني في دبي”.
ورأت أن “مثل هذه المنشأة في دولة أخرى ستكون غير عادية”، وفق وصفها.
في حين أشارت إلى أن هذا السجن سيتماشى مع محاولات الصين لبذل كل ما في وسعها لإعادة مواطنين مختارين.
سواء من خلال الوسائل الرسمية مثل توقيع معاهدات تسليم المجرمين والوسائل غير الرسمية مثل إلغاء التأشيرات أو الضغط على الأسرة بالصين.
في السياق، أكدت الوكالة أن لإمارة دبي تاريخ كمكان يتم فيه استجواب الإويغور وترحيلهم إلى الصين.
ونقلت عن نشطاء قولهم إن ” إمارة دبي في الإمارات مرتبطة بعمليات استجواب سرية”.
كما أكدت المحامية القانونية التي أسست مجموعة الدعوة المحتجزة في دبي رادها ستيرلنغ أنها عملت مع حوالي 10 أشخاص.
وأفاد هؤلاء بأنهم محتجزون في فيلات في الإمارات بما في ذلك مواطنون من كندا والهند والأردن، ولكن ليس الصين.
وذكرت ستيرلنغ: “ليس هناك شك في أن الإمارات احتجزت أشخاصًا نيابة عن حكومات أجنبية متحالفة معها”.
وأردفت “لا أعتقد أنهم سيهزون أكتافهم (سيرفضون) على الإطلاق لطلب من هذا الحليف القوي”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=40316
التعليقات مغلقة.