أظهرت صور فضائية أن روسيا بدأت في سحب قواتها من قاعدتها البحرية في سوريا بعد سقوط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في نهاية الأسبوع، وفقًا للصور التي تم الحصول عليها عبر شركات متخصصة مثل “ماكسار تكنولوجيز” و”بلانيت لابز”.
إحدى الصور التي نشرتها شركة “ماكسار تكنولوجيز” الأمريكية تظهر قاعدة طرطوس البحرية الروسية في غرب سوريا بتاريخ 10 ديسمبر 2024، وقد بدت خالية، بينما أظهرت صورة أخرى، تم التقاطها في 9 ديسمبر بواسطة “بلانيت لابز” في كاليفورنيا، وجود ثلاث سفن على الأقل من أسطول روسيا في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك فرقاطتان مزودتان بالصواريخ وسفينة إمداد، كانت راسية على بعد حوالي 13 كيلومترًا شمال غرب طرطوس، ولم تتمكن الصور من تحديد أماكن بقية الأسطول.
وفي يوم الأربعاء، أعلنت الكرملين أنه في تواصل مع القيادة السورية الجديدة بشأن وضع القواعد العسكرية الروسية في البلاد، مؤكدة أنها تراقب الوضع عن كثب نظرًا لأهمية هذه القواعد لمصالحها العسكرية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، “نحن بالطبع نراقب كل ما يحدث في سوريا، ونحن على اتصال مع من يسيطرون حاليًا على الوضع. هذا ضروري لأن قواعدنا هناك ومهامنا الدبلوماسية هناك”. وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن المنشآت والموارد الروسية محمية بموجب القانون الدولي.
وقد استولت قوات المعارضة السورية على العاصمة دمشق يوم الأحد الماضي في تقدم سريع، مما أجبر الرئيس الأسد على الفرار إلى روسيا بعد 13 عامًا من الحرب الأهلية و54 عامًا من حكم عائلته الاستبدادي.
وبعد انهيار حكومة الأسد، أعلنت القوات الإسرائيلية يوم الثلاثاء أنها نفذت أكثر من 480 غارة جوية خلال 48 ساعة على أهداف في سوريا، بما في ذلك بطاريات الدفاع الجوي، والمطارات العسكرية، ومواقع إنتاج الأسلحة، والطائرات الحربية، والصواريخ. كما شنت سفن صواريخ هجمات على القواعد البحرية السورية في موانئ البيضة وطرطوس، حيث كانت ترسو 15 سفينة حربية سورية.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الهجمات عبر سوريا كانت تهدف إلى تدمير الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل الجماعات المتمردة التي أسقطت الأسد، والتي تضم بعض الفصائل المرتبطة بتنظيمات مثل “القاعدة” و”داعش”، والتي تُصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمات إرهابية.
وبعد سقوط الأسد، يبدو أن موسكو تسعى الآن لإبرام اتفاق مع المتمردين لضمان سلامة قاعدتين عسكريتين استراتيجيتين في سوريا، كما منحت روسيا اللجوء لعائلة الأسد بعد فرارها من سوريا.
وتعد قاعدة طرطوس هي المركز الوحيد لصيانة وإمداد البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط، واستخدمت موسكو سوريا كنقطة انطلاق لنقل قواتها العسكرية إلى أفريقيا.
وقد كانت البحرية الروسية تدير القاعدة منذ عام 1971، ولكنها تراجعت في الاستخدام بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ومع بداية الحرب الأهلية السورية في 2012، زاد الاستخدام مجددًا، وأصبحت القاعدة البحرية الروسية في طرطوس بمثابة القاعدة البحرية الرئيسية لروسيا في الخارج، وفقًا لموقع “نافال نيوز” المتخصص في الدفاع والتكنولوجيا.
وفي السابق، كان لدى روسيا خمس سفن سطحية وغواصة واحدة في طرطوس، وفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية التي أجرته “بلاك سكاي” و”بلانيت لابز”. وأظهرت صورة تم التقاطها في 5 ديسمبر بواسطة “بلاك سكاي” أن جميع السفن الست كانت متواجدة في القاعدة، ولكن صور الأقمار الصناعية في 9 ديسمبر أكدت تقارير من المدونين الروس مثل “ريبار” بأن السفن الحربية قد غادرت طرطوس وأخذت مواقعها قبالة الساحل لأسباب أمنية. وفقًا لصور الأقمار الصناعية، غادر الأسطول قاعدة طرطوس في الفترة بين 6 و9 ديسمبر.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69581