“ف.بوليسي”: سلطة السعودية محصورة بالقوة بيد ابن سلمان دون ضوابط وتوازنات

 

الرياض – خليج 24| قالت مجلة أمريكية شهيرة إن السلطة داخل المملكة العربية السعودية محصورة بيد ولي عهدها بن سلمان بشكل مريب وبدون أي ضوابط وتوازنات.

وذكرت مجلة “فورين بوليسي” أن عدم التوازن بين قرارات ابن سلمان والملك سلمان.

وقالت: “جعل مراكز القوة التقليدية في السعودية -العائلة المالكة ومجتمع رجال لأعمال والمؤسسة الدينية- تخضع له بالقوة”.

وبينت المجلة أن البلاد باتت سجناً كبيراً، إذ يخضع الآلاف لحظر سفر تعسفي ولا يمكنهم مغادرة البلاد دون إذن حكومي.

وأشارت إلى أن “النشطاء والكتاب والأكاديميون وعلماء الدين والصحفيون يُحتجزون أو يختفون، أو ويتم محاكمتهم بأحكام طويلة غير عادلة”.

كما قال موقع “جيوبوليتيكال فيوتشرز” الأميركي إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يطبق إجراءات صارمة لبناء الدولة السعودية الرابعة.

وأكد الموقع واسع الانتشار أن هذه الإجراءات يبدو أنه من المرجح أن يصبح من خلالها ملكها الأول والأخير.

وذكر أن السعودية قلصت بسبب ضغوطها المالية نظام الرعاية الاجتماعية السخي بعد أكثر من نصف قرن من تدليل الشعب السعودي.

وأوضح أن سرعة إدخال التغييرات صدمت عديد السعوديين، وبات عدد متزايد منهم يشعر بخيبة أمل من قراراته المتقلبة في كثير من الأحيان.

وقال الموقع إن السعودية دولة قبلية غير متجانسة، وتشمل منطقة نجد، معقل الوهابيين التي تضم أقل من ثلث السكان السعوديين.

وأشار إلى أن المنطقة الشرقية ذات الكثافة الشيعية، والحجاز التي تضم أقدس مسجدين في الإسلام، مكة والمدينة؛ ومنطقة عسير جنوب الحجاز.

ونبه إلى نجران وجيزان بجوار جبال صعدة اليمنية؛ ومحافظة الحدود الشمالية التي لها روابط تقليدية بجنوب العراق والأردن.

وأكد الموقع الأمريكي أن الوفرة المادية والاستقرار السياسي والقدرات القسرية للحكومة المركزية ساهمت بتماسك السكان المتنوعين في السعودية.

لكن استدرك بالقول: “الشقوق في النظام في ظل القيادة السياسية المتقلبة لديها القدرة على تفكيكها”.

وبين أن ابن سلمان غير بشكل جذري نظام الحكم السعودي الذي أنشأه جده منذ عقود بسعيه لخلافة والده المريض الملك “سلمان”.

وذكر الموقع أنه ألغى موقع المؤسسة الدينية الوهابية، ونظام الضوابط والتوازنات بين أفراد العائلة المالكة السعودية وطردهم من مراكز القوة السعودية.

وأشار إلى أنه فرض نظامًا سياسيًا مختلفًا جوهريًا لا يمكن تمييزه عن الملكيات العربية المطلقة الأخرى والجمهوريات الراديكالية.

ونشر مركز «أوراسيا ريفيو» الأمريكي تقريرا يسلط الضوء على أدوار السعودية والإمارات في مواجهة الإسلام السياسي، كأكبر تحدي لحكم نظاميهما.

وقال المركز إن الرياض وأبوظبي تستغلان المشاعر المعادية للإسلام لمواجهة الإسلام السياسي كتحدي أكبر لشرعية الحكام المستبدين.

وبين أن السعودية والإمارات أظهرتا دعمهما للحملات المرتبط بالاسلاموفوبيا ضد الأقلية المسلمة في أوروبا.

