أبو ظبي – خليج 24| قالت مجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) الأميركية إن هجمات جماعة أنصار الله “الحوثيين” المدعومة إيرانيًا باتت تشكل معضلة كبيرة لقادة الإمارات.
وأكدت المجلة واسعة الانتشار أن قادة أبو ظبي باتوا عالقين بين تحركاتهم الخارجية العدوانية، وسياسات التركيز على الشؤون الداخلية والدبلوماسية المالية.
وأوضحت أن الإمارات خرجت من حرب اليمن لأنه كان مشروعًا خاسرًا لها، ولم تعد تريد أي شيء يربطها مع السعودية التي أضرت بسمعتها.
وذكرت المجلة أنه الآن وقع قادة الإمارات بمأزق بين الرد على هجمات تهدد العاصمة، ومأزق العودة المباشرة إلى الصراع اليمني.
وقال حساب “ضابط أمن سابق” الشهير في السعودية إن جماعة أنصار الله “الحوثيين” باتت تهدد دول الخليج بأكملها في غضون 7 سنوات.
وكتب الحساب عبر “تويتر” أنه ليس من المنطق أن تتطور ميليشيا خلال 7 سنوات وهي تحت وطأة القصف والمعارك البرية كما تطورت ميليشيا الحوثي.
وأكد أنه “لولا دعم إيران المستمر لما استطاعت الحوثيين تهديد الخليج بأكمله”.
في سياق آخر، نشر موقع “ستراتفور” الاستخباري الأمريكي تفاصيل مثيرة عن تداعيات وتبعات هجوم “الحوثيين” على منشآت وقود كبرى بأبو ظبي.
وقال الموقع إن توالي الردود سيدفع نحو سلسلة ضربات تقوض سمعة الإمارات كمركز تجاري آمن.
وأشار إلى أن هجوم أبو ظبي سينتج عنه دعم عسكري ودبلوماسي أمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ويضع ضغوطا على الحوثيين.
وبين الموقع أن بدء الحوثيين بحملة أطول ضد الإمارات فسيحلق ضرر كبير بسمعتها كمكان آمن للاستثمار وممارسة الأعمال التجارية.
وأكدت أن هذه الهجمات ستضر باستراتيجية التنويع الاقتصادي لأبو ظبي.
ونوه إلى أن الإمارات تخشى من إثارة مواجهة عسكرية قد تخيف السائحين والشركات والمستثمرين، وهي ركائز أساسية لاستراتيجيتها للتنمية الاقتصادية.
لكن يرتكز اقتصاد دبي على التجارة مع إيران.
ويحتمل أن تكون التحديات بمثابة قيود تشغيلية للرد على ضربات الحوثيين ضد الإمارات.
وكذلك واعتبارات سياسية بأنها تضر بعلاقات أبو ظبي وطهران حليفة الحوثيين.
وذكر الموقع أن هجمات أبوظبي تهدد جهود الإمارات وإيران لإصلاح العلاقات بينهما.
لكن بين أن ضربات الحوثيين يمكن أن تدفع الإمارات لدور عسكري أكثر نشاطًا في اليمن؛ ما ينتج عنه هجمات حوثية جديدة تستهدف أراضيها.
وذكر أن أبو ظبي ظلت تاريخيا ناجية من معظم آثار عدم الاستقرار في المنطقة بفضل عقود من سياساتها الخارجية غير التدخلية.
لكن نهجها تغير بعد الربيع العربي، عندما خلصت لوجوب المشاركة المباشرة بالشؤون الإقليمية؛ لمنع منافسين مثل الإخوان المسلمين وإيران من تهديدها.
وأقر مسؤول إماراتي رفيع بحقيقة طبيعة هجوم “الحوثيين” في اليمن على أهداف في عاصمة الإمارات أبو ظبي قبل أيام.
وقال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة إن الجماعة استخدمت صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة بهجوم أبوظبي.
وأشار إلى أنه هجوم أبو ظبي لم يقتصر على طائرات دون طيار، ما يبرز حجم الهجوم والتهديد الذي يشكله على الإمارات.
وأوضح العتيبة خلال لقاءٍ نظمه المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي إن هناك “عدة هجمات”.
ونبه إلى أن الأنظمة الدفاعية لأبوظبي اعترضت بعض القذائف والقليل منها لم تعترض.
يذكر أن الإمارات قالت إن الهجمات نتج عنها مقتل ثلاثة عمال بمنشأة لشركة النفط بمنطقة صناعية بأبوظبي وأشعلت حريقًا بمطار المدينة الدولي.
وذكرت أنها ناتجة عن هجوم الحوثيين بطائرات بدون طيار.
