السعودية تراهن على عودة السفر السياحي والتجاري لتغطية استضافة كأس العالم

قالت مجلة فورشين الدولية إن المملكة العربية السعودية تراهن على عودة السفر السياحي والتجاري لتغطية النفقات الضخمة لاستضافة كأس العالم 2034 في حدث سيكون الثاني من نوعه في منطقة الخليج العربي.

وقد فازت المملكة هذا الشهر بحق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، كما حصلت قبل أكثر من عام على حقوق استضافة معرض إكسبو العالمي 2030.

ويؤكد داعمو السعودية أن اختيارها لاستضافة كأس العالم ومعرض إكسبو يمثلان معالم رئيسية في جهود الحكومة الغنية بالنفط لتنويع اقتصادها والاعتماد بشكل أقل على قطاع الطاقة، والتركيز أكثر على قطاعات أخرى مثل السياحة.

قال فهد الرشيد، رئيس الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات السعودية، خلال قمة MICE الدولية: “سنستضيف خلال العقد القادم اثنين من أكبر الأحداث”. يشير مصطلح MICE إلى الاجتماعات، الحوافز، المؤتمرات، والمعارض، وهو قطاع يركز على الأعمال التجارية ويولد عائدات كبيرة من المعارض والمؤتمرات التجارية. وأضاف الرشيد: “قطاعنا لديه فرصة أكبر”.

واستفادت صناعة MICE مؤخرًا من عودة السفر التجاري، الذي كان تعافيه أبطأ من السفر الترفيهي بعد الجائحة. بينما سارع العديد من الأشخاص حول العالم بحجز الرحلات الترفيهية لتعويض الوقت الضائع، لم يقفز السفر التجاري بنفس الحدة بسبب الاعتماد على تقنيات الاجتماعات الافتراضية مثل Zoom.

أشار الرشيد إلى أن النمو المتوقع في السفر التجاري الدولي خلال العقد المقبل سيتجاوز النمو الاقتصادي العالمي. ويعتقد أن السعودية لديها فرصة للاستفادة من هذا النمو بسبب الإنفاق الحكومي لدعم السياحة في كل من الفئتين الترفيهية والتجارية.

ومن المتوقع أن ينفق برنامج رؤية 2030، الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ما يصل إلى 1.3 تريليون دولار لإعادة تشكيل اقتصاد البلاد.

قال وزير السياحة السعودي أحمد بن عقيل الخطيب إن صناعة MICE عالميًا ستتعافى تمامًا بحلول نهاية عام 2024. وأكد أن تعزيز السياحة يمثل أولوية استراتيجية للحكومة، مضيفًا: “السياحة مهمة للوظائف، ومهمة للمرأة، ومهمة للاقتصاد، وللمناطق الريفية”.

تهدف السعودية إلى جذب 150 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030 كجزء من خطة رؤية 2030.

وتشمل الجهود السعودية تعزيز البنية التحتية لدعم السياحة، مثل إنشاء مطار دولي جديد في الرياض من المتوقع افتتاحه عام 2030.

كما تشمل الجهود السعودية تعزيز البنية التحتية لدعم السياحة، مثل إنشاء مطار دولي جديد في الرياض من المتوقع افتتاحه عام 2030.

وتسهل السعودية السياحة للمقيمين في 66 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، حيث يمكنهم الحصول على تأشيرة سياحية لمدة 90 يومًا عبر الإنترنت تتم الموافقة عليها فورًا.

أكد الخطيب أن هذه الاستثمارات يمكن أن تجعل السياحة ثاني أكبر مساهم في الاقتصاد السعودي بعد النفط. وأضاف: “خلق هذا المصدر من الدخل وهذه الوظائف سيجعل اقتصادنا أكثر استدامة ومرونة في المستقبل”.

تحدث عبد العزيز الغنام، المدير العام لمعرض إكسبو المستقبلي في الرياض، عن التحديات المتعلقة بالموافقات اللازمة لدخول الموردين إلى السعودية، مثل الجمارك ونقل الأغذية. وأشار أندرو بيرسي، الرئيس التنفيذي لمعرض الدفاع العالمي، إلى صعوبات بناء مساحة مخصصة للعرض واستيراد المعدات العسكرية.

قال جان-غيوم لاكوست، الرئيس التنفيذي للفرع الشرق أوسطي لشركة GL Events الفرنسية، إن تنظيم الأحداث الكبيرة خلال الفترات المزدحمة مثل الربع الرابع والربع الأول يمثل تحديات كبيرة في توفير المعدات والعمالة.

وأشار لويجي كابريني، رئيس مجلس السياحة المستدامة العالمي، إلى الحاجة إلى إطار عمل لدعم الاستدامة في السياحة. وذكر أن من معايير الاستدامة في قطاع MICE استخدام المواد المحلية، وتأجير الهياكل المؤقتة التي يمكن إعادة استخدامها، وتفضيل المنتجات القابلة لإعادة التدوير.

وأضاف راندي دورباند، الرئيس التنفيذي للمجلس، أن قطاع MICE يواجه ضغوطًا متزايدة للالتزام بالاستدامة، خاصة مع تشديد اللوائح في أسواق مثل أوروبا.

فيما أشاد جون روسانت، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ CoMotion، بافتتاح مترو الرياض في 1 ديسمبر، والذي يعد أكبر نظام نقل ذاتي القيادة في العالم. وأشار إلى أن الرياض تمثل نموذجًا لإعادة ابتكار المدن، حيث يتم بناء المشاريع من الصفر بدلاً من إعادة استخدام الهياكل القديمة.

وأضاف روسانت: “النقل والتنقل يشكلان حوالي 25% من انبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا، ومن الضروري خفض هذه النسبة”. وأكد أن هناك تحركًا حقيقيًا لتحقيق ذلك في السعودية، التي تُعد أكبر مستورد للنفط في العالم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.