القاهرة – خليج 24| يتساءل كثيرون عن خير الأعمال في ليلة الإسراء والمعراج باعتبار أنها ليلة مباركة.
وتم تحديد ليلة الإسراء والمعراج مع مغيب يوم غد الاثنين وحتى مغيب شمس يوم غد الثلاثاء.
الإسراء والمعراج
والإسراء هي الرحلة التي أكرم الله -تعالى- نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- بها من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
في حين يقصد بالمعراج هو ما أعقب رحلة الإسراء من العروج بالرسول -عليه السلام- إلى السماوات العلا.
وذلك حتى الوصول إلى مستوى تنقطع عنده الخلائق.
وذكرت حادثة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم بقوله تعالى “سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى”.
في حين، ذكر المعراج في سورة النجم بقوله تعالى “وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”.
ماذا حدث ليلة الإسراء والمعراج
ورد في التجهيز لرحلة الإسراء والمعراج ما أخرج الإمام البُخاري في صحيحه عن حادثة الإسراء المعراج.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- مُستلقياً على ظهره في بيت أُمِّ هانئ، فانفرج سقف البيت، ونزل منه مَلَكان على هيئة البشر.
ثم أخذاه إلى الحطيم عند زمزم، ثُمّ شقّا صدره، وأخرجا قلبه الشريف وغسلاه بماء زمزم، وملآه بالإيمان والحكمة.
حول سبب حدوث رحلة الإسراء والمعراج ليلا، جاء أن الحكمة في ذلك تهيئة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لِما سيُشاهده.
وأيضا ليكون إعدادا له من الناحية اليقينيّة والروحيّة.
وعلّق الحافظ ابن حجر على ذلك فقال: “وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة.
وأوضح أن ذلك مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته، لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك.
ماذا حدث ليلة الإسراء والمعراج
ورد فيه ركوب البراق والإسراء إلى المسجد الأقصى ثُمّ جاء جبريل عليه السلام للنبيّ بدابّة البُراق.
وبدابة البراق هي دابّةٌ أصغرُ من الفَرَس وأكبر من الحِمار، تضعُ حافرها عند مُنتهى طرفها؛ أي تضع خطواتها فتصل إلى مدّ بصرها.
فلمّا ركبها النبي محمد لم يثْبُت، حتى قال له جبريل -عليه السلام- أن يثبت، فلم يركبها أحدٌ خيرٌ منه.
ثم ثبت النبيّ، وتصبّب عرقاً، ثُمّ انطلقت بهما إلى بيت المقدس.
لاحقا، عُرج بالنبيّ وجبريل إلى السماء الدُنيا، فرأى عليه الصلاة والسلام آدمَ عليه السلام، ورحّب به، وردّ عليه السّلام.
كما أنه أراه أرواح الشُهداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره.
ثُمّ صعد إلى السماء الثانيّة، فرأى فيها يحيى وعيسى -عليهما السلام-، فسلّم عليهما.
لاحقا صعد إلى السماء الثالثة ورأى فيها يوسف -عليه السلام-، ثُمّ رأى إدريس -عليه السلام- في السماء الرابعة.
ثم رأى هارون -عليه السلام- في السماء الخامسة، وموسى -عليه السلام- في السماء السادسة، وفي السماء السابعة رأى إبراهيم -عليه السلام-، وجميعُهم يُسلّمون عليه، ويُقرّون بنبوّته.
لاحقا صعد إلى سدْرة المُنتهى، والبيت المعمور، ثُم صعد فوق السماء السابعة، وكلّم الله تعالى ففرض عليه 50 صلاة.
وبقيَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يُراجِعه حتى جعلها خمساً، وعُرض عليه اللّبن والخمر، فاختار اللّبن.
ثم قيل له أنّه أصاب الفطرة، ورأى أنهار الجنّة، اثنان ظاهران، واثنان باطنان.
ورأى خازن النّار -مالِك-، ورأى أكَلَة الرّبا، وأكَلَة أموالِ اليتامى ظُلماً، وغير ذلك الكثير من المشاهد.
العبادة ليلة الإسراء والمعراج
وبحسب دار الإفتاء المصرية حول حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج فإنه لا مانع شرعًا من التطوع بصوم نهارها.
واستندت في ذلك لما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا”.
وبينت أنه يستحب إحياء هذه الليلة بالعبادات والطاعات ومن أبرز هذه العبادات التي يحبها الله هي الصيام.
وأشارت إلى أن هناك كذلك إطعام الطعام وإخراج الصدقات والسعي على حوائج الناس والإكثار من الاستغفار والذكر.
الأكثر أهمية ما لفتت إليه بأن النبي الكريم كان يحرص على الصيام في رجب لما له من مكانة عظيمة عند الله.
في حين لم يرد عن صوم الإسراء والمعراج أنه سنة.
وذكرت أن صوم يوم 27 رجب ليلة الإسراء والمعراج لا حرج فيه لأن الصيام طاعة مطلوبة في هذه الأوقات برجب وشعبان.
وذلك حتى نمهد نفسنا لشهر رمضان.
لذلك يجوز صوم ليلة الإسراء والمعراج احتفاء بأن الله من على رسولنا صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=41298
التعليقات مغلقة.