بينما حديث العتيبة يؤكد أنها هجوم أكبر وأكثر جرأة على الإمارات.
ويرفع الهجوم على أبو ظبي التي تعد موطنًا لمركز التجارة والتمويل والسياحة المهيمن في المنطقة، مخاوف من تطور ترسانة الحوثيين.
ويؤكد ذلك ما نشرته شبكة “ap news” الإنجليزية تقريرًا قالت فيه إن الإمارات سعت إلى إخفاء هجوم الحوثيين على منشأة وقود ضخمة في أبو ظبي.
وقالت الشبكة إن مسؤولي الإمارات لم يعترفوا بشأن الهجوم الذي تعرضت له أبو ظبي إلا بعد ساعات عديدة.
وأشارت إلى أنه ومع دانة دول أخرى للهجوم، كسر الدبلوماسي الإماراتي أنور قرقاش حاجز الصمت معترفًا بهجوم الحوثيين على أبو ظبي.
وذكرت الشبكة أن صور الأقمار الصناعية تظهر آثار الدخان يتصاعد فوق مستودع وقود لشركة النفط الوطنية في حي المصفح في العاصمة.
ونبهت إلى أن الدخان عقب “الهجوم العنيف على منشأة نفطية في الإمارات والذي تبناه الحوثيون في اليمن”.
كما قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن عودة “الحوثيين” لاستهداف أبوظبي بطائرات مسيرة أمس خلفه أسباب كامنة.
وأكدت الصحيفة أن الاستهداف جاء انتقامًا للحملة العسكرية التي لا هوادة فيها من الضربات الجوية السعودية القاتلة.
وذكرت أن الهجوم على أبو ظبي جاء لانخراطها بعمق بحرب اليمن منذ 7 سنوات رغم سحب قواتها بعامي 2019 و2020.
وبينت الصحيفة نقلا عن نائب وزير الإعلام في صنعاء نصر الدين عامر أنه رد على “التصعيد الإماراتي في اليمن بمحافظتي شبوة ومأرب”.
وارتفعت حصيلة قتلى وجرحى هجوم “الحوثيين” على صهاريج نقل بترولية وحريق بمطار أبوظبي في الإمارات إلى 3 قتلى و6 إصابات.
وأعلن الحوثيون عن شن عملية عسكرية في العمق الإماراتي.
بينما قالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إن انفجارًا في 3 صهاريج نقل محروقات بترولية بمنطقة المصفح بأبو ظبي.
وأشارت إلى أن التحقيقات الأولية تشير لرصد أجسام طائرة صغيرة.
وأكدت شرطة أبوظبي “اندلاع حريق صباحًا ما تسبب بانفجار 3 صهاريج نقل محروقات بترولية بمصفح آيكاد 3 قرب خزنات أدنوك”.
ونبهت إلى أنه “وقع حادث حريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي”.
وبحسب التحقيقات فإن أجسام طائرة صغيرة لطائرات بدون طيار وقعتا بالمنطقتين قد تكونان تسببتا بالانفجار والحريق”.
وأشارت إلى أن السلطات المختصة فتحت تحقيقا موسعا حول سبب الحريق والظروف المحيطة به.
بينما ظهر المتحدث العسكري باسم الحوثيين “يحيى سريع” للحديث عن كشفهم خلال ساعات تفاصيل عملية بالعمق الإماراتي.
كما قال التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إنه رصد وتابع تصعيدا عدائيا باستخدام طائرات مسيرة من قبل الحوثيين.
ونبه أن عددا من الطائرات المسيرة انطلقت من مطار صنعاء الدولي.
وأكد التحالف تدمير 3 طائرات مسيرة أطلقت باتجاه المنطقة الجنوبية في السعودية.
وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين “محمد البخيتي” إنه لا يعرف مكان إطلاق الطائرات المسيرة.
لكن أوضح أنها انطلقت من مطار صنعاء يأتي كذريعة لاستهداف المطار.
ونبه أن ضربة اليوم التي استهدفت أبوظبي كانت موجعة، وأنها مجرد بداية إذا لم توقف الإمارات عدوانها، حسب قوله.
وحذر “البخيتي” الإمارات من أن العملية العسكرية ما زالت مستمرة، وأنها في بدايتها.
وأكد أن جماعته تتعامل بصبر كبير مع الإمارات.
يشار إلى أن الحوثيون بثوا فيديو عام 2019 يعود لاستهدافهم منشآت في مطار أبوظبي الدولي في عام 2018 بطائرة مسيرة.
لكن الإمارات نفت تعرض المطار لأي هجوم، وقالت إن الحادث الذي وقع في المطار تسببت به مركبة إمدادات.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=39470
التعليقات مغلقة.