الدوحة – خليج 24| قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن دولة قطر كسبت رهان التحول لقوة عالمية بعالم الطاقة، مع تفتيش عدة دول عن مصدر بديل للغاز الروسي.
وذكرت الصحيفة أن تطوير الدوحة لحقل غاز جديد من شأنه أن يرفع من تأثيرها على تدفقات الطاقة على نحو أوسع مع أزمة أوكرانيا.
ونبه إلى أن قطر سعت إلى تحقيق هذا الهدف قبل سنين، مع تصديرها لأول مرة الغاز الطبيعي المسال قبل عقدين.
ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا، بحثت دول أوروبية سبل جلب الغاز من مناطق بديلة عن موسكو، كان على رأسها قطر، إذ عقدت مفاوضات حثيثة لذلك.
وأعلنت شركة قطر للطاقة اتفاقيات مشروعات مشتركة مع 5 من أكبر شركات النفط العالمية لتطوير مشروع حقل الشمال الشرقي بـ 29 مليار دولار.
وتحاول الدوحة من خلاله رفع الطاقة التصديرية السنوية من 77 مليون طن إلى 110 ملايين طن مع حلول عام 2026.
وتتجاوز بذلك أستراليا كثاني أكبر منتج للوقود بعد الولايات المتحدة.
وباشرت ألمانيا وقطر تنفيذ اتفاق شراكة بمجال الطاقة، وخاصة تجارة الهيدروجين والغاز الطبيعي المسال ابتداء من عام 2024.
وتسعى برلين لتوفير موارد بديلة عقب غزو روسيا على أوكرانيا.
واتفق المستشار الألماني أولاف شولتز وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في برلين على شراكة قطر الاستراتيجية لألمانيا في مجال الطاقة.
وقال شولتز إن قطر ستلعب دورا محوريا في استراتيجية بلاده للتنوع بعيدا عن الغاز الروسي.
وأكد أن قضية أمن الطاقة تلعب دورا مهما بالنسبة لنا.
وأشار إلى أن برلين ستطور بنيتها التحتية بما سيسهل استيراد الغاز المسال عن طريق السفن.
بينما ذكر الأمير تميم أن الدوحة تعتزم بدء توريد الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا عام 2024.
وتسعى ألمانيا بضغط من أوكرانيا ودول أوروبية أخرى لاتخاذ إجراءات تحرر القارة من واردات الطاقة الروسية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وتصنف روسيا كأكبر مورد للغاز لبرلين التي شرعت ببناء أول محطة غاز مسال عائمة في فيلهيلمسهافن شمال غرب البلاد، تجهيزا لمرحلة ما بعد الغاز الروسي.
ووصفت وكالة “رويترز” للأنباء محادثات ألمانيا وقطر بشأن اتفاقات طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي المسال أنها “صعبة”، على خلفية خلافات بشأن شروط رئيسية.
وذكرت الوكالة أن برلين ترغب بخفض انبعاثات الكربون 88 % بحلول 2040، لديها تردد بقبول شروط الدوحة لتوقيع اتفاقات لفترات 20 عاما.
وأشارت إلى أن الاتفاقية بين ألمانيا وقطر تهدف لتأمين الأحجام الضخمة من الغاز المسال التي تقلل اعتمادها على الغاز الروسي.
وبينت “رويترز” أن قطر كأكبر موًرد عالمي للغاز الطبيعي المسال تشترط منع برلين إعادة شحن الغاز لمناطق أخرى، وهو ما يرفضه الاتحاد الأوروبي.
غاز قطر
وتفتش أوروبا عن مصادر جديدة للغاز الطبيعي كبديل للواردات الروسية التي تمثل 38% من الغاز المستورد للاتحاد الأوروبي.
وتبحث عدا عن قطر مع منتجي الغاز في أنجولا والجزائر وليبيا والولايات المتحدة.
وظهرت قطر كواحدة من أكثر الخيارات جاذبية لأنها تخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية من الغاز 40% بحلول عام 2026.
وتخطط لدفع 28.7 مليارات دولار لزيادة طاقتها الإنتاجية 40%، أو 33 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2026.
صادرات الغاز الطبيعي
ويعادل أكثر من ضعفي مجمل صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسية إلى أوروبا التي بلغت 13.7 ملايين طن متري العام الماضي.
وتشير الصحيفة إلى أن فجوة ستظل باقية لأن معظم الغاز الروسي ينتقل عبر خطوط الأنابيب.
ويأتي ذلك بوقت يضخ عديد المنتجين الآخرين بخلاف قطر، بكامل طاقتهم ولا يمكنهم تحقيق الكثير لأوروبا.
وقالت صحيفة “زود دويتشه تسايتوند” الألمانية إن موقفها بشأن الغز يحمل بطياته التوازن دون إغضاب روسيا أو الغرب.
وذكرت أنه سيؤمن لها مكاسب اقتصادية كبيرة.
وأكدت الصحيفة أن غالبية كميات الغاز في الدوحة ترتبط بعقود طويلة الأجل، وهو نهج تلجأ إليه أوروبا لنيل الغاز القطري.
وحولت الدوحة مسار 4 ناقلات كبيرة إلى بريطانيا نهاية 2021، عقب طلب للمساعدة تلقته من رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون”.
غاز قطر ويكبيديا
وذكرت الصحيفة أن البلد الخليجي مهتمة بصفقات شراء طويلة المدى، وليس فقط لعب دور مؤقت لسد الفراغ، حتى انتهاء الحرب على أوكرانيا.
وأوضحت أن الدول الأوروبية تفضل شراء الغاز عبر صفقات قصيرة المدى للاستفادة من الأسعار المتدنية.
وبينت الصحيفة أنه وعكس الدول الآسيوية التي ترتبط بعقود مع قطر تمتد لفترات تتراوح بين 20 و25 سنة، وهو الأسلوب الذي تفضله الدوحة.
كم يبلغ غاز قطر
ورجحت أن يلجأ الاتحاد الأوروبي للالتزام بعقود طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال.
وذلك لتجنب صدمات العرض مستقبلًا، والاستفادة من زيادة الإنتاج القطري.
وأكدت الصحيفة أن هذا هو ما سيؤمن للدوحة عقودا مليارية عبر دبلوماسية الغاز.
وذكرت أن قطر تتجه لحصد مكاسب عدة سياسيا واقتصاديا، بداية من كونها لاعب رئيس ومهم لأوروبا والعالم.
هل تنقذ قطر أوروبا بالغاز
وأشارت إلى أن ذلك النظر إليها كرمانة الميزان في سوق إمدادات الغاز.
وكذلك التوجه إليها كقبلة حيوية لإنقاذ أوروبا من أزمة محتملة.
وبينت الصحيفة أنه “ليس أخيرًا جني تعاقدات طويلة الأجل تعزز محفظتها المالية”.
وتصنف قطر كأكبر المستثمرين الأجانب في روسيا، باستثمارات متنوعة تبلغ 13 مليار دولار.
إقرأ أيضا| هل تنقذ قطر “رمانة الميزان” أوروبا من معضلة الغاز؟
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=48396
التعليقات مغلقة.