الدوحة- خليج 24| وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن اليوم الاثنين إلى قطر لشكرها على دورها الكبير في الملف الأفغاني.
وتستهدف زيارات كبار المسؤولين الأمريكان لقطر توجيه الشكر لها على دورها البارز في عمليات الإجلاء من أفغانستان.
كما تأتي الزيارات لشكر الدوحة على جهودها الكبيرة التي بذلتها في سبيل التوصل إلى اتفاق مع حركة طالبان.
وذكرت الخارجية الأمريكية أن بلينكن “سيبحث مع المسؤولين بقطر الملف الأفغاني والعلاقات الثنائية القوية بين البلدين.
وكانت الخارجية الأمريكية وصفت الدوحة بأنها “أول وأكبر موقع إجلاء من أفغانستان”.
كما تعد قطر-بحسب الخارجية الأمريكية- وواحدة من أقرب الحلفاء العسكريين لنا بالمنطقة.
وشددت على أن الدوحة “شريك فاعل في التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة ومكافحة التطرف العنيف”.
لذلك أبدت امتنانها لـ”تعاون قطر بشأن أفغانستان، ودعمها الذي لا غنى عنه في عملية الإجلاء”.
أيضا وصل وفد أمريكي رفيع برئاسة وزير الخارجية الأمريكية ووزير الدفاع لويد أوستن للدوحة.
وقال بلينكين إنه يغادر إلى كل من قطر وألمانيا، “حيث ستتاح لي الفرصة لشكر أصدقائنا القطريين والألمان شخصياً.
وذلك على الدعم المتميز الذي قدموه لنقل المواطنين الأمريكيين والأفغان وغيرهم من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان بأمان.
وأوضحت وكالة “رويترز” أن بلينكين سيعمل على تشكيل جبهة موحدة مع الحلفاء هذا الأسبوع حول كيفية التعامل مع طالبان.
وتهدف التحركات الأمريكية ضمان استمرار دعم ومساعدة الولايات المتحدة بعمليات إجلاء الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر.
أيضا سيجتمع بلينكن مع الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في أفغانستان خلال زيارته لقطر.
وكانت واشنطن نقلت بعثتها الدبلوماسية من كابل إلى الدوحة.
في السياق، سيواصل لويد أوستن جولته الخليجية بعد قطر حيث كشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنه سيزور السعودية والكويت والبحرين.
وتأتي زيارة أوستن للتأكيد لقادة هذه البلدان “التزامات بلاده الدفاعية في منطقة الخليج”.
وقبل أيام، وصفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية دولة قطر بأنها باتت مرتكزًا لقادة العالم بمساعيهم لنيل دعمها وجهودها في إحلال السلام.
وقالت الصحيفة الشهيرة إن الدوحة بزرت عقب اتفاق طالبان وأمريكا كلاعب محوري في الساحة الدولية وباتت مركزا استراتيجيا لحل الأزمات الدولية.
وبينت أن “قطر برزت كجسر بين “طالبان” والغرب عقب حصار استمر 3 سنوات من جيرانها”.
وشددت على أن الدولة الخليجية أصبحت تلعب دورا كبيرا على المسرح العالمي.
وذكرت أن قطر باتت حلقة الوصل بين الغرب والجماعات الإسلامية.
وأكدت أن الدوحة عملت لعقود على إقامة علاقات مع الأطراف كافة ولعب دور الوسيط والوسيط القوي.
وقالت مجلة “إنتلجنس أونلاين” الفرنسية المعنية بشؤون الاستخبارات إن قطر ستبقي على دورها كوسيط مع حركة طالبان رغم الإخفاق الاستخباراتي.
وأوضحت المجلة أن أخطاء الدوحة الاستخباراتية بشأن تطور الوضع في أفغانستان لم يُضعف عزمها على مواصلة المشاركة عن كثب.
وتستضيف قطر، المكتب السياسي لحركة “طالبان” منذ عام 2011، كوسيط وتوافق الرؤية الدولية مع ذلك.
وبينت أن الدوحة ترغب بلعب دور مركزي بشؤون البلاد ورغم إخفاق أجهزتها الاستخباراتية بالتنبؤ بما سيحدث بأفغانستان إثر الانسحاب الأمريكي.
وأكدت المجلة أن السلطات القطرية تلقت مفاجأة باكتشاف مدى ابتعاد الوعود السياسية عن الوضع على الأرض.
وأشارت إلى أن الذي يحكمه مسؤولو “طالبان” العسكريون هم من أخذوا الأمور بأيديهم منذ 15 أغسطس.
وذكرت أنهم لا يبدو أنهم في عجلة من أمرهم للتعاون مع قادة الفرع السياسي للحركة المقيمين في قطر.
وقالت صحيفة Independent البريطانية إن العديد من الدول مثل الهند وألمانيا وحتى السعودية تسعى إلى بناء علاقات مع حركة طالبان في أفغانستان وأن كله سيكون عبر قطر.
وذكرت الصحيفة أن حركة طالبان الآن في مقعد القيادة الدبلوماسية عقب سيطرتها على كابل.
وأكدت أن الممر الوحيد لبناء السعودية علاقات مع طالبان سيكون عبر الدوحة.
وتطرقت الصحيفة إلى إخفاقات كبيرة لدور السعودية الإقليمي بسبب سياسة ولي عهدها محمد بن سلمان.
ونشر موقع “يوراسيا ريفيو” البحثي مقالًا تحليلًا سياسيًا سلّط فيه الضوء على أدوار دول الخليج وخاصة قطر والسعودية في أفغانستان عقب تولي حركة طالبان للحكم فيها.
وقال الموقع إنه من المرجح أن تستثمر السعودية والإمارات في أفغانستان للتنافس مع قطر.
وذكر أن الرياض وأبو ظبي ستستغرقان وقتًا طويلاً للتفاوض مع طالبان غلى عكس الدوحة.
ونبه الموقع التحليلي إلى أن قطر تفاعلت معهم واستضافتهم منذ 8 سنوات، وبالتالي تتقدم قطر بخطوات عليهم.
لكن يتزامن ذلك مع ما كشفته صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن الفراغ في أفغانستان سيزيد من فوضى السياسات الإقليمية في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن علاقة إيران مع حركة طالبان التي تسيطر على كابل باتت أوثق من أي وقت مضى.
لكن أكدت في المقابل أنه وعلى خلاف الدوحة فإن السعودية تنسحب من أي علاقة مع الحركة التي كان لها علاقة وثيقة بها قبل سنوات.
ورجحت أن تمتد الحرب الباردة بين دولتي قطر والإمارات إلى الأراضي الأفغانية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=31320
التعليقات مغلقة.