يواجه داعمي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المؤيدين لإسرائيل تحديات جديدة في تعاملهم مع دول الخليج، بينما كانت إدارة ترامب تأمل في تعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، تكشف الأحداث الأخيرة عن تعقيدات الواقع التي قد تعرقل هذه الجهود.
ومن أبرز إنجازات إدارة ترامب في الشرق الأوسط كانت توقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
هذه الاتفاقيات، المعروفة باسم “الاتفاقات الإبراهيمية”، كانت تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين إسرائيل والدول العربية، مع وعود بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ومع ذلك، فإن هذه الاتفاقيات لم تكن خالية من التحديات.
وتواجه دول الخليج اليوم واقعًا مختلفًا عن ذلك الذي كانت تأمله إدارة ترامب، فمع تصاعد التوترات الإقليمية، وخاصة مع إيران، تجد هذه الدول نفسها في موقف يتطلب توازنًا دقيقًا بين علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، واحتياجاتها الأمنية والسياسية الخاصة.
إن دول الخليج، رغم توافقها مع واشنطن في مواجهة التهديدات الإيرانية، تبقى حذرة من الانزلاق إلى صراع مباشر قد يضر بمصالحها.
من جهة أخرى السعودية، بصفتها القوة الإقليمية الرئيسية، تلعب دورًا محوريًا في توجيه السياسات الخليجية تجاه إسرائيل، ومع أن الرياض قد أظهرت بعض المؤشرات على تقارب مع إسرائيل، إلا أنها تصر على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية قبل المضي قدمًا في أي تطبيع شامل.
هذا الموقف يتعارض مع الطموحات الإسرائيلية والأمريكية، مما يعكس الفجوة بين الرغبات والمصالح.
وتتسم شعوب دول الخليج بتوجهات مختلفة تجاه التطبيع مع إسرائيل، فبينما تروج بعض النخب السياسية للإيجابيات المحتملة، فإن الرأي العام غالبًا ما يكون متحفظًا، ويرى أن التطبيع يجب أن يترافق مع تقدم ملموس في القضية الفلسطينية، هذا الانقسام في المواقف قد يسبب ضغوطًا على القادة الخليجيين، مما يجعلهم يترددون في اتخاذ خطوات جريئة نحو التطبيع.
وتسعى إدارة بايدن إلى إعادة تقييم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، بما في ذلك العلاقات مع دول الخليج، هذا التغيير قد يؤثر على كيفية رؤية الدول الخليجية لالتزامات الولايات المتحدة في المنطقة، فمع وجود إدارة جديدة، قد تجد دول الخليج نفسها مجبرة على إعادة التفكير في استراتيجياتها، خاصة في ظل المخاوف من أن تكون الولايات المتحدة أقل دعمًا لإسرائيل في المستقبل.
وتعتبر العلاقات الاقتصادية جزءًا أساسيًا من أي اتفاقية تطبيع، ومع ذلك، فإن دول الخليج تتبنى مقاربة حذرة، حيث تفضل التركيز على مصالحها الاقتصادية الخاصة.
إن التعاون مع إسرائيل في مجالات التكنولوجيا والأمن قد يكون جذابًا، ولكن ذلك يجب أن يتماشى مع الأولويات الوطنية.
إن دعاة ترامب المؤيدين لإسرائيل يواجهون الواقع المعقد لدول الخليج، حيث تتداخل المصالح الوطنية مع الضغوط الخارجية، بينما تسعى الإدارة الأمريكية السابقة إلى تحقيق أهدافها، فإن دول الخليج تظل حذرة، مدركة أن القرارات السياسية تتطلب توازنًا دقيقًا.
وسيعتمد نجاح أي جهود للتطبيع على قدرة الأطراف المعنية على التعامل مع هذه التحديات بروح من التعاون والفهم المتبادل.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69260