وأكد أن حقبة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان تؤثر على ماضيها الديني المحافظ، وأنه غير مهتم بالتزامات المسلمين الأخلاقية والعاطفية.

ورجح المركز أن يولي أهمية أكبر باعتراف السعودية بإسرائيل.

وذكر أن اقتراح ابن سلمان بإسلام “معتدل” أكثر تسامحاً عبارة مفارقة مثيرة للسخرية.

وقال المركز إنه لا يتسامح أبدًا مع أي تعددية سياسية واجتماعية، ولا يسمح بحرية الرأي والتعبير”.

وعلق مركز “BESA” للدراسات الاستراتيجية على ارتفاع وتيرة محاكمات الدعاة المعتدلين في الرياض بأوامر من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

وقال المركز إن هذه الدلائل تبرهن أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يسعى لتوجيه البلاد نحو شكل “غامض وغير محدد” من الإسلام.

وهاجمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية واقع النظام القضائي الذي يديره ولي عهد السعودية وافتقادها إلى المحاكمات العادلة.

وقالت المنظمة إن السعودية تتصدر قائمة دول مثل مصر وإيران والإمارات والبحرين تشهد محاكمها قصورًا فادحًا بالامتثال للمحاكمات العادلة.

وبينت أنه بتلك الدول هناك سبل انتصاف محدودة إن وجدت، عن الانتهاكات التي يواجها الأشخاص بالنظم القضائية المحلية العادلة.

وأكدت “وتش” أنه الرئيس الأمريكي بايدن وعد بدايات تسلمه بعودة الولايات المتحدة إلى سياسة خارجية متعددة الأطراف تدعم حقوق الإنسان.

وقالت: “هذه رؤية مهمة للشرق الأوسط، وهي منطقة غالبا ما يزعزعها الاستبداد والفساد وموجات النضال لحماية أفضل لحقوق الإنسان”.

وأكدت المنظمة: “ستضع المنطقة رغبة الإدارة على المحك في إعادة تعريف حقوق الإنسان كواحدة من المصالح الأمريكية”.

وقالت إن: “بداية بايدن كانت معتدلة وسرعان ما بدأ بتصحيح المسار لبعض الأضرار الواقعة خلال الإدارة السابقة”.

وبينت صحيفة “Grand Valley Lanthorn” الأمريكية إن بايدن أضاع عدة فرص وذرائع لفرض عقوبات على الرياض .

وذكرت الصحيفة المحلية أن ذلك بدءا من جرائمه في اليمن وانتهاء بجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول.

وأكدت أن بايدن فشل تمامًا في ذلك ولم يلتزم أبدًا بوعوده بأن يغير علاقة واشنطن بالرياض.

كما قالت صحيفة أمريكية أن عدم قيام بايدن بمعاقبة ابن سلمان على جريمته باغتيال خاشقجي سيؤثر على قوة الخصم اللدود للسعودية.

وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” أن فشل البيت الأبيض التحرك ضد ابن سلمان بجريمة قتل خاشقجي سيزيد من جرأة إيران.

ولفتت إلى تأكيد البيت الأبيض في تقريره الاستخباري أن ابن سلمان هو من صادق على اعتقال أو قتل خاشقجي.

ونبهت إلى انه مع ذلك لم تفعل واشنطن على ما يبدو وبشكل مثير للدهشة إلا القليل.

وبينت “فايننشال تايمز” أن فريق بايدن رفع سقف التوقعات منه عندما هدد بمعاملة السعودية كدولة “منبوذة”.

وتوصل فريق بايدن-بحسب الصحيفة- لنتيجة مفادها عندما تعلق الأمر بابن سلمان “يبدو أن الأمر معقد”.

واعتبرت أن هذا “سيغذي الشكوك التي تشترك فيها الدول الصديقة والعدوة لأمريكا حول مصداقية مسؤوليها”.

ولفتت إلى أن هذه هي العملة التي صمم بايدن على إحيائها بقوله إن “أمريكا قد عادت”.

 

للمزيد : “هيومن رايتس”: الرياض تفتقر للمحاكمات العادلة

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.