أعلنت دولة قطر أنها “تراقب عن كثب التطورات في سوريا” عقب سقوط نظام بشار الأسد اليوم الأحد، في وقت حساس تشهد فيه البلاد تحولات غير مسبوقة بعد حكمه الذي دام عقودًا.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية، التي شددت على ضرورة “الحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة الدولة” لتجنب انزلاق البلاد نحو الفوضى.
وكانت القوات المعارضة قد شنت هجومًا مفاجئًا على حلب في 27 نوفمبر الماضي، مما أدى إلى السيطرة على مناطق أخرى كانت خاضعة لسيطرة النظام، ودفع الأسد إلى مغادرة السلطة.
ومنذ بداية الأزمة السورية في 2011، عندما قمع الأسد الاحتجاجات السلمية المطالبة بالديمقراطية، قطعت قطر علاقاتها مع النظام السوري، وظلت ترفض التطبيع معه على الرغم من موجة التطبيع التي شهدتها المنطقة في العام الماضي، بما في ذلك إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وفي بيانها بشأن سقوط النظام، جددت قطر دعمها لحل سلمي في سوريا “يخدم مصالح الشعب السوري”.
وأكدت الوزارة في بيانها على “ضرورة أن تشارك جميع الأطراف في حوار لحماية أرواح المواطنين وحماية المؤسسات الوطنية للدولة، وضمان مستقبل أفضل للشعب السوري الشقيق وتحقيق تطلعاته في التنمية والاستقرار والعدالة”.
كما استضافت قطر يوم السبت الماضي اجتماعًا حول سوريا حضره أعضاء عملية أستانا، بما في ذلك تركيا وإيران وروسيا، كما كانت هناك تمثيلات من دول عربية مثل الأردن والسعودية ومصر والعراق.
وفي بيان مشترك، شددت الدول المشاركة على ضرورة “سعي جميع الأطراف لحل سياسي للأزمة السورية”.
وأكدوا على أهمية تعزيز الجهود الدولية المشتركة لزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري وضمان وصولها بشكل مستدام وغير معرقل إلى جميع المناطق المتضررة.
من جهته، عقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مؤتمرًا صحفيًا في الدوحة يوم الأحد، حيث كرر دعواته إلى انتقال سلمي وشامل في سوريا.
وقال فيدان للصحفيين إن ما حدث لم يكن مفاجئًا، مشيرًا إلى أن البلاد كانت تعيش في حالة من الفوضى على مدى الثلاثين عامًا الماضية، وأضاف أن “النظام كان يعتمد على أموال المخدرات للبقاء في السلطة”.
وأشار المسؤول التركي إلى فشل النظام في التوصل إلى أي مصالحة مع الشعب السوري، مؤكدًا أن “سوريا وصلت إلى مرحلة ستشكل فيها الشعب السوري مستقبله”، وأعرب عن أمله في أن “الشعب السوري لا يستطيع تحقيق هذا بمفرده”.
وعند سؤال الصحفيين عن مكان بشار الأسد، الذي تشير التقارير إلى أنه فر إلى روسيا، قال فيدان: “لا أستطيع التعليق على ذلك، هو في مكان ما، لكن لا يمكنني التعليق على ذلك. ربما خارج سوريا”. وأضاف أنه لم يتم التواصل مع الأسد.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69531