أجرى الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي زيارة نادرة إلى إيران نهاية الأسبوع الماضي تعد الأولى لمسؤول سعودي بهذا المستوى منذ 20 عامًا.
وأوردت وكالة بلومبيرغ أن الوزير السعودي اجتمع مع المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، يوم الخميس في طهران، في إشارة إلى أن الرياض تلعب دورًا نشطًا في الجهود الرامية إلى تجنب أزمة أمنية كبيرة بين الولايات المتحدة وإيران.
وتمثل هذه الزيارة أول لقاء منذ ما يقرب من عقدين بين مسؤول سعودي رفيع وخامنئي. ووفقًا للموقع الرسمي للمرشد الإيراني، فإن آخر مرة التقى فيها خامنئي بعضو من مجلس الوزراء السعودي كانت في يونيو 2006 عندما زار وزير الخارجية السعودي آنذاك، الأمير سعود الفيصل، طهران.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، سلّم الأمير خالد رسالة من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى خامنئي، دون الكشف عن تفاصيل محتواها.
وتأتي الزيارة قبل يومين فقط من الجولة الثانية المرتقبة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي.
وتُعد السعودية حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، وقد دعمت انسحاب الرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، واستراتيجيته المعروفة بـ”الضغط الأقصى” ضد الجمهورية الإسلامية. لكن العلاقات بين الرياض وطهران تحسّنت بشكل كبير بعد اتفاق توسطت فيه الصين عام 2023.
كما أن المخاوف من حجم الرد العسكري الإسرائيلي على هجمات حماس في أكتوبر 2023 دفعت المملكة إلى تكثيف جهودها للمساعدة في حل الجمود بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي، وتجنب المزيد من التصعيد في المنطقة.
وتستعد الولايات المتحدة وإيران لجولة ثانية من المحادثات في روما يوم السبت، في حين أعربت المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى عن قلقها بشأن العواقب المحتملة إذا فشلت المفاوضات.
وقال الأمير خالد في منشور على موقع X: “في اجتماعي مع رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، استعرضنا العلاقات الثنائية بين بلدينا واستكشفنا آفاق التعاون الدفاعي”.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن مسؤولين دفاعيين أكدوا للمسؤول السعودي استعداد طهران لتوسيع العلاقات العسكرية.
الأمير خالد، وهو طيار مقاتل، هو على الأرجح أول وزير دفاع سعودي يزور إيران منذ الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩. وهو أيضًا أرفع مسؤول ملكي سعودي يزور إيران منذ عقود. وكان آخر من زارها هو الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي زارها عام ١٩٩٧ كولي للعهد، خلال اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي عُقد في طهران.
تكتسب الزيارة أهمية خاصة، لا سيما في ظل عقود من العداء بين البلدين. وقد تحسنت العلاقات منذ اتفاق عام ٢٠٢٣ الذي توسطت فيه الصين، وسط جهود لإحلال السلام في اليمن، حيث هدد الحوثيون كلاً من السعودية والإمارات رغم الغارات الجوية الأمريكية.
خلال زيارته، سلّم الأمير خالد رسالة من العاهل السعودي الملك سلمان. كما التقى بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، لمناقشة “جهود تعزيز الأمن والاستقرار”.
وفي الشهر الماضي، حذر رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن من أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية المطلة على الخليج من شأنه أن يترك دول المنطقة بلا مياه.
فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إنه “ليس في عجلة من أمره لضرب إيران، لأنني أعتقد أن إيران لديها فرصة لتصبح دولة عظيمة”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71275