خطة مصر الخمسية لإعادة إعمار غزة تتضمن مناطق آمنة ووكالة فلسطينية مستقلة

كشفت مصادر متطابقة تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة بحيث تتضمن إنشاء مناطق آمنة داخل القطاع خلال فترة إعادة الإعمار التي تستمر خمس سنوات وتأسيس وكالة فلسطينية مستقلة.

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن الخطة، التي تهدف إلى مواجهة مقترحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مستقبل غزة، من المتوقع أن تُعرض في قمة مجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخرى في 20 فبراير/شباط.

وتركز المراحل الأولية على استعادة الخدمات الأساسية والسكن المؤقت. وتنص الخطة التي أعدها خبراء على توفير الكرافانات والخيام والخدمات الأساسية داخل المناطق الآمنة، حسبما ذكرت المصادر التي اطلعت على الاقتراح.

وقال رخا حسن، نائب وزير الخارجية المصري السابق والذي يشغل الآن منصب عضو في المجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو مركز أبحاث مقره القاهرة، إن العديد من شركات التطوير العقاري المصرية الكبرى قدمت عدة مقترحات للحكومة بشأن إعادة إعمار غزة.

وأضاف أن الحكومة المصرية تخطط أيضًا لاستضافة مؤتمر دولي لجمع الأموال لإعادة الإعمار.

وستعقد قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم الخميس بحضور مصر والأردن، الدولتين العربيتين اللتين يريد ترامب إعادة توطين 2.3 مليون فلسطيني في غزة بشكل دائم في حين تستولي الولايات المتحدة على المنطقة وتحولها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

ومن ناحية أخرى، قالت مصر يوم الثلاثاء إن القمة العربية التي كان من المقرر عقدها في القاهرة في 27 فبراير ستعقد الآن في 4 مارس.

وتهدف القمة في المقام الأول إلى بناء معارضة موحدة لخطة السيد ترامب.

وأشارت المصادر إلى إمكانية دعوة ممثلي المانحين المحتملين إلى قمة الخميس في الرياض، حيث سيتحدثون إلى المشاركين على هامش الاجتماع.

وقد لاقت مقترحات ترامب بشأن غزة إدانة واسعة النطاق في العالم العربي والعالم، حيث أدانتها بعض جماعات حقوق الإنسان الدولية باعتبارها تطهيرًا عرقيًا. ومع ذلك، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطة ترامب بحرارة.

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ، الذي يقوم بزيارة للشرق الأوسط هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة منفتحة على الاستماع إلى مقترحات بديلة. وأضاف روبيو: “إذا كانت الدول العربية لديها خطة أفضل، فهذا أمر رائع”.

ولن تنجح الخطة المصرية إلا إذا تم جمع الأموال الكافية، وتم الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة لمدة 42 يوما والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني بعد انتهاء مدته في أوائل مارس/آذار، ومن خلال المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.

وتخطط الحكومة المصرية لاستضافة مؤتمر دولي للمانحين لجمع الأموال لإعادة إعمار غزة.

إذا تم التفاوض بنجاح، فإن المرحلة الثانية تعني أن حماس ستفرج عن جميع الأسرى الذين لا تزال تحتجزهم، وينبغي لإسرائيل أن تنسحب من غزة، ويدخل وقف إطلاق النار الدائم حيز التنفيذ.

وقالت المصادر إن مسؤولين بالحكومة المصرية يناقشون ويضعون اللمسات الأخيرة على خطة إعادة إعمار غزة مع المانحين الدوليين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن ممثلي شركات البناء ودول الخليج التي أعلنت استعدادها الأولي للمساهمة بالأموال.

وتتضمن الخطة المصرية إنشاء وكالة فلسطينية مستقلة لتنسيق عملية إعادة الإعمار والإشراف عليها. وقالت المصادر إن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية سوف تضطر إلى إصدار مرسوم بإنشاء الوكالة، ولكن لن يكون لها الحق في التدخل أو التأثير على عملها.

وسيكون أعضاء الوكالة من التكنوقراط الذين يحظون بدعم كافة الفصائل الفلسطينية.

وعلى نحو منفصل، تعمل مصر حالياً على اختيار لجنة فلسطينية مكونة من 15 عضواً للإشراف على الشؤون اليومية لقطاع غزة بعد الحرب، بما في ذلك دور محدود في جهود إعادة الإعمار، حسبما ذكرت المصادر. ولن تضم اللجنة المقترحة ممثلين عن حماس أو السلطة الفلسطينية، وسوف يساعدها زعماء العشائر ورؤساء البلديات المحليون.

وقال حسن، نائب وزير الخارجية المصري السابق، إن “كمية الأنقاض في غزة ليست كبيرة كما تشير الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد أكد المقاولون أن الكثير منها يمكن إعادة تدويره في عملية إعادة الإعمار”.

وتابع ” يمكن إعادة تأهيل المستشفيات بسرعة، في غضون أشهر، لأن العديد من واجهاتها الخارجية لا تزال قائمة… وسوف يكون العمال الغزيون ضروريين لخطة إعادة الإعمار. ويتعين على سكان غزة البقاء هناك للقيام بإعادة البناء بأنفسهم”.

وقد كانت مصر، التي أدارت غزة بين عامي 1948 و1967، تنظر إلى هذه المنطقة منذ فترة طويلة باعتبارها جزءاً من مجال أمنها القومي. وتؤكد القاهرة أن السماح لفلسطينيي غزة بالاستقرار على الأراضي المصرية من شأنه أن يضعف القضية الفلسطينية.

وتصر القاهرة على أن حل الدولتين الذي يسمح بإنشاء دولة فلسطينية والعيش بسلام إلى جانب إسرائيل هو الحل الوحيد الممكن للